23.9°القدس
23.91°رام الله
22.75°الخليل
22.18°غزة
23.9° القدس
رام الله23.91°
الخليل22.75°
غزة22.18°
الجمعة 26 ابريل 2024
4.76جنيه إسترليني
5.37دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.08يورو
3.8دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.76
دينار أردني5.37
جنيه مصري0.08
يورو4.08
دولار أمريكي3.8

هل يعود بينيت إلى معسكر نتنياهو؟

تراجع حزب "يمينا" برئاسة نفتالي بينيت خلال الأسابيع الماضية، في استطلاعات الرأي، من 22 مقعدًا في كانون أوّل/ديسمبر الماضي إلى 10 مقاعد مؤخرًا، ومن المتوقّع أن يتراجع أكثر، كما جرى معه في انتخابات نيسان/أبريل 2019، التي أسفر عن عدم تجاوزه نسبة الحسم.

وبنى بينيت شعبيّة "يمينا" على أمرين: طرح بديل يميني لرئيس الحكومة الإسرائيليّة، بنيامين نتنياهو؛ وطرح خطّة واضحة لمواجهة كورونا مستغلّا حالة الفوضى والتراجع الاقتصادي في "إسرائيل" والاحتجاجات ضد الإغلاقات المتلاحقّة.

لكنّ هذين الأمرين واجها تغييرات كبيرة، منها النجاح في حملة توزيع اللقاحات، الذي يستغلّه نتنياهو في حملته الانتخابيّة الحاليّة وعلى ما يبدو نجح في لفت الأضواء عن فشل التعامل مع كورونا إلى النجاح في حملة التطعيمات، والأمر الآخر هو ترشّح القيادي السابق في الليكود، غدعون ساعر، في قائمة منفصلة بعد انشقاقه عن الليكود، وحصوله على عدد مقاعد كبير نسبيًا، على حساب "يمينا" أساسًا.

وبينما يعلن ساعر صراحةً أنه لن يشارك في حكومة مع نتنياهو بتاتًا ويطرح نفسه، منذ خطابه الأوّل، منافسًا على رئاسة الحكومة، يعلن بينيت أنه لن يشارك في "لعبة المقاطعات" ويروّج مقرّبون منه إلى أنه "مُنصّب الملوك"، فانضمامه إلى أحد المعسكرين - المؤيّد لنتنياهو أو المناوئ له – سيجعل مَن يقف على رأس هذا المعسكر رئيسًا للحكومة.

وطرح مقرّبون من بينيت أنه سيطلب من رئيسي المعسكرين التناوب على رئاسة الحكومة، بشرط أن يكون هو أولا، مقابل الانضمام إليه.

ولفت الصحافي الحريديّ يائير شيركي في صحيفة "ماكور ريشون"، المحسوبة على تيار الصهيونيّة الدينيّة، إلى أنّ إستراتيجيّة "بيضة القبان" التي اتّبعها بينيت لا تثير إعجاب الناخبين، فـ"فكرة أنه هو يقرّر أي حكومة ستتشكّل هنا بعد الانتخابات، بدلا من أن يقرّروا هم بأنفسهم، تؤدّي بجزء من مناصري ’يمينا’ المحتملين’ إلى التحوّل إلى آخرين".

وعدّد شيركي 3 أحزاب تحاول استنزاف مقاعد بينيت المحتملة: بتسلئيل سموتريتش والكهانيّ إيتمار بن غفير يحاولان سحب أصوات الصهيونيّة الدينيّة، ونتياهو يروّج عند اليمينيين أنّ بينيت سينضمّ لرئيس حزب "يش عتيد"، يائير لابيد، بينما يدّعي ساعر أن بينيت سينضمّ إلى نتنياهو مجدّدًا، لكي ينقل إليه أولئك الراغبين بإسقاط نتنياهو.

وبينما شكّل هذا التنوّع في القاعدة التصويتيّة لبينيت خلال الأشهر الماضية نقطة قوّة له، أوصلته إلى "أرقام خياليّة" في استطلاعات الرأي، لأنه نجح في التحدّث إلى أكثر من جمهور هدف بوقت متزامن، يبدو أن هذا بدأ يضرّه خلال هذه الفترة.

ونقل شيركي أن هناك من يشير إلى بينيت بحسم موقفه: "الإعلان أنه لن يجلس مع نتنياهو لكي يوقف النزيف لساعر و’كاحول لافان’، أو الإعلان عن ولائه لمعسكر اليمين لمنع سحب الأصوات الثابتة لليكود" (عادة ما يأخذ الليكود في يوم الانتخابات نفسه من بينيت عددًا كبيرًا من المقاعد، بحسب استطلاعات الرأي).

ومثل شيركي، ادّعت محلّلة الشؤون الحزبيّة في "يديعوت أحرونوت"، سيما كدمون، أن بينيت موجود في حالة ضغط. "رغبته في الاستمتاع بكل العوالم، وعدم الإعلان، وربّما عدم اتخاد قرار، في أي طرف هو سيكلّفانه ثمنًا باهظًا".

لكن كدمون ذهبت أكثر من ذلك، ونقلت عن أشخاص "يحيطون بساعر" ثقتهم أنّ حملات بينيت الأخيرة ضدّه ليست كسابقاتها، إنّما "منسّقة مع نتنياهو" حول مضمونها.

ونقلت كدمون عن مصدر سياسي قوله "عندما أسمع أبواق نتنياهو تتحدّث باللغة ذاتها وبالادّعاءات ذاتها مثل بينيت، هذا من ناحيتي إثبات أن نتنياهو وبينيت على تنسيق، وبدلا من أن يعمل ضدّ نتنياهو، مثلما يدّعي بينيت أنه يفعل، فهو يعمل ضدّ بديل نتنياهو، ساعر".

وادّعى المصدر السياسي، وفق كدمون، "هناك قناة اتصال بين نتنياهو وبينيت. أنا لا أقول إنه بينيت يعمل عند نتنياهو، لكن بينهما قناة لتنسيق الرسائل مع مصالح مشتركة".

ويبدو أنّ التحوّل في موقف بينيت نابع أساسًا من اقتناعه باحتمال تراجعه أكثر، فنقل المحلّل السياسي في "هآرتس"، يوسي فيرتر، عن بينيت قوله في محادثات لمقرّبيه إنه لا يرى نفسه بديلا لنتنياهو مع حصوله على 10 مقاعد، "أنا أريد 10 مقاعد لتغيير الحكم"، واستنتج فيرتر أن عند بينيت موقفا واضحًا "في موقفي الحالي، سأنضم إلى نتنياهو".

عرب 48