17.65°القدس
17.22°رام الله
15.53°الخليل
21.61°غزة
17.65° القدس
رام الله17.22°
الخليل15.53°
غزة21.61°
السبت 04 مايو 2024
4.67جنيه إسترليني
5.24دينار أردني
0.08جنيه مصري
4يورو
3.72دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.67
دينار أردني5.24
جنيه مصري0.08
يورو4
دولار أمريكي3.72

خبر: "حماس".. 25 عامًا على الانطلاقة.. و66 عامًا على النشأة والتأسيس (1)

هذا اليوم انطلاقة نوعية لحركة حماس في انطلاقتها الخامسة والعشرين، حيث إنها جاءت وبعد الانتصار الذي حققته في معركة حجارة السجيل ضد العدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة، فكانت شعار الانطلاقة "حجارة السجيل.. طريق التحرير". ويقوى هذا الانتصار بزيارة تاريخية لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس الأخ المجاهد خالد مشعل (أبو الوليد) إلى غزة – لأول مرة – وعدد من إخوانه من أعضاء المكتب السياسي، هذه الزيارة التي تحمل كثيرًا من الأبعاد والرسائل السياسية على الصعيدين الفلسطيني والإقليمي، وحضور العديد من الوفود الرسمية والشعبية من الدول العربية والإسلامية والعالم الحر للمشاركة فيها. 25 عامًا على الانطلاقة بدايةً، لابدَّ من التأكيد أن خمسة وعشرين عامًا ليست هي تاريخ ميلاد حماس، لأنها انبثقت عن شعبة الإخوان المسلمين في قطاع غزة التي تأسست عام 1946، فحركة المقاومة الإسلامية – حماس جناح من أجنحة الإخوان المسلمين بفلسطين (المادة الثانية من ميثاق حماس) فهي حركة جهادية فلسطينية الهوية، إسلامية النشأة والمنهج، هدفها تحرير فلسطين، وإقامة دولة الإسلام على أرضها. لقد تزامنت انطلاقة حركة حماس مع اندلاع الانتفاضة المباركة الأولى للشعب الفلسطيني في 9/12/1987م، إثر استشهاد أربعة عمال فلسطينيين في حادث دهس متعمد نفذه صهيوني حاقد في اليوم الذي سبقه، ففي ذلك اليوم اجتمع سبعة من قادة "الإخوان المسلمون" في قطاع غزة برئاسة الإمام المؤسس الشيخ أحمد ياسين وثلة من إخوانه: الأستاذ عبد الفتاح دخان (عن المنطقة الوسطى) والأستاذ محمد شمعة (الشاطئ) والدكتور إبراهيم اليازوري (غزة) والدكتور عبد العزيز الرنتيسي (خان يونس) والأستاذ صلاح شحادة (الشمال) والمهندس عيسى النشار (رفح)، وأعلنوا عن تأسيس حركة المقاومة الإسلامية حماس التي أصدرت بيانها الأول في 14/12/1987م، وكان موقعًا بالأحرف الأولى ح.م.س. إلى أن تم تعديل التوقيع – بعد ذلك – مع بيانات الحركة باسم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) فلسطين. تأتي ذكرى الانطلاقة اليوم وقد رحل عنَّا أبرز قادتها السياسيين العظام (رحمهم الله)، حيث استشهد خمسة من القادة المؤسسين، وتعرض رئيس مكتبها السياسي الأخ/ خالد مشعل للاغتيال (عام 1997) وغيرهم من القادة السياسيين (الدكتور المقادمة، وأبو شنب، وصيام، وريان.. وغيرهم)، والعديد العديد من القادة العسكريين أمثال (عماد عقل، ويحيى عياش، وأبو الهنود، والمبحوح... وغيرهم ممن لا يتسع المقام لذكرهم). "فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلاً" صدق الله العظيم. وكان أحدثهم المجاهد القائد أبو محمد الجعبري، نائب القائد العام لكتائب الشهيد عز الدين القسام، الذراع العسكري لحركة حماس، فحركة حماس هي – باعتراف المراقبين والمحللين والسياسيين – من أنبل حركات المقاومة على أرض فلسطين، وقد مرت بمراحل عديدة ومحطات مفصلية مهمة في تاريخها. كان لها تأثيرها في تاريخ القضية الفلسطينية، وأعادت صياغة وترتيب مفردات أجندة الصراع مع المحتل الصهيوني. 66 عامًا على النشأة والتأسيس تأسست أول شعبة للإخوان المسلمين في غزة عام 1366هـ/ 1946م (وذلك بموجب الدعوة التي قام الإخوان بتوزيعها لحضور حفل افتتاح دار الإخوان المسلمين في غزة (سنقوم بنشر هذه الوثيقة لاحقًا – إن شاء الله- على صفحات فلسطين). إن القيادة الأولى لهذه الشعبة ضمت كلاً من: الشيخ عبد الله القيشاوي، والحاج ظافر الشوا، وعبد الرحمن القيشاوي، وشعبان الحلو، والحاج صادق المزيني، وأحمد بسيسو، ويعقوب الغلاييني، وكانت برئاسة الشيخ عمر صوان (أيضًا سنقوم بنشر هذه الوثيقة لاحقًا - بإذن الله- في الصحيفة)، لتصبح هذه الشعبة موازية لِشُعَبِ الإخوان في أكثر من عشرين مدينة فلسطينية (القدس، يافا، الخليل، نابلس، رام الله....) في الأربعينيات من القرن الماضي. وقد شاركت هذه الشُعب الإخوانية في فلسطين في التصدي للمؤامرة الصهيونية البريطانية لإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين. وقد زار الإمام البنا – رحمه الله – شعبة الإخوان في غزة عام 1948 حيث التقى بقيادة الشعب (توجد صور للتوثيق هذه الزيارة التاريخية للإمام لغزة يمكن نشرها)، وكانت هذه الزيارة قبل قيام المتآمرين والنظام الحاكم في مصر والمحتل البريطاني باغتيال في 13/2/1949م؛ لأنهم بعد حرب 1948 أدركوا الدور المنوط بجماعة الإخوان في الدفاع عن القضية الفلسطينية من جهة، والتصدي للاحتلال البريطاني الغاشم على أرض مصر من جهة أخرى. وفي عام 1949 قام رئيس الوزراء المصري محمود النقراشي بحل جماعة الإخوان المسلمين، ولأن قطاع غزة كان يخضع للإدارة المصرية، فقد انطبق هذا القرار على نشاطات الجماعة في قطاع غزة وتم إغلاق مقرات الجماعة واعتقال نشطاء الإخوان في القطاع. بعدها قام الشيخ ظافر الشوا بتأسيس جمعية التوحيد الإسلامية لتمارس دور ونشاط جماعة الإخوان المسلمين في قطاع غزة، لتبدأ مرحلة جديدة في تاريخ الإخوان في قطاع غزة. دور جماعة الإخوان المسلمين في فلسطين قضية فلسطين هي القضية المركزية لجماعة الإخوان المسلمين لأسباب كثيرة نذكر منها: لأرض فلسطين مكانة عظيمة في نفوس المسلمين، فهي الأرض المقدسة والأرض المباركة فهي نبض القرآن، وفيها المسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين، وهي أرض الأنبياء ومبعثهم، وهي أرض المحشر والمنشر (بنص الحديث الشريف). ولا نتجاوز الحقيقة إذا قلنا إن الإخوان المسلمين هم أول من تبنى قضية فلسطين، وبدأ اهتمامهم بقضية فلسطين حتى قبل تأسيس الجماعة عام 1928، حيث بدأت صلة الإمام المؤسسة الشهيد حسن البنا بفلسطين عام 1927، وهذا يتضح من رسالته إلى الحاج أمين الحسيني مفتي القدس وفلسطين التي أعرب فيها عن اهتماماته الإسلامية بهذه القضية. الإمام البنا الذي قال "ستقوم (إسرائيل)، وستظل قائمة إلى أن يبطلها الإسلام كما أبطل ما قبلها". وكانت البدايات الأولى يوم أن أرسل الإخوان المسلمون أول وفد رسمي إلى فلسطين عام 1935، حيث قابل عضوا الوفد وهما: عبد الرحمن الساعاتي (شقيق الإمام البنا)، ومحمد أسعد الحكيم الحاج أمين الحسيني، وذلك في إطار التشاور وتعزيز أواصر التعاون مع التيارات الفلسطينية. وقد اتخذ الإخوان المسلمون قرارات بحملات متتابعة للتوعية بالقضية الفلسطينية وتقديم التأييد والدعم المعنوي والمادي للفلسطينيين ضد التحالف الصهيوني- البريطاني، ذلك الدعم الذي واكب تطور الأحداث والمقاومة فلسطين والتي تجسدت في المظاهرات والثورات بدءًا بثورة البراق (عام 1929)، ومرورًا بالثورة الفلسطينية الكبرى (عام 1936)، ووصولاً إلى مشاركة الإخوان في حرب عام 1948، والتي لعب فيها الإخوان المسلمون دورًا مشرفًا بشهادة العدو (سنتناول هذه الجهود للإخوان المسلمين بالتفصيل لاحقًا بإذن الله)، وبعد عودة الإخوان المسلمين من حرب عام 1948 في فلسطين استقبلتهم سجون الأنظمة الحاكمة في بلداتهم مكافأة لمشاركتهم في تلك الحرب. جهاد مستمر وفي الختام، نقول إن حركة المقاومة الإسلامية حلقة من حلقات الجهاد المتواصلة في مواجهة الغزو الصهيوني، وترتبط بانطلاقة الشهيد عز الدين القسام وإخوانه المجاهدين من الإخوان المسلمين عام 1936، وتمضي لتتصل وترتبط بحلقة أخرى تضم جهاد الفلسطينيين وجهود وجهاد الإخوان المسلمين في حرب عام 1948، والعمليات الجهادية للإخوان المسلمين عام 1968 وما بعدها (المادة السابعة من الميثاق)، وجهود وجهاد حركة المقاومة الإسلامية – حماس المتمثلة في العمليات الاستشهادية وغيرها من العمليات العسكرية النوعية المتنوعة. رحم الله شهداءنا الأبرار وشفى جرحانا، وأطلق سراح أسرانا وحفظ قادتنا ومجاهدينا ونصر دعوتنا وحركتنا، اللهم آمين. إلى أن نلتقي في الحلقة القادمة، أستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.