27.19°القدس
26.43°رام الله
26.08°الخليل
27.07°غزة
27.19° القدس
رام الله26.43°
الخليل26.08°
غزة27.07°
السبت 18 مايو 2024
4.71جنيه إسترليني
5.23دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.03يورو
3.7دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.71
دينار أردني5.23
جنيه مصري0.08
يورو4.03
دولار أمريكي3.7

خبر: "حماس" وِسْع الكون

إنه يوم محفور في ذاكرة المجد، ولحظات ستبقى ما كانت الحياة. السبت 24 محرم 1434ه، 8 كانون أول/ ديسمبر 2012 حين خرجت غزة عن بكرة أبيها رجالاً ونساءً، شيباً وشباباً، أشبالاً وزهرات يزحفون نحو ساحة الكتيبة الخضراء بهامات مرفوعة وإرادة لا تلين وبصوت واحد: بالمقاومة ننتصر، وهم يباركون للشعب ظفره، وللأمة العربية الإسلامية وقفتها الصُلبة ودعمها المبارك. كنا ولم نزل في حضرة وجلال الشهادة التي جعلت يوم العز هذا مفخرة لكل أحرار الدنيا، تلك النجوم التي تزين صدر الوطن وتبرق فترعد السماء ويهطل الغيث مدراراً فيغسل الأرض والنفوس هُنيهة، لتشرق الشمس فنرى القدس ماثلة أمامنا كالحقيقة، وصاروخ M75 يسبقنا نحو قدس الأقداس وعبق شهادة د. إبراهيم المقادمة يملؤ الأرجاء يصرخ بصوت كله ثقة، بأن دمه الطاهر أعطى أُكله، وأن النصر صبر ساعة! حجارةُ السِّجّيل تجعلهم كعصف مأكول، وقتالهم الأعمى يرتد إلى نحورهم كأنه القدر. غطرسة القوة تدفعهم للهروب إلى الأمام والسقوط في الملاجئ لسبعة أيام وثماني ليال طوال. الاقتصاد يتوقف والأمن يذوي، والدولة "الأسطورة" تستجدي وقف النار، هذه المرة، لم يكن من طرف واحد، بل وبشروط المقاومة. استخبارات العدو وأجهزته الأمنية والإعلامية التي رصدت الزحوف الهادرة من كل حي وعلى مساحة القطاع الصامد المعطاء، قالت إن هذه سابقة لم يشهدها تاريخ فلسطين. قطاع غزة يتفاعل مع هذا الحدث العظيم، شوارعه تَغُصُّ بمئات الآلاف، حتى أن صحفياً فرنسياً قال: لا أكاد أصدق ما أراه، يبدو أن كل أهل القطاع هم اليوم هنا؟! الشعب يعلن التفافه حول برنامج المقاومة، وغزة أصبحت قبلة الكون، والممر الإجباري لكل من يروم لقاء قيادة الشعب الفلسطيني. الضفة الفلسطينية المحتلة، وفلسطين التي سُلِبَت عام 1948، والملايين التي تتابع عن كثب حُلُم العودة في دول اللجوء والشتات، كانت في قلب الحدث بكل العزم والثقة وتعلم يقيناً أن يوم الخلاص واستعادة الديار التي اقتلعوا منها يُصبح أقرب، بل ويتسارع فصولاً كما لم يكن من قبل!! القيادة الفلسطينية، تعود إلى الوطن بأكاليل الغار ومن بوابة صلاح الدين ونصر غزة العِزَّة، دون شروط أو ضمانات صديق أو عدو نعلم غدره ونواياه وقد جرّبناه ولم نزل، وهو يعي في هذه اللحظات المعاني الحقيقية لأي مغامرة حمقاء. المقاومة بخير، لا يُضِيرها من خالفها أو خذلها، كانوا من أبناء جلدتنا أو من غيرها. الوفود الشقيقة والصديقة تعانق غزة وبالآلاف، جاؤوا من كل أصقاع الأرض، من أوروبا والولايات المتحدة الأميركية، من آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية، فلسطينيين، عرباً، ومسلمين وأجانب، كلهم هُنا اليوم يتضرعون بالشكر إلى الله ويستخلصون العِبَر. العدو يُهدّد غزة ويُطْلِق الوعيد تلو الآخر لحركة حماس، وحركة الجهاد وكل الفصائل الحيّة المقاومة، التي تحافظ على الثوابت والمبادئ وتقدم التضحيات وبِحُجج "تهريب" السلاح. قادة دولة الاحتلال، يقولون إن محتويات مخازن السلاح في السودان في الطريق إلى غزة، أما البحرية الإيطالية فَتَدّعي أنها ضبطت حمولات سلاح تُبحر نحو مصر تمهيداً لنقلها إلى قطاع غزة. حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، تُعلن وعلى رؤوس الأشهاد، أنها لن تعدم وسيلة للإعداد والاستعداد لمواجهة العدو، وأنها ستحاول امتلاك وصناعة كل ما أمكنها من عوامل القوة، فطريق النضال طويل، وأهدافه ثابتة ومعلومة، وقد أكدت معارك "حجارة السّجيل" أن "حركة حماس" والمقاومة استثمرت الزمن وعلى مدار الساعة لتجني هذا النصر المؤزّر الذي تحتفل اليوم وكل الشعب معها بإنجازاته، وهي التي بدأت ورغم أنف الاحتلال بالحجر وها هي اليوم تقصف بالصواريخ أعماق فلسطين المحتلة والقادم أعظم!! معادلات الصراع تتغير، والمقاومة تقدم على هذا الطريق قادتها قبل كوادرها شهداء، فالطريق نحو القدس جدير بكل غال ونفيس. يوم "حماس" يُعلن ظفر برنامج المقاومة، والحفاظ على مقدسات الشعب، وكل ذرة تراب من فلسطين، كل فلسطين. من على أرض الكتيبة الخضراء، يُعلن القائد خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" أُفول لُهاث العبث البائس لمفاوضات الاستجداء والتنازلات الخطيرة، أمام هذا الالتفاف الجماهيري المتعاظم حول الاستراتيجية الوطنية للمقاومة الباسلة التي تؤكد خبرة الحياة أنها السلاح الأمضى نحو تحرير الوطن والمقدسات وإقامة الدولة العتيدة. حركة "حماس" تمد الأيادي لوحدة وطنية راسخة، تحصيناً للقلعة الفلسطينية الشامخة، ترفع عالياً خيار الجهاد والمقاومة بكل أشكالها وفي القلب منها وجوهرها المقاومة المسلحة التي لا يفهم غيرها العدو بعنجهيته التي مَرَّغتها المقاومة في الوحل. أيام بعمر التاريخ الذي يقول، لن نعترف "بإسرائيل" وفلسطين هي الوطن الجميل من نهره إلى بحره، من شماله إلى جنوبه. المقاومة تعلن، دون مداورة، أن الدولة تقيمها سواعد الثوار على الأرض أولاً، مدماكاً تلو الآخر، وثمرة للعرق والدماء، تتوجهها هامات المناضلين باعتراف دولي وممر اجباري نحو الاستقلال الناجز دون تنازل أو تفريط، وسيعلم الذين خرجوا عن الصف، وآثروا بيع الوطن، نهايتهم القريبة والمحتومة. الملايين تخرج في كل فلسطين اسناداً لمقاومتها العظيمة وإعلاءً لكلمة الفصل، كلمة العودة، كلمة النصر وتحرير بقعة من أقدس بقاع الأرض.