19.01°القدس
18.21°رام الله
16.64°الخليل
22.15°غزة
19.01° القدس
رام الله18.21°
الخليل16.64°
غزة22.15°
الأحد 05 مايو 2024
4.66جنيه إسترليني
5.24دينار أردني
0.08جنيه مصري
4يورو
3.72دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.66
دينار أردني5.24
جنيه مصري0.08
يورو4
دولار أمريكي3.72

خبر: الملايين تُحاصِرُ "الفلول"

تعيشُ "مصر الجديدة" مخاضاً عسيراً، في وقت تتكالب فيه قوى الشر من الفاسدين, أدوات النظام البائد الذين حَوَّلوا مصر إلى جمهورية موز وذخراً استراتيجياً لدولة الاحتلال وتابعاً ذليلاً "للسيد الأميركي"! الزلزال الذي يُطيحُ بِبُنى الاستبداد يستمر فصولاً حتى تستقر الأرض ومن عليها في نظام ديمقراطي يحكمه القانون, يُعيد لمصر دورها الوازن على المستويات العربية والإسلامية والإقليمية والدولية. الملايين تتقاطر إلى ميدان النهضة أمام جامعة القاهرة، طرق العاصمة تغُصُّ بمريديها وعلى مسافة كيلومترات يزحفون نحو مستقبل مصر ويؤكدون أنه لهم وأنهم بُناته وصانعوه. ملايين أُخرى إسكندرانية تذهب نحو ميدان القائد إبراهيم لم تشهدها عروس المتوسط من قبل. قلب الصعيد المصري ينبض في ميدان جامع عمر مكرم في أسيوط مع سبع محافظات أخرى فيشهد دفقاً آخر لملايين آخرين يعلمون علم اليقين أن نظام المخلوع مبارك قد هَمَّشَهُم وأنهم يعودون اليوم إلى الصدارة. ميدان التحرير ينحسر إلى زوايا رطبة باردة في بلطجة مدنية أصبحت مقروءة بشكل سافر ولكل الناس. الديمقراطية، تعني أن تقوم المعارضة وبالطرائق الحضارية السلمية بالتعبير عن رأيها، فلماذا لا تُصَوِّت ضد الدستور وتُكَتِّلُ الشارع حتى لا ينال الأغلبية ؟! إن ما يجري في مصر اليوم، يُذَكِّرُنا تماماً بما عشناه في فلسطين المحتلة إبّان إعلان نتائج الديمقراطية التي انعقدت يوم 25 كانون ثاني/ يناير 2006 حين تمردت الأجهزة الأمنية واستنكف الآلاف من موظفي المؤسسات الحكومية في محاولة لمواجهة قرار الشعب وخياره الديمقراطي وارتكاب انقلاب واجهه الشعب واستعاد شرعيته يوم 14/6 على قطاع غزة، أما الضفة الفلسطينية المحتلة فلم يزل يختطفها الانقلابيون حتى اللحظة! لقد اختلف باراك أوباما مع ميت رومني في الانتخابات الرئاسية الأميركية الأخيرة، وقال واحدهم في الآخر ما سمحت به "الأخلاق الديمقراطية"، ولكن نتائج إرادة الشعب الأميركي تم احترامها من الجميع وتستمر الحياة في البلاد على وَقْعِها الذي اعتاده الناس. في كل دول العالم الديمقراطي هناك موالون ومعارضون، في ظل دستور يَنْظُمْ العلاقة بينهما ويحفظ تداول السلطة وإعمال القانون، ويشير سِجِل النظام السياسي إلى تطور وازدهار هذه الدول، على كل الصُّعُدْ، نقيض ما يسمى "بالدول الفاشلة" تلك التي تضع القانون ولا تُطبِّقُه!! شعب مصر يقول كلمته الآن وبالفم الملآن، مُوَحَّداً خلف قيادته التي اختارها بعد عقود استطالت لأنظمةٍ استبدادية فَرَضَت الحزب الواحد وأفقرت الشعب وَأَمْلَتْ عليه قيود الإلحاق الظالم لغيرِ قُطْبٍ دولي. الملايين التي نراها الآن في الميادين، هي الشعب المصري بأغلبيته الساحقة في القاهرة والإسكندرية وأسيوط والمنصورة والسويس وطنطا وكل مدن مصر، يخرجون عن بِكْرَة أبيهم دفاعاً عن الديمقراطية التي تَتَغَوَّل عليها بقايا النظام السابق الفاسد، وأدواته التي لازالت تُعَشّعِشُ في وزارة الداخلية والإعلام وبعض مؤسسات القضاء التي زرعها النظام المخلوع. الشعب المصري سيقول كلمته يوم 15 كانون أول/ ديسمبر في استفتاءٍ على دستور مصر الثورة، لتأخذ عجلة الدولة والثورة في الدوران. الجميع سيرفع راية العمل والإنتاج حتى تعود مصر كما كانت الدولة الرائدة وسندَ فلسطين والعرب والأفارقة والأمة الإسلامية. مصر العظيمة، التي يقول رئيسها د. محمد مرسي، إن ساعة الحسم تَقْتَرِب، فإلى متى سيبقى أبناء النيل أسرى البقاء في الميادين في مواجهة متآمرين مستوردةٌ أفكارهم والأموال التي تحركهم لصالح أعداء مصر وفلسطين. لقد أكدت قيادات العدو السياسية والعسكرية إبّان العدوان الظالم على قطاع غزة، أن من بين أهم الأهداف التي وضعتها "إسرائيل" ليس فقط اختبار رد فعل مصر الجديدة، وإنما استخدام "الصدمة" الفاشلة وفق سيناريو أُعِدَّ أيضاً لمحاصرة وإسقاط نظام الثورة في قاهرة المعز؟!عَمار يا مصر، وأنت تشهدين عدة مليونيات في يوم واحد. الله أكبر، هذه هي مصر التي يريدها الجميع وقد أعلنت بحناجر رجالها ونسائها وعلمائها وشبابها ومن الآن أنها مع الدستور، مع مصر الثورة الحرة المستقلة، والمنتصرة حتماً لنفسها ولدورها، ولشعب فلسطين الظافر دون ريب.