27.19°القدس
26.43°رام الله
26.08°الخليل
27.07°غزة
27.19° القدس
رام الله26.43°
الخليل26.08°
غزة27.07°
السبت 18 مايو 2024
4.71جنيه إسترليني
5.23دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.03يورو
3.7دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.71
دينار أردني5.23
جنيه مصري0.08
يورو4.03
دولار أمريكي3.7

خبر: (54) حكيمًا ينزعون أقنعة التحالف

المشكلة في مصر – حرسها الله – ليست مشكلة قانونية!! ليست المشكلة المصرية مشكلة إعلان دستوري، وكذا ليست مشكلة دستور. لو كانت المشكلة في الإعلان الدستوري لأمكن حلها بتعديل النقاط المختلف عليها في الإعلان. ولو كانت المشكلة في الدستور لأمكن حلها بتحديد المواد المختلف عليها، وإيجاد آلية لإعادة صياغتها، وإحداث توافق عليها. والمشكلة ليست من مسئولية الطرفين (الرئاسة) و(جبهة الإنقاذ). والحقيقة أنها مسئولية طرف واحد هو طرف (جبهة الإنقاذ). ومن تحالف معهم من فلول النظام البائد كما قال محمد البرادعي نفسه في مقال له في جريدة (ير شبيغل الألمانية)، حيث أكد تحالف الثوار مع الفلول في هذه المعركة. المشكلة عند قادة جبهة الإنقاذ أنفسهم خاصة أنهم مجموعة من الراسبين في الانتخابات الرئاسية، وحسبوا أن ما حصلوا عليه من أصوات كانت بالملايين تؤهلهم لأن يطمعوا في الرئاسة وأن يكونوا بديلاً عن محمد مرسي، ومن ثمة فهم يثيرون القلاقل لأنهم يريدون إقرار انتخابات رئاسية فور إقرار الدستور، ولا يريدون لمحمد مرسي أن يتم مدة أربع سنوات. مجموعة الراسبين المتشوقين لكرسي الرئاسة قبل أوانها، يملكون أموالاً جاءتهم من الخارج لتمويل أنشطتهم المضادة للإخوان وللرئاسة، وهم يعلمون أن إقرار الدستور يعني الاستقرار، ويعني برلماناً جديداً، لكن يكون لكل طرف من جبهتهم أكثر من (5-10) مقاعد نيابية، لأنهم لا يملكون أحزابًا راسخة في المجتمع المصري، فحزب البرادعي أو حزب عمرو موسى، أو حمدين صباحي لا تعرفه محافظات مصر وقراها ونجومها وليس لهم فيها كوادر، وتواجدهم في القاهرة وفي النخب المثقفة وفي الإعلام محدود على مستوى الأعداد والمؤيدين، وإن كان عاليًا على مستوى الإعلام، لذا تجدهم جميعًا يخشون (الاستقرار)، ويخشون (صندوق الاقتراع) لأن النتائج محسومة لصالح مرسي والتيار الإسلامي بشكل أعم. المشكلة عند مجموعة الراسبين أنه وقع في قلوبهم أن ما يحدث الآن في مصر هو فرصة جيدة لن تتكرر للانقضاض على الرئاسة والإخوان، وهو ما عبرت عنه شعاراته (لا لحكم المرشد – إرحل يعني إمشي – الشعب يريد إسقاط النظام)، وشكلوا جبهة إنقاذ على وجه السرعة ولم يقولوا للشعب من أي شيء سينقذون مصر؟! هل من الفساد أو من الإخوان؟! مجموعة الراسبين استعادت تحالفها مع الفلول لإنقاذ مصر من حكم الإخوان، وللفلول في ذلك مصلحة كبرى حيث تضمن الدستور مواد للعزل السياسي لمدة عشر سنين. وهؤلاء الفلول يملكون المال والإعلام ويملكون فريقًا ضخمًا من البلاطجة والمسجلين "خطر". وبهذا تكتمل الدائرة الواجهة للتمرد وللثورة المضادة سياسيون بعضهم من الثوار يقودهم البرادعي الذي يريد من مصر أن تعترف بالهولوكوست، وعمرو موسى الذي يريد نفسه قاب قوسين أو أدنى من رئاسة مصر، وهو الذي لجأ للإخوان ليجمعوا له الأصوات اللازمة للترشح للرئاسة. المشكلة ليس في الإعلان، ولا في الدستور، وإنما في هذا الشكل الخارجي المضلل، أو قل القناع الذي لبسه تحالف الراسبين والفلول، وخير دليل على ذلك أن المستوى القانوني تم حله باجتماع (54) حكيمًا في تسع ساعات من النقاش دون إراقة دماء، وخرجوا بحل فتي قانوني يرسم خارطة طريق للمستقبل، ولكن مجموعة الراسبين والفلول مازالت ترفض حل الحكماء وتستقوي بالشارع وبالمال وبالبلطجية وبالإعلام لتحقيق أهداف انقلابية لن تتحقق، بعد أن كشف الحكماء القناع عن الوجوه المختفية، وتركوها لحرارة الشمس وجهًا لوجه.