أكدت تقارير صحفية اسرائيلية إن تركيا تسعى الآن إلى إقامة تحالف استراتيجي مع مصر في وقت تشهد علاقات "إسرائيل" مع البلدين تدهوراً ملحوظاً، فيما حذرت "إسرائيل" رئيس الوزراء التركي "رجب طيب اردوجان" من زيارة قطاع غزة لأنه سيشكل تحدياً كبيراً لها. وذكرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، في عددها الصادر الاثنين، "أن رئيس الوزراء التركي "رجب طيب اردوجان" سيزور القاهرة في ال12 من الشهر الجاري وسيناقش مع المسئولين سبل تعزيز العلاقات العسكرية والدبلوماسية بين البلدين". وحذرت "من أن زيارة اردوجان تأتي في وقت تتوسع الأزمة القائمة بين تركيا و"إسرائيل" التي ترفض الاعتذار عن هجومها الذي استهدف سفينة "ما في مرمرة" التركية العام الماضي وأسفر عن مقتل عدد من المواطنين الأتراك". وأكدت أن أردوجان "سيزور القاهرة من أجل التوصل لاتفاقيات تشمل التعاون الاستراتيجي بين البلدين في قضايا سياسية وعسكرية إضافة إلى تطوير مختلف جوانب العلاقات بينهما". ومن المقرر أن يجتمع أردوجان خلال الزيارة برئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة المشير "حسين طنطاوي" ورئيس الوزراء الدكتور "عصام شرف" لمناقشة مختلف القضايا بين البلدين قبل أن يتم توقيع اتفاق للتعاون الاستراتيجي في الجوانب العسكرية والسياسية والاقتصادية. ورأت "هآرتس" "أن هذه التحركات "تأتي فيما تزداد الأزمة مع (إسرائيل) عمقاً التي نتجت عن إصدار لجنة "بالمر" التي عينتها الأمم المتحدة تقريرها الخاص بالغارة الإسرائيلية على سفينة مافي مرمرة التركية". وقالت :"إن تسريب التقرير إلى إحدى الصحف الأمريكية قبل إصداره رسمياً من قبل الأمم المتحدة أحبط محاولات اللحظة الأخيرة التي بذلت من أجل رأب الصدع بين البلدين والمتواصل منذ الهجوم على السفينة في نهاية شهر مايو من عام 2010 ". وذكرت "أنه بعد طرد السفير الاسرائيلي من تركيا دعا مواطنون مصريون حكومة بلادهم إلى اتباع الخطوة ذاتها في القاهرة وكذلك تغيير اتفاقيات كامب ديفيد الموقعة مع (اسرائيل) بما يسمح بزيادة عدد القوات المصرية في شبه جزيرة سيناء". وكان وزير الخارجية التركي "أحمد داود أوجلو" أكد الجمعة الماضي أن بلاده ستتخذ سلسلة من ردود الفعل ضد (اسرائيل) التي أعلنت رفضها الاعتذار عن هجومها على سفينة "مافي مرمرة"وبدأت بطرد السفير الاسرائيلي. وبيّنت "هآرتس" أن أوجلو أعلن عن خطوة أخرى قد تؤدي إلى مواجهة عسكرية مع (اسرائيل) بإعلانه أن تركيا ستتخذ كل الاحتياطات التي تراها ضرورية لضمان سلامة الملاحة البحرية في شرق البحر الأبيض المتوسط". وأضافت أن "هذه الاحتياطات تشمل قيام سفن تابعة لقوات البحرية التركية بمرافقة سفن مدنية تحمل مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة إضافة إلى ضمان حرية الملاحة في المنطقة بين (اسرائيل) وقبرص. وفي ذات السياق حذّرت (اسرائيل) رئيس الوزراء التركي "رجب طيب أردوغان" من زيارة قطاع غزة، عادةً أن "قيامه بها سيشكل خطأً دبلوماسياً كبيراً". ونقلت صحيفة "جيروزاليم بوست" الاسرائيلية اليوم الاثنين5/9 عن مصادر اسرائيلية مسئولة تأكيدها أن "أردوجان سيتسبب في تضرر علاقات بلاده مع الولايات المتحدة الأمريكية في حال زيارته المتوقعة لغزة. وزعمت هذه المصادر أن "خطوة كهذه قد يقدم عليها رئيس الوزراء التركي من شأنها إضعاف الرئيس الفلسطيني محمود عباس لان رحلته إلى قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة حماس ربما تشكل تحديًا للأخير الذي يعتبر الممثل الشرعي للفلسطينيين". ونقلت وسائل إعلام تركية عن مسؤولين في حكومة أردوغان قولهم إن: "رئيس الوزراء ربما يتوجه إلى غزة عبر معبر رفح خلال زيارته لمصر، وذلك بعد انتهاء الترتيبات اللازمة للقيام بهذه الزيارة مع السلطات المصرية المختصة". ونبهت "جيروزاليم بوست" إلى أن "العلاقات المصرية الاسرائيلية واجهت مؤخراً توترا واضحاً بعد استشهاد خمسة جنود مصريين بنيران الجيش الاسرائيلي الشهر الماضي بالقرب من مدينة ايلات". وقالت إن :"الحادث أدى إلى تنظيم مظاهرات احتجاج من قبل أبناء الشعب المصري خارج السفارة الاسرائيلية في القاهرة حيث طلب المحتجون إلغاء اتفاق السلام الموقع مع (اسرائيل) رداً على هذه العملية".
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.