12.23°القدس
12°رام الله
11.08°الخليل
17.63°غزة
12.23° القدس
رام الله12°
الخليل11.08°
غزة17.63°
الخميس 28 نوفمبر 2024
4.63جنيه إسترليني
5.15دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.86يورو
3.65دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.63
دينار أردني5.15
جنيه مصري0.07
يورو3.86
دولار أمريكي3.65

ربُه.. ربُ كُلِ الشهور

خبر: المساجد تشكو الهجران بعد رمضان

الأمر لا يحتاج إلى دقة ملاحظة وحدس كبيرين، إن تكتشف الفرق البائن في حال المساجد خلال شهر رمضان وبعده.. رغم أنه لم يمضِ على انتهائه سوى أيام معدودة. ففي رمضان: كانت تغص المساجد بالمصلين في أوقات الصلاة الخمسة، خاصة في صلاة الفجر والتراويح، ويقبل الناس على قراءة القرءان ويختمونه عدة مرات خلال الشهر، وتزداد الدروس والمواعظ.. لكن ما الذي حصل بعده؟. تعود المساجد فارغة، وتهجر المصاحف وتوضع مجدداً على الرفوف، وينشغل الناس بأمورهم الدنيوية. [color=red] شهر مميز بكافة المقاييس [/color] يقول مهدي ناصر الدين "21 عاما" –طالب جامعي-: إن "لرمضان سحر وميزة عن بقية الأشهر، وهو موسم للعبادة يجب استغلاله جيداً، فالشياطين تصفد، ويكون الأجر مضاعفاً لسبعين ضعفاً عمّا سواه، وفي بقية الأشهر تصول الشياطين وتجول". ويتابع: "كما أن السحور يلعب دوراً كبيراً بامتلاء المساجد بالمصلين في صلاة الفجر، ولا يوجد سحور في الأشهر الأخرى". ويشاركه يوسف الوردياني "36 عاماً"– موظف في مؤسسة خاصة- الرأي، مشيراً إلى أن "الإعلام يلعب دوراً كبيراً في اهتمام الناس برمضان، حيث تتسابق المحطات الفضائية والمحلية على عرض البرامج التي تجذب انتباه المشاهدين، وتشعرهم بالشهر الفضيل، وخاصة البرامج الدينية ونقل صلاة التراويح مباشرة من المساجد، وكذلك الدروس والمسلسلات التاريخية... وما أن ينتهي الشهر الفضيل حتى تعود المحطات إلى سابق عهدها، وبالتالي تجبر المشاهد على العودة معها إلى ما كان عليه قبله". [color=red] المنقطعون قسمان..[/color] ويقسّم الدكتور "غسان بدران" المحاضر في كلية الشريعة بجامعة النجاح من ينقطع بعد رمضان إلى فئتين رئيسيتين: 1. انقطاع جزئي: هم فئة من الناس يصلون ويترددون على المساجد ويقومون ببعض العبادات بصورة متقطعة، يزداد اجتهادهم في رمضان، وما يلبثوا أن يعودوا لوضعهم السابق فور انتهائه. 2. انقطاع كلي: هم الأشخاص الذين لم يكونوا يصلون قبل رمضان، وخلال الشهر ولأسباب عدة يترددون على المساجد "قد تكون مجاملة للناس"، وبعده أيضاً لا يصلون. ويشير بدران إلى أن "هذا دليل على أن الإنسان يملك القدرة والدافع على القيام بما فرضه الله عليه.. كما أنه لا يجب على الإنسان أن يؤقت نفسه كالساعة على رمضان "سأفعل" وبعدها يؤقت نفسه مجدداً على أن يترك "لن أفعل والمبرر جاهز"، ودليل ذلك أنه يتكرر في كل عام". ومن أهم الأسباب بنظر د. بدران الفهم الخاطىء للعبادات، وبالتالي ضعف الإيمان: فهناك من يعتقد أن رمضان موسم يجب استغلاله كالمواسم التجارية، ممكن أن يعملوا خلالها ويجمعوا الأموال لبقية الأشهر التي لا عمل فيها، وهذا تصور غير صحيح، فالصلاة في غير رمضان فرض على المسلم كما هي فيه، وتركهم لها لا يعني سقطوها عنهم. علماء الاجتماع يؤكدون أن الإنسان بطيعته يميل للعمل الجماعي أما للتقليد أو للمجاملة، فهناك بعض الأشخاص الذين لا يصلون في الأيام العادية إلا أنهم يذهبون لصلاة الجمعة، وذات الأمر ينطبق في رمضان، فالذي لم يكن يصلي يرى الناس تصلي وتقرأ القرءان وتتوجه للمساجد، فهناك من يتحرك عندهم الدافع الديني ويظهر نوع من الخجل من الناس، وآخرون يتوبون ويعودون لله بصورة فعلية ويستمرون في العبادات بعد رمضان. كما أن الإنسان يتأثر بصورة كبيرة بالمحيطين به، فالطقوس الدينية والعادات والتقاليد الخاصة برمضان تسيطر على الإنسان وتجعل التقرب لله يزداد، وتجعله وبصورة عفوية يسلك سلوك متدين، وإن اختفى أو قل هذا الالتزام، إلا أننا لا يمكن أن نسميه انقطاع فهناك من يستمر بأداء الصلوات وقراءة القرءان بعد رمضان، ولكن لا يذهب للمسجد بل يصلي في البيت. [color=red]ما العمل؟ [/color] لا يجب ان ننسى أن الإنسان بحد ذاته تقع على عاتقه المسؤولية الأولى "فردية"، بصفته من يقوم بالفعل ومن يتركه بعد ذلك، ومهما كانت الأعذار فهي بالإجماع غير مقبولة، لأن العبادة غير مقتصرة على رمضان، حيث يعقل أن يكون شهر رمضان بداية العودة وليس نهايتها، وتشجيع للزيادة في الطاعات والعبادات وليس موسم ينتهي بمجرد انقضائه. وكما تقع المسؤولية على أئمة المساجد والدعاة، فيجب عليهم ربط الناس بالمسجد بأسلوب جميل وبلغة بسيطة سهلة، من غير تشديد عليهم وزجرهم وتخويفهم بما قد ياتي بنتائج سلبية لا مبرر لها. وللأسف هناك بعض الدعاة والأئمة من لا يحسن استغلال المواقف فيبدأ بوصف من يصلون في رمضان ويتركونها بعده بـ"يا عبّاد رمضان" او "من تعبدون رمضان ولا تعبدون رب رمضان"، ويقول لهم بأن صلاتهم مردود عليهم وصيامهم غير مقبول ودعائهم غير مستجاب وما إلى ذلك من الكلام المنفر، خاصةً لمن جاء تائباً ودخل المسجد للمرة الأولى في حياته، حيث تحدث عنده ردة فعل عكسية لا تحمد عقباها. كما أن النساء تذهب للصلاة في المساجد في رمضان وهذه أيضاً نقطة ممكن وبصورة كبيرة أن يستفيد منها الداعية، ولا ينسى أن المرأة تقوم بدورٍ كبيرٍ في تربية الأجيال الناشئة.