هل تمثل بيتكوين تهديدا للدولار؟ سؤال بدا طبيعيا بعد أن أصبحت عملة بيتكوين ملء السمع والبصر، وإحدى أهم أدوات الاقتصاد المستقبلي بحسب خبراء، مع ارتفاع سعرها اليوم ليتخطى حاجز 52 ألف دولار.
بحسب موقع "كيتكو"، إن بحثا جديدا يشير إلى وجود علاقة بين الأسواق الناشئة وزيادة الاهتمام بالعملات المشفرة، مما يثير تساؤلا حول تعليقات بعض مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي بأن البيتكوين لا يمثل تهديدًا للدولار الأمريكي.
فقد أصدرت منصة رسم الأسهم العالمية "تردينج فيو" بيانات جديدة تظهر أن بلدانا مختلفة تختار البيتكوين كأصل آمن.
فمن جهته، يقول بيرس كروسبي، المدير العام لشركة "تريدينج فيو": "ما كان من الممكن أن يكون ذهبًا أو دولارًا أمريكيًا في الماضي، أصبح الآن عالم التشفير هو الذي يوفر الأمان للمستثمرين من مناطق غير مستقرة في العالم".
وعن الدراسة التي أنتجتها شركته قال كروسبي: "ما حدده هذا البحث بالنسبة لنا هو أن الزيادة الطفيفة في الاهتمام بالأسواق الناشئة للعملات المشفرة تشير إلى أن هناك أسئلة كبيرة حول استقرار أسعار العملات الورقية المختلفة، وأن الناس قلقون بشأن مستقبلهم المالي".
وتابع: "ما يفعلونه، نتيجة لذلك، هو البحث عن تحوط طبيعي لتلك الأصول التي هي إما غير مستقرة، أو تشهد الكثير من الرياح التضخمية المعاكسة المحتملة".
وأكد مدير تريدنج فيو أنه "عندما تناقش بعض الدول فكرة طباعة أطنان من المال، فإن ذلك يضر بشكل أساسي بالمالكين الحاليين لتلك العملة".
وقد أكدت الدراسة أن "كوبا هي الدولة الوحيدة في العالم التي تم فيها إجراء أكثر من نصف الاستفسارات (50.4%) حول أصول العملة المشفرة، بزيادة قدرها 12.2% عن العام الماضي".
وعن الدول الأخرى فإن "ليبيا (42.2%) وأوكرانيا (41.9%) والأراضي الفلسطينية (38.7%) جميعها تحتل المرتبة الأولى في المراكز الخمسة، بينما تأتي الجمهورية العربية السورية (36.9%) في المرتبة العاشرة، مما يشير إلى أن البلدان التي تعاني من مستويات عالية من عدم الاستقرار هي أكثر مهتم بالأصول الرقمية أكثر من الدول المتقدمة".
ولفت كروسبي إلى أن هذا يشير إلى أن الناس قلقون بشأن "ضياع أموالهم" إما بسبب الضغوط التضخمية أو التقلبات العامة في بلد معين.
ومن الممكن حسب الدراسة أن ما يحدث في بلد معين في وقت معين يكون دافعا للزيادة في عمليات البحث عن العملات المشفر، واستشهدت الدراسة بما يحدث في ميانمار، قائلة: "لقد شهدنا مؤخرًا نشاطًا كبيرًا حول ميانمار، والذي يرتبط بسقوط النظام، إذا استعاد الجيش السيطرة على الحكومة، فهذا يمثل تهديدًا كبيرًا للعملة الفعلية، ولذا يتطلع الناس إلى العملات المشفرة كثيرًا".
تأتي هذه الدراسة في الوقت الذي بدأ فيه مسؤولو الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي الحديث عن البيتكوين، حيث أكد جيمس بولارد رئيس الاحتياطي الفيدرالي في سانت لويس إن البيتكوين لا تمثل تهديدًا لوضع احتياطي العملة العالمي للدولار الأمريكي.
وفي حديث لـ "سي إن بي سي" قال بولارد: "أعتقد بالنسبة لسياسة بنك الاحتياطي الفيدرالي، فسيكون اقتصادًا بالدولار بقدر ما تراه العين"، لافتا إلى أن المنافسة على العملات ليست بالأمر الجديد على الدولار الأمريكي، مشيرا إلى أن اليورو والين الياباني عملتان قويتان، لكن "أيا منهما لن يحل محل الدولار".
وشدد: "سيكون من الصعب جدًا الحصول على عملة خاصة تشبه الذهب حقًا لتلعب هذا الدور، لذلك لا أعتقد أننا سنشهد أي تغييرات في المستقبل".
يأتي هذا في وقت وصلت فيه عملة البيتكوين إلى مستوى قياسي جديد تجاوز 50000 دولار حيث يتبنى المزيد من المستثمرين من المؤسسات والأفراد العملة المشفرة كوسيلة لتنويع محافظهم المالية ضد مخاوف انخفاض العملة في ضوء طباعة الأموال الضخمة الجارية في جميع أنحاء العالم.
وقد أعلنت "تسلا" أيضًا الأسبوع الماضي أنها اشترت عملة بيتكوين بقيمة 1.5 مليار دولار باستخدام النقد في ميزانيتها العمومية وخططت لقبول العملة الرقمية كدفعة لمنتجاتها.
واعتبر البعض هذا الإجراء، من أكبر صانع للسيارات الكهربائية، بمثابة خطوة رئيسية أخرى نحو قبول واسع النطاق لعملة البيتكوين.