23.89°القدس
23.66°رام الله
22.75°الخليل
24.03°غزة
23.89° القدس
رام الله23.66°
الخليل22.75°
غزة24.03°
السبت 04 مايو 2024
4.67جنيه إسترليني
5.24دينار أردني
0.08جنيه مصري
4يورو
3.72دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.67
دينار أردني5.24
جنيه مصري0.08
يورو4
دولار أمريكي3.72

خبر: "فصائل الأنابيب !!"

يحتفل الشعب الفلسطيني وشعوب أمتنا العربية والإسلامية وكل أحرار الدنيا، بمناسبة عزيزة وناجِحَة، تكتسب زخماً وَدَفْعاً أمام كل منعطف دموي يواجِهَهُ شعبنا المعطاء، والتي لن يكون آخرها معارك "حجارة السجيل." إن قراءة هادئة وموضوعية لذكرى تأسيس "حركة المقاومة الإسلامية "حماس""، تؤكد لكل الوطنيين والمراقبين، أولئك الذين يُعْمِلون عُقولهم وقلوبهم، أننا أمام فصيل وطني إسلامي فَاعل، يترك أثراً عميقاً حيث حَل، يتعلم من التجربة المُكْلِفَة والمسؤوليات الثِقال التي يحملها على كاهليه بكل المسؤولية والاقتدار في وجه عدو مُدَجَّج بكل أسلحة الدمار الشامل وعنصرية متوحشة تَنْعَدِم في مُنعَرَجاتِها الأخلاق وتشكل نمطاً من الاحتلالات الكولونيالية الإجلائية قَلَّ نظيرها في التاريخ البشري!. في واقع الأمر، فإن "خمسة وعشرين عاماً" اليوبيلية الفضية ليست هي تاريخ ميلاد "حماس"، فقد تأسست الخلايا الأولى "لحركة الاخوان المسلمين "فرع فلسطين"" فور قيام دولة الاحتلال عام 1948. نهاية الأربعينيات من القرن الماضي، هي عين البدء وجوهر البرنامج السياسي للحركة رداً على الزلزال الذي حاق بِجُل الشّعب الفلسطيني فأخرجه من دياره إلى منزلقات التيه والشتات في أركان الأرض الأربع. هذا التشكيل تم بالاتصال المباشر مع الحركة الأُم التي تأسست في مصر الكنانة عام 1928، وهي محطات هامة ولم تزل في سِجِلِّ وشائج الدم والمصير الواحد، تلك التي عَمَّدَهَا بروحه البطل أحمد عبد العزيز على ثرى أرض الرباط في المعارك المجيدة مع عدو الإنسانية ومعه خير جند الأرض الذين ما فتئوا يُطَهّرون وَيُتَبّرون ما علوا تتبيرا. من مصر قاهرة المعز وعبر كل العصور الغابرة، جاء المدد هادراً لتحرير فلسطين فتشابكت أيادي أهل البلاد معهم وتراصّت الأكتاف، ليكتب النصر المُبين. البيان الأول الذي زَفَّ رسمياً عنوان حركة حماس الجديد جاء في 15 كانون أول/ ديسمبر 1987، إيذاناً ببدء مرحلة أخرى من الكفاح المديد بعد أيام من جريمة الغدر الصهيونية بقتل أربعة عمال من سكان معسكر جباليا. فلسطين، بالنسبة لحركة "حماس" هي كل فلسطين التي نعلمها وبَوصلة التاريخ والجغرافيا للذين تَعِزُّ عليهم كل ذرة تُرابٍ طهور جُبلت بدماء الشهداء. "حماس" ، الحركة الجهادية، مُكَوّن هام من حركة النهضة الإسلامية التي تراه مدخلاً إجبارياً، جاداً، وحقيقياً لتحرير فلسطين، وهي الفصيل الذي بادر مُنسجماً مع معطيات الحالة الفلسطينية إلى تبني النهج الدعوي من جهة والكفاح المسلح من الجهة الأخرى في تميز واضح عن فروع الاخوان المسلمين في الأقطار العربية الأخرى. فلسطين الوطن والقضية – كما تؤمن الحركة - أرضاً وشعباً لا تخضع أيّاً كانت الظروف لتَحوّل أو تكتيكات مساوِمَة على الأرض أو حقوق وثوابت الشعب. ولكن في المقلب الآخر وفي إطار فصائل العمل الوطني ومنظمة التحرير الفلسطينية مَسّت جوهر ومرتكزات القضية الوطنية الفلسطينية. تابع الجميع انتقال فصائل العمل الوطني ووفقاً للاستراتيجيات التي وضعتها من التحرير الكامل لفلسطين، إلى دولة ديمقراطية للفلسطينيين واليهود ومن ثم إلى سلطة على أي أرض يتم تحريرها، فدولة في الضفة وقطاع غزة. أما مرحلة "اتفاقية كامب ديفيد" بين مصر ودولة العدو، فقد دفعت القيادة الفلسطينية في حينه للهروب إلى الأمام نحو صيغة كونفدرالية مع الأردن، تلتها خطة حكومة فلسطينية في المنفى تلك التي جَلَبَت معها التفاوض العقيم كثمرة مُرّة لاتفاق أوسلو وهيئة الحكم الذاتي للسلطة الفلسطينية. ما تقدم من هبوط لسقف "برامج" العمل الوطني لأغلبية تشكيلات خارطة المنظمات الفلسطينية، دفع الشعب الفلسطيني لمحاكمات تظهر نتائجها في حجم هذه الفصائل البائس ودورها الهامشي في الوقت الذي تلاشى فيه وجود العديد منها. لقد جاءت نتائج الانتخابات الديمقراطية والشفافة في 25 كانون ثاني/ يناير 2006 معياراً وفيصلاً قال بالأرقام والنسب ذات الدلالة السياسية الواضحة والتي لا تخفى على أحد بأن معظم فصائل منظمة التحرير قد تآكلت أو انقرضت وأن أغلبية أعضاء اللجنة التنفيذية لا يمثلون أحداً. من هنا تأتي أهمية إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية وهياكلها وعلى أسس تمثيلية ديمقراطية، تعكس وزن القوى الحيَّة والفاعلة، تلك التي تحمي الثوابت الوطنية بحدقات العيون وبدماء قياداتها ومقاتليها. حركة المقاومة الإسلامية "حماس" التي تعيش الهم الوطني الفلسطيني تتفاعل معه وتفعل فيه وقد تطوّر برنامجها في تكتيكاته وفصول محطاته الماجدة. وأدعي أن "الحركة" تجاوزت بعضاً مما سمته بالمحرمات في مراحل معينة، فدخلت مُنعطف انتخابات الحكم المحلي، تلته انتخابات المجلس التشريعي، وتشكيل الحكومة الفلسطينية، والاستعداد لدخول مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية بل وتأكيد ضرورة ذلك. اليوم ونحن نحتفل بهذا العيد الوطني الكبير، لا بد من دعوة كل المخلصين من فصائل العمل الوطني المقاوم للاتحاد حول البرنامج، والاستراتيجية الوطنية التي تعتمد كل أشكال النضال وفي مقدمتها المقاومة والكفاح المسلح. إن فلسطين أكبر من كل الفصائل، فما بالكم بتلك التي لم يبقَ منها سوى ذكرى، أقول ذلك لأن توحيد الصف الوطني وتحصين القلعة الداخلية هو المدخل لاستمرار النضال حتى نهاياته المظفرة والذي تؤكد تجربة شعبنا أنه ممكن وأنه أصبح قريباً وواقعياً، وكلي ثقة بأن خارطة سياسية جديدة ستظهر بعد الانتخابات، وأن برنامج المقاومة هو الذي سيتبناه الجميع وهو الذي يفرض نفسه كحقيقة موضوعية تنتهي معها فصائل الأنابيب.