22.78°القدس
22.55°رام الله
21.64°الخليل
23.94°غزة
22.78° القدس
رام الله22.55°
الخليل21.64°
غزة23.94°
السبت 04 مايو 2024
4.67جنيه إسترليني
5.24دينار أردني
0.08جنيه مصري
4يورو
3.72دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.67
دينار أردني5.24
جنيه مصري0.08
يورو4
دولار أمريكي3.72

خبر: مصر وضريبة الاستقرار!

حتى مع إدراك النخب العلمانية والليبرالية في مصر بأن أغلبية الشارع المصري لا تغرد على وقع ألحانها، وحتى مع إدراكها بأن الإسلاميين ارتضوا وسيرتضون بصندوق الانتخابات حكماً وفيصلا؛ إلا أنها ما زالت تفترض أنها تمتلك الوصاية على كلمة الشعب وخياراته، وتمارس تضليلاً قذراً حين تروّج في وسائل الإعلام التي تهيمن على مفاصلها بأنها تواجه قلّة مستبدة، وكأن النظام الحالي في مصر ما أتى عبر الانتخاب ولا أفسح لمعارضيه أن ينتقدوه ويشتموه بل وأن يعتصموا في محيط مقرّاته الرسمية بحُرية!. التناقضات في مشهد المعارضة المصرية اليوم أكثر من أن تُحصى، فاجتماع القومي الناصري مع الليبرالي واليساري والعلماني ومع بقايا النظام السابق أو الرموز المعبرة عن أجندته، لا يمكن فهمه إلا في سياق التوحّد خلف هدف يراه هؤلاء ساميا، وهو الحيلولة بين الإسلاميين وبين التمكن من مفاصل الحكم، وخوفهم من هذا التمكّن لا يقلّ عن خوفهم من نجاح الإسلاميين في تحقيق مشروعهم وفي ترجمة تفاصيله على أرض الواقع، لأن هذا وحده سيضع حدّاً نهائياً لأحلام كلّ هذه التوليفة وسيتركها عاجزة عن التقدم في خضم مسار التيار الإسلامي الجارف!. صحيح أن هناك معارضة مسؤولة ولديها اعتباراتها وتخوفاتها الوجيهة، لكنّ معارضة نظام أتى عبر صندوق الانتخابات وشرع في عملية بناء مؤسسات الحكم الديمقراطي لا يمكن أن تكون بالتحريض عليه والمطالبة بإسقاطه وهو لمّا يكمل مدّته الدستورية، ولم يدر ظهره لمعارضيه، بل قدّم من بوادر التنازل وحسن النية ومحاولات الاسترضاء والتطمين الكثير منذ تولّيه الحكم!. تخطئ ما تسمى بالنخب المعارضة في مصر إذا ما راهنت على إدامة الفوضى وتعزيز حالة الانفلات في سبيل إزاحة خصومها الإسلاميين عن الحكم، فعين الشارع واعية وتراقب تطورات المشهد جيدا، وحين تحرق مقرّات الإخوان المسلمين ويُشتم قادتهم ويُعتدى على أنصارهم في الشوارع فإن التعاطف معهم سيزداد، خصوصاً وأن المزاج المصري الآن غير متقبل لفكرة ثورة على غرار ما يحلم به عشاق الفوضى، بل هو ينزع للاستقرار وتوفير الأمن، ومعني بأن يعطي النظام الجديد فرصته للحكم وتطبيق برامجه!. ومخطئ كذلك من ظنّ من الإسلاميين بأن الانتخابات هي وحدها الجالبة للاستقرار، لأن التجربة تقول بأنه لن يتاح للإسلاميين أن يحكموا أو أن يمنحوا فرصتهم كاملة بمجرد فوزهم في عملية انتخابية نزيهة.. بل لا بد لهم في كلّ زمان ومكان أن يدفعوا مقدّماً ضريبة الاستقرار، وألا يكون طريقهم مفروشاً بالورود.. لكنهم اليوم يبدون أكثر استعداداً للدفاع عن شرعيتهم وحمايتها، بعد أن أيقنوا أن عهد الاستضعاف قد ولّى، وأن زمن المشانق والزنازين قد انتهى، ولا رجوع له مهما كان الثمن غاليا!. وهنا، فإن غالبية خصوم الإسلاميين ما زالوا يقدّمون المزيد من الأدلّة على أنهم لا يحسنون منافسة الإسلاميين بنزاهة، وما زالوا يظهرون أسوأ ما في جعبتهم وهم يديرون حربهم معهم، ولن يُتوقع من الإسلاميين في هذه الحالة إلا مزيداً من التكاتف والاحتشاد، والإصرار على مواصلة درب النضال دفاعاً عن حقوقهم وشرعيتهم، حتى لو كان دامياً ومكلفا!.