اتهمت عائلة الشهيد عبد الناصر حلاوة (55 عامًا) من ذوي الاحتياجات الخاصة، مستشفى شعاري تسيديك، برفض استكمال علاجه بعد إصابته برصاص حراس الأمن الإسرائيلي على حاجز قلنديا في السابع عشر من أغسطس/ آب من العام الماضي، ما أدى في الحادي عشر من ديسمبر/ كانون أول الماضي إلى استشهاده.
وقال أنور حلاوة شقيق الشهيد في تقرير مطول لصحيفة هآرتس، إن إدارة المستشفى أجبرته بعد 100 يوم من إصابة شقيقه، على نقله لمستشفى في نابلس، رغم أنه كان بحالة خطيرة، وبعد أسبوعين فقط استشهد.
وأطلق النار على حلاوة وهو أصم ومختل عقليًا، خلال مروره على حاجز قلنديا، ما أدى لإصابته، ونقل حينها لمستشفى شعاري تسيديك وبعد التأكد من أنه لم يكن يشكل خطرًا تُرك في المستشفى للعلاج ومن ثم تم نقله إلى أحد المستشفيات في مدينة نابلس.
وتشير الصحيفة، إلى أن حلاوة لم يستمع لتعليمات رجال الأمن الإسرائيليين، فأطلقوا النار عليه، حيث يعتقد شقيقه أنه كان في طريقه إلى البحر الميت حيث كان أخذه قبل أسبوع من الحدث إلى هناك وربما أراد العودة، مشيرًا إلى أن أسبوع كامل بقي في المستشفى مصابًا دون أن يتم إبلاغهم عن إصابته.
وأشار إلى أنه بعد 3 أيام من إصابته شاهد صورته على الانترنت وهو ملقى على الطريق عند حاجز قلنديا، وتعرف عليه من ملابسه، وبعد أيام قليلة وبعد جهود منظمة يش دين الحقوقية سمح بعد أسبوع من الإصابة، له بالحصول على تصريح لزيارة أخيه في المستشفى، في حين لم يسمح لأبنائه بزيارته ومن بينهم الأصغر عبد الرحمن البالغ من العمر 14 عامًا رغم أنه ليس بحاجة إلى تصريح دخول بسبب صغر سنه.
ولفت شقيق الشهيد، إلى أنه كان بحالة جيدة نسبيًا، وكان كثيرًا ما يبتسم، ويجيب على بعض الأسئلة بحركة اليد، لكن بعد 25 يومًا بدأت حالته تتدهور، وتوقف رأسه عن العمل ولم يعد يتعرف عليا، ثم لم يتعرف على ابنه الأصغر الذي سمح له لاحقًا بزيارته، ولم يعد يستجيب لأي شيء، وكأنه مصاب بجلطة دموية في المخ.
وبات أنور - كما يقول لصحيفة هآرتس - يشعر بأنه يفقد شقيقه، وأصبح بعد 45 يومًا مجرد جثة، مشيرًا إلى أنه بعد 3 أشهر بدأ المستشفى يضغط عليه لنقل شقيقه، ولكنه أبلغ الأطباء أن شقيقه سيموت لكنهم قالوا إنهم لا علاقة لهم به أكثر من ذلك وفعلوا ما في وسعهم.
ومع مرور 100 يوم على بقاء الشهيد حلاوة في المستشفى مصابًا حينها، طُلب من شقيقه الحضور الفوري ونقل شقيقه، وقام بالتجهيز لذلك ونقل عبر سيارة إسعاف إلى حاجز قلنديا، ومنه بسيارة إسعاف خاصة أخرى إلى عدة مستشفيات كانت ادعت إدارة المستشفى الإسرائيلي أنها نسقت معها وتبين أن ذلك غير صحيح ولم يكن هناك تنسيق، وبعد معاناة في تنقله لعدة مستشفيات، نقل إلى منزله حتى استشهد.
واتهم أنور حلاوة، إدارة المستشفى الإسرائيلي بتعمد إخراجه لأنهم كانوا يريدون أن يستشهد بعيدًا عنهم، وأن الشركة الأمنية التي أطلق حارس أمنها عليه النار لم ترغب في استشهاده بالمستشفى وكانوا كثيرًا ما يتصلون بالمستشفى.
ويظهر من التشريح الطبي الفلسطيني لجثمان الشهيد أن الدم الذي تراكم في أوردته نتيجة إصابته هو السبب في استشهاده.
ونفى المستشفى الإسرائيلي أن يكون له علاقة باستشهاده أو أن تكون تدهورت حالته خلال بقائه في المستشفى.