26.08°القدس
25.18°رام الله
24.97°الخليل
25.39°غزة
26.08° القدس
رام الله25.18°
الخليل24.97°
غزة25.39°
السبت 18 مايو 2024
4.71جنيه إسترليني
5.23دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.03يورو
3.7دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.71
دينار أردني5.23
جنيه مصري0.08
يورو4.03
دولار أمريكي3.7

خبر: الرئيس فى مواجهة الدولة العميقة

بدا واضحًا خلال هذا الأسبوع أكثر من أي أسبوع مضى أن الرئيس محمد مرسي يواجه الدولة العميقة بكامل نفوذها في أجهزة أمنية وقضائية وإدارية ومالية، من تضييع العقل والوقت أن ندخل في جدل عقيم حول نظريات المؤامرة، ولكن ما حدث من النيابة العامة أمس كان كاشفًا ومثيرًا، لقد أعلن رئيس الجمهورية أن الأجهزة الأمنية قامت بضبط أكثر من مائة وخمسين شخصًا من البلطجية المستأجرين للاعتداء على القصر الجمهوري والمتظاهرين وسجلت شهاداتهم واعترافاتهم وتم تحريز الأسلحة التي كانت بحوزتهم وهم الآن أمام النيابة وستعلن نتائج تحقيقاتها معهم قريبًا، في اليوم التالي صدر قرار من النيابة العامة بالإفراج عن جميع الموقوفين، في اليوم التالي مباشرة، بطبيعة الحال من العبث أن تسأل محققي النيابة ووكلاء النائب العام عن مئات القتلى والجرحى أو الأسلحة المحرزة مع محاضر الضبط الرسمية التي قدمتها أجهزة الأمن من مسدسات وخرطوش وقنابل مولوتوف وغيرها، لأن كل شيء جائز في مصر، فمن الممكن أن يكون بعض الحمام الزاجل الذي مر في سماء قصر الاتحادية للتضامن مع المتظاهرين ربط البعض في أرجله عدة مسدسات وأسلحة خرطوش وبعض القنابل المولوتوف والغاز وغيرها، جائز، وما ذلك على الله بعزيز. ولا داعي لأن أقص عليكم الحوارات الجانبية التي دارت بين بعض المحققين والزملاء الصحفيين الذين اندهشوا، أيضًا مسألة أن يتم إبلاغ الشرطة بتحركات محددة لحرق بعض الأماكن واقتحام أماكن أخرى، ثم تتم عمليات الهجوم والتدمير والحرق في غيبة تامة من الشرطة أو انسحاب "تكتيكي" هو أمر يصعب تصوره من الناحية المنطقية، كما يصعب تصور أن الشرطة التي نجحت في حماية وزارة الداخلية أربع مرات من هجوم كاسح غاضب من الآلاف وأوقفتهم على بعد نصف كيلو متر من أسوارها عجزت عن حماية قصر الحكم وليس مبنى وزارة، كذلك أن تطالب بعض الجهات المعتصمين المؤيدين للرئيس مرسي بإخلاء محيط القصر الجمهوري تمامًا لأن "الحرس الجمهوري" قرر أن يمنع أي اعتصامات أو مظاهرات في المنطقة بدءًا من الثالثة عصرًا، ثم يقوم "الحرس" ـ مشكورًا ـ بتسليم أسوار القصر بعد عدة ساعات ليلًا إلى معارضي الرئيس ثم حماية خيامهم وتأمينها صباحًا بكل ود وترحاب، فهو موقف يحتاج إلى تأمل. ومن الصعب أن تجد تفسيرًا لموقف صحيفة قومية، حكومية، ينفق عليها من المال العام، وهي تبعث برسائل عبر الموبايل في خدمتها الإخبارية تقول فيها إن "جمهورية المحلة الكبرى" نصبت خيمة لسفارتها أمام قصر الاتحادية، ليست صحيفة لرجال الأعمال الفاسدين فهؤلاء أعلنوا الحرب في أحط صورها، ولكني هنا أتحدث عن صحيفة قومية تبعث برسائل إخبارية للمشتركين تقول فيها هذا الهراء المتدني. يواجه الرئيس محمد مرسي دولة عميقة، لها نفوذ في مؤسسات وأجهزة حساسة في الدولة تم اختراقها وترويضها وإفسادها على مدار ثلاثين عامًا، وهم يسببون متاعب وإحراجات لتلك الأجهزة بقدر ما يسببون متاعب للرئيس نفسه، ولكنه سينتصر في النهاية، لأنه يمتلك قوة الشرعية وقوة الأخلاق في الموقف السياسي الذي فهمه وتفهمه العالم كله وعرف أنه يواجه مؤامرة وأيضًا لأنه يمتلك قوة الظهير الشعبي بالملايين المستعدة للنزول إلى الميادين في أي لحظة إذا شعرت أن هناك من يريد أن يستخف بالشرعية أو ينقلب عليها، كائنًا من كان، وأعتقد أن المسار يتجه قريبًا نحو رد الصاع بصاع، فإذا حاصر بعضهم مقر الرئيس فإن آخرين سيحاصرون حتمًا مقرات قادة الأحزاب المحرضة وأماكن إقامتهم، أما إذا وصل الجنون إلى حد العبث بالقصر الجمهوري فأعتقد أن سقف الردود الشعبية ـ وفق ما وصلني من معلومات ـ سيكون مذهلًا للجميع.