22.78°القدس
22.55°رام الله
21.64°الخليل
24.19°غزة
22.78° القدس
رام الله22.55°
الخليل21.64°
غزة24.19°
السبت 04 مايو 2024
4.67جنيه إسترليني
5.24دينار أردني
0.08جنيه مصري
4يورو
3.72دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.67
دينار أردني5.24
جنيه مصري0.08
يورو4
دولار أمريكي3.72

خبر: واجبنا لمناهضة العنف ضد المرأة

مر علينا اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة والأسيرات الفلسطينيات يعانين في سجون وزنازين الاحتلال الإسرائيلي أشد أنواع التعذيب والعنف والإذلال والاضطهاد والتحرش الجنسي، ومنهم القاصرات وبعضهم مع أطفالهن، وهم بعيدات عن الزوج والولد والأهل، صابرات ومحتسبات ولا يجدوا من ينصفهم ويرفع الظلم عنهم، ولا نلوم في البداية إلا أنفسنا، لأننا لا نستغل مثل هذه المناسبات الحقوقية لكي نفضح الاحتلال الإسرائيلي دوليا ونقاضيه أمام القضاء الدولي على جرائمه ضد المرأة الفلسطينية، لاسيما جرائم الحرب الصهيونية الأخيرة والسابقة. فالأسيرات الفلسطينيات يشاركن الرجال في سجون الاحتلال الصحراوية، ومعتقلاته العسكرية، ومراكز الاحتجاز والتوقيف الإداري المختلفة، معركتهم التاريخية، بأمعائهم الخاوية، وأجسادهم الناحلة، ولا يبالون بموتٍ ينتظرهم، أو عقابٍ يلحق بهم، أو تمزيقٍ وتشتيتٍ آخر تسببه إجراءات قاسية لسلطات السجون ضدهم، فهم لا يبالون بأي مصيرٍ ينتظرهم، ويخوضون معركتهم داخل جدران السجون السميكة، وخلف أسوار السجون العالية، وتحت شتاء وبرد قارص بأقصى ما يملكون من وسائل وقوة ومواجهة، وإرادة قوية، وهمتهم عالية، ونفوسهم صافية، وقلوبهم لقضيتهم مخلصة ليذكروا قادة العمل الوطني بقضيتهم، لئلا ينسوا معاناتهم، وألا يتأخروا عن العمل لإطلاق سراحهم، ونيل حريتهم. فلا أبالغ حين أقول دخل سجون ومعتقلات الاحتلال الصهيوني أكثر من نصف الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة نساء وأطفالا ورجالا، ومنهم من دخل السجون مراتٍ عديدة، وسنين طويلة، يخرجوا منها ليعود إليها من جديد كما هو حال الشراونة والعيسوي وهم من صفقة "وفاء الأحرار"، ومنهم من قضى عقوداً ثلاثة ويزيد وهم خلف القضبان، والزنازين الانفرادية، فتضاعفت لديهم المعاناة واشتدت عليهم الظلمة في الزنازين، ويشتكون الوحدة والصمت. إن الأسرى يستحقون منا أكثر من مجرد تضامن هنا أو اعتصام هناك، ولهم علينا واجبٌ يفوق كثيراً ما نقوم به من أجلهم، فليس هناك واجب نؤديه لهم دون السعي للإفراج عنهم، واستعادة حريتهم التي دفعوا ثمنها من أعمارهم، فهذه هي الغاية، وهذا هو الهدف الذي نسعى إليه، فمن أجله يجب أن نعمل، ونكرس كل جهدٍ ممكن ومستطاع، ولا ندخر وسعاً، لتحقيق حريتهم، فهذه أمانة في أعناقنا جميعاً، نتحمل مسؤوليتها ونحاسب عليها، وسنسأل أمام الله عنها، ومن قبل أمام شعوبنا وأمتنا، وأمام المعتقلين أنفسهم، ماذا فعلنا من أجل إطلاق سراحهم؟ وماذا قدمنا لقضيتهم؟ إذ لا قيمة لقائد أو مسؤول لا يسعى لاستعادة حرية المعتقلين والأسرى، أو يقصر في الدفاع عنهم، وتحسين ظروفهم، والتخفيف من معاناتهم. فكيف تحلو الحياة ويستقيم العيش لقادة العمل الوطني الفلسطيني، وهم يرون ثلةً كبيرة من أبناء وبنات شعبهم، ممن ضحوا بزهرة عمرهم من أجل وطنهم، يعانون قهر الأسر والاعتقال، محرومون من أهلهم، وممنوع عليهم مصافحة آبائهم، ومحرم على كثير منهم رؤية أبنائهم وأزواجهم وذويهم، وغائبون في الأفراح والأتراح، ولا يحضرون أعياد أو زفاف أبنائهم، ولا أموات أقاربهم، فهم مغيبون تمامًا عن العالم من حولهم، منسيون وراء الجدران، يدافعون في أسرهم بطهارةٍ وصدقٍ ونبل، عن ثوابت الأمة وحقوقها. نعم إن قضية الأسرى الفلسطينيين مسؤولية كل مسؤولٍ فلسطيني، ومهمة كل قائد فلسطيني، فعلى عاتقهم قبل غيرهم يقع عبء تحريرهم، وكسر القيد عن معاصمهم، وتخليصهم من ذل الأسر والاعتقال، إذ إن المناصب التي يتبوؤونها، والصفات التي يحملونها، والمواقع التي يشغلونها، وما يتمتعون به من مزايا وامتيازات، ما كانت لتكون لهم لولا عطاءات المقاومين، وتضحيات المجاهدين، وصمود المعتقلين. فمن السجون انطلقت مبادرات الوحدة، وبرامج اللقاء، ودعوات المصالحة، ونداءات التحذير. وفي السجون يخطط القادة وينفذون ويجندون ويتابعون، ويديرون من المعتقلات الضيقة معارك كبيرة مع الاحتلال الإسرائيلي، ومن الزنازين المظلمة تصدر البيانات، وتكتب الخطابات، وترسل الرسائل والكتب، وتخاطب المؤتمرات، وتناقش الأزمات، وتقترح الحلول، ويخرج منها القادة وتمنح منها الشهادات العليا، إذ إن عقولهم رغم القيد نيرة، وقلوبهم رغم السجن رحبة، وألسنتهم رغم مرارة الأسر ذلقة ورطبة، وأقلامهم تكتب وترسم أروع صور الصمود والتحدي، فهم أصحاب حرية، وصناع حق. لقد أصبح الأسرى الفلسطينيون منبرا للكلمة الحرة بعقد مؤتمرات عربية ودولية لنصرتهم والرفع من معنوياتهم وهاماتهم، والتقوية من عزائمهم وثباتهم، وتزيد من صبرهم وإصرارهم أمام السجان والجلاد الصهيوني الصاغر في نظرهم مهما تمادى في ظلمه وعنجهيته وجبروته. إن مؤتمر تونس لنصرة الأسرى الفلسطينيين الذي عقد قبل أيام بحضور رئيس الجمهورية التونسية المنصف المرزوقي، وحضور عدد كبير من الشخصيات العربية والغربية حاضرا في نفوس وعقول الأسرى وكل الشعب الفلسطيني، مما يزيدنا طمأنينة بأن قضية الأسرى لا تزال حية وتحظى بتأييد وتضامن عربي ودولي.