28.31°القدس
27.82°رام الله
27.19°الخليل
28.1°غزة
28.31° القدس
رام الله27.82°
الخليل27.19°
غزة28.1°
السبت 18 مايو 2024
4.71جنيه إسترليني
5.23دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.03يورو
3.7دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.71
دينار أردني5.23
جنيه مصري0.08
يورو4.03
دولار أمريكي3.7

خبر: عَداكِ العيب يا حماس

لقد عمت الفرحة والسعادة الشارع الفلسطيني بسماع خبر عفو الحكومة في غزة عن 20 فتحاويا كانوا موجودين في سيناء المصرية من خلال الرجوع إلى غزة، وقد سبقه أنها اتخذت قرارا آخر بالعفو عن جميع السجناء الفتحاويين وتبييض سجونها من المعتقلين السياسيين، وقد تزامنت قرارات حماس هذه مع انطلاقتها السنوية، التي أرادت أن تجعل من هذه المناسبة فرحة وسعادة عند كل فلسطيني، لذا تستحق منا التهنئة والتبريك على انطلاقتها ومسيرتها، ونقر لها كل احترام على خطوتها الشجاعة على أن تقابل بخطوة مثيلة لها من قبل السلطة في رام الله بإنهاء ملف الاعتقال السياسي، وإبداء حسن النوايا تجاه المصالحة وطي صفحة الانقسام العقيم الذي طالت مدته بين شقي الوطن، والذي انعكس سلبا على جميع مناحي الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية والحضارية، وأهم من هذا كله التراجع والتدهور للقضية الفلسطينية, وهي أسعد أيام عاشها الاحتلال منذ نشأته ولم يحلم بها قط. فلاشك أن الاحتلال قد لعب دورا بارزا في إحداث هذا الانقسام وكانت له يد مباشرة في تعميق شرخه ولا داعي للخوض في هذا المجال فالمسألة واضحة وضوح الشمس من الخاسر الأول ومن المستفيد الأول من الانقسام؟، طبعا الفلسطينيون هم الخاسرون الأوائل من الانقسام، وان الكيان الصهيوني هو المستفيد الأول والأخير من الانقسام وله مصلحة كبيرة في استمراره والذي عمل جاهدا على تعزيزه واستثماره من اجل خدمة مصالحه وتنفيذ سياساته الاحتلالية والعدوانية وفرضه وقائع جديدة إضافية على الأرض بمواصلة سياسة قضم وضم الأراضي والممتلكات الفلسطينية وبناء المستوطنات والجدار والشوارع الالتفافية والثكنات والحواجز العسكرية بالإضافة لهدم المنازل والاستيلاء على المياه والتهويد للمدن والمقدسات العربية وفرض الحصار الخانق على الضفة والقطاع ناهيك عن المداهمات والاعتقالات والاغتيالات اليومية. فهل تداركنا المخطط الذي يدبر وينفذ من قبل الاحتلال للقضاء على حقوقنا وقضايانا ومستقبل الدولة الفلسطينية المنشود؟. فالاحتلال استغل انقسامنا واستفرد بغزة وشن حروبا ضروسا عليها طالت الأخضر واليابس والحجر والشجر ولم يسلم منها الإنسان والحيوان، بالإضافة لاستفراده بالقدس بتهويدها واستيطانها واعتداءاته المتواصلة على المسجد الأقصى المبارك، وعندما توحدنا ولو بإبداء حسن النوايا انتصرنا جميعا في حرب "حجارة السجيل"، وذهبنا إلى الأمم المتحدة مرفوعي الرأس، فسجلنا نصرا إضافيا على الكيان واضطر المجتمع الدولي الاعتراف بقضيتنا ونبذ الاحتلال والاستيطان وأصبحنا عضوا مراقبا في الأمم المتحدة. صحيح أن النية بإنهاء الانقسام وإحلال المصالحة قد جاءت متأخرة وكانت من باب الحكمة أن تحققت سريعا فور حدوث الانقسام الذي من المفترض أن لا يحدث إطلاقا. المهم أننا استطعنا التغلب على العقبات وحل جميع القضايا المعضلة في وجه المصالحة في الجولات السابقة وتقاربنا من بعضنا البعض وتجالسنا سويا لحل مشاكلنا الداخلية وإنهاء الانقسام، لأننا وصلنا إلى مرحلة فقدنا فيها الثقة بكل الأجندات وكفرنا بكل السياسات الخارجية المبطنة بالسوء لنا ولقضيتنا الوطنية، وأصبحت لدينا قناعة بعد شقائنا على مدار سنوات الانقسام الأربعة الماضية، إنه لابد أن نتقارب ونتصالح مع بعضنا البعض ونرجع اللحمة الوطنية من جديد للجسمين المتخاصمين كي نكون يدا واحدة لنواجه كل التحديات المحدقة بنا والتي تحول دون إتمام المصالحة. لذا أقول إن المصالحة تتم، إذا توفرت لدينا النوايا الصادقة وإبداء المرونة في المطالب وعدم فقدان الثقة بالآخر بالنظر إلى المصلحة الوطنية قبل أي شيء، لأن الخيارات أمامنا ضئيلة ومحدودة ولا يوجد لدينا خيار إلا خيار المصالحة وإنهاء الانقسام فعليا وطي صفحة الماضي وفتح صفحة جديدة من صفاء الأنفس رأفة بشعبنا وقضيتنا والعمل على تهيئة الأجواء من خلال إطلاق سراح المعتقلين السياسيين، والعمل على رأب صدع الانقسام بإنهاء حالة الاحتقان المجتمعي والعمل على صفاء الأنفس التي تبدو قد شحنت بالضغينة والكره طوال فترة الانقسام وذلك بتفعيل لجان شعبية متخصصة في هذا المجال تمارس أعمالها على جميع المستويات السياسية والاجتماعية والثقافية في المدارس والجامعات والنقابات والمؤسسات الحكومية وغير الحكومية ودور العبادة بإطلاق الندوات ومن خلال الخطب والدروس ولا ننسي دور الإعلام في هذا المجال سواء المرئي أو المسموع أو الصحف بتخصيص برامج ونشرات ومقالات يومية في هذا الجانب ووقف حملات التحريض الإعلامية المخجلة بحق قضيتنا والأهم حفظ كرامة المواطنين وصيانتها من خلال احترام حقوق الإنسان الفلسطيني، أو أن نصبح كيأجوج ومأجوج، حين ننجر وراء مزاعم وأجندات خارجية وننصاع وراءها ونعطي ظهورنا للمصالحة والمصلحة الوطنية.