14.43°القدس
14.14°رام الله
13.3°الخليل
18.81°غزة
14.43° القدس
رام الله14.14°
الخليل13.3°
غزة18.81°
الأحد 05 مايو 2024
4.66جنيه إسترليني
5.24دينار أردني
0.08جنيه مصري
4يورو
3.72دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.66
دينار أردني5.24
جنيه مصري0.08
يورو4
دولار أمريكي3.72

خبر: قالوا ما لم نقله

لكل زلزال موجات ارتدادية بعضها قاتل أحيانًا، ولكل معركة تداعياتها الإيجابية والسلبية. وأحسب أن حل تداعيات معركة (حجارة السجيل) كانت إيجابية على الطرف الفلسطيني، وقد تجسدت هذه الإيجابيات مجتمعة في كلمة (النصر). كلمة النصر لم تقلها غزة وحدها، بل قالتها صحف العالم المهتمة بالقضية الفلسطينية، وقالها أعداء المقاومة والكارهون لها في كل مكان، وحسبنا أن يقولها قادة دولة الاحتلال والعدوان، وأذكر من أقوالهم ما يلي: 1- يقوم (موفاز) وزير دفاع سابق، ورئيس حزب كاديما حاليًا: "حماس انتصرت في هذه الحرب، و(إسرائيل) انهزمت؟!". وهذا قول لقائد عسكري جرب الحرب على غزة، ويمتلك معايير عسكرية وأمنية وسياسية لقياس النصر والهزيمة، في ضوء الرؤية والثقافة العبرية، ولا يمكن النظر إلى تصريحه على أنه كلمة انتخابية، لأن التصريح يمس الجيش والجيش عجل مقدس يحظر على القادة المساس به، لذا يجدر النظر إلى قوله من خلال معايير الجيش لا من خلال المنافسة الانتخابية. 2- ويقول (ابن آري) وهو عضو في الكنيست الحالي: "وقف إطلاق النار هو رفع الراية البيضاء أمام حركة حماس". وهذا قول من سياسي يميني يمثل طائفة من الناخبين. ولا تقول حماس القول نفسه بحسب معاييرها وتقديراتها، ولكن ابن أري يقول هذا بحسب اليمين الإسرائيلي الذي تعود على النصر الخاطف الذي لا لبس فيه. 3- وتقول (تسيبي ليفني)، وهي رئيس وزراء سابق، ورئيس حزب جديد: "لأول مرة في تاريخ (إسرائيل)، الإسرائيليون يكتبون على الشاشة: وقف إطلاق النار الساعة التاسعة وينتظرونه بفارغ الصبر". وهذا قول يستحق الاحترام لأنه يعبر عن حالة واقعية حقيقية تقوم عليها شواهد عديدة، فخلال الأيام الثمانية عاش (3 مليون) صهيوني محتل في الملاجئ، بعد أن تمكنت المقاومة من مواصلة قصف تل أبيب والقدس وبئر السبع وهرتسيليا ومدن قرى غلاف غزة بالصواريخ، وشعر الإسرائيليون أن جيشهم يكذب، وأن قدرة حماس على مواصلة القصف ماتزال جيدة. ومن ثم فإن تحليلاتهم للمشهد جعلتهم ينتظرون الساعة التاسعة ووقف إطلاق النار بفارغ الصبر، وهذا جيد للمقاومة، وتاريخ فارق بين مرحلتين. 4- وتقول القناة العاشرة: "نتنياهو دعا قبل أعوام لإسقاط حكم حماس، وهو يوقع معها الآن اتفاقًا سيقويها". وهو قول واقعي يعكس متغيرًا جديدًا تتقدم فيه حماس إلى الأمام، ويتراجع فيه نتنياهو إلى الخلف، وأحسب أن اعتزال باراك للحياة السياسية هو قرار بالتراجع، وبفشل (إسرائيل) في تحقيق أهدافها من معركة (عمود الغيمة). وهذا غيض من فيض من أقوالهم الرسمية على المستوى القيادي، وأحسب أن ما قالته صحفهم أبلغ في تشخيص الحالة، وأوضح في بيان القلق الوجودي على المستقبل. هذه أقوالهم، وليست أقوالنا، ولو قلنا في النصر والهزيمة لتواضعنا، لأننا نقرأ الواقع والمستقبل من زاوية تختلف عن زاوية قراءتهم، ولكن حسبنا أن نقول إن المقاومة تقدمت خطوة أو أكثر نحو التحرير، أو قل نحو نقل المعركة إلى أماكن تواجد العدو، وداخل جبهتهم الداخلية، وبهذا دمرت المقاومة إحدى استراتيجياته الموروثة، وفي هذا نصر جيد للمقاومة، وهزيمة مؤلمة لاستراتيجية العدو.