14.75°القدس
14.56°رام الله
13.86°الخليل
19.37°غزة
14.75° القدس
رام الله14.56°
الخليل13.86°
غزة19.37°
السبت 23 نوفمبر 2024
4.64جنيه إسترليني
5.22دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.86يورو
3.7دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.64
دينار أردني5.22
جنيه مصري0.07
يورو3.86
دولار أمريكي3.7

تقرير يكشف

صدام حسين رفض هذا العرض من جورج بوش قبل غزو العراق

كشف تقرير صحفي أعدته قناة “الجزيرة” القطرية” الأسباب التي دفعت الرئيس العراقي الراحل صدام حسين لاختيار الحرب والمواجهة العسكرية مع الولايات المتحدة على المنفى.

وقال التقرير، إن صدام حسين اختار الحرب والمواجهة العسكرية برفضه في 18 مارس/آذار 2003 الذهاب إلى المنفى الذي منحه إياه الرئيس الأميركي السابق جورج بوش الابن.

وأوضح التقرير، أن العراق واجهت بعد رفض صدام مصيراً صعباً، بدأ بالغزو الأميركي في أبريل/نيسان 2003 وما تخللها من عمليات حربية وقتل وتدمير .

ثم عانى العراق بعدها الكثير من المشاكل الأمنية والسياسية والاقتصادية التي لا زال يكابدها.

ويرى اللواء المتقاعد، ماجد القيسي، أن “الغرور والكبرياء لدى صدام حسين دفعه للذهاب إلى خيار المواجهة العسكرية مع بوش.

واشار الى ان بوش كان مصرّاً على الحرب بتحشيداته العسكرية في المنطقة آنذاك التي استحال عودتها حتى في حالة تنحي صدام.

العالم خذل صدام 

ولفت القيسي، إلى أن صدام كان يعتقد أنه بإمكانه مقاومة هذه الهجمة الشرسة، والوقوف بوجهها بمراهنته على أن هناك من سيقف معه لكن العالم خذله.

وقارن القيسي، الذي كان ضابطاً في الجيش برتبة لواء، بين حربي 1991 و2003 اللتين شنتهما أميركا على العراق.

واضاف: نجد أن في الأولى استطاع بوش الأب تحشيد المجتمع الدولي ضد صدام وإجباره على الخروج من الكويت.

واستدرك: “إلا أن بوش الابن عام 2003 فشل في حشد الرأي الدولي للهجوم على العراق. باستثناء البريطانيين وبعض الدول الشرقية التي أغرتها واشنطن بالمال”.

المواجهة العسكرية

وتطرق القيسي الى سبب لجوء صدام للمواجهة العسكرية بدلا من التنحي. رغم إدراكه بضعف القدرات العسكرية لجيشه وعدم إمكانية صد الجيش الأميركي.

وأكد القيسي، أن قرار التنحي أو اختيار النفي لم يكن في حسابات صدام.
 
وأشار القيسي إلى أن رؤساء الأنظمة الدكتاتورية تختار تدمير البلاد كما حدث في العراق ثم ليبيا وسوريا لاحقا من أجل البقاء على كرسي الحُكم.

لكن الصحفي العراقي، مصطفى كامل، يرى أن صدام كان رئيسا للجمهورية ولا يجوز دستوريا وأخلاقيا أن يتخلى عن هذه المسؤولية. ويهرب من المواجهة ويؤمن نفسه والبلد يقع فريسة الغزاة.

وبين أن الجانب الأميركي لم يعط الأمان للعراق والعراقيين في حال تنحي صدام.

وأضاف: “إدارة بوش كانت أعلنت أنها ماضية في غزو العراق حتى لو غادر صدام السلطة”.

وتابع: “ثبت لاحقا كذب كل الأسباب والذرائع التي ساقتها أميركا لتبرير غزو العراق. سواء ما يتعلق بأسلحة الدمار الشامل أو الإرهاب أو الإتيان بالديمقراطية للعراق”.

حالة من اليأس

من جهته، اعتبر الباحث النفسي الدكتور علاء الصفار أن حالة اليأس التي وصل إليها الشعب عام 2003 أثرت بشكل سلبي على القوات المسلحة ومنعتها.

وتمثلت تلك الحال على أرض الواقع بعدم إمكانية المقاومة لأكثر من 3 أسابيع بآليات ضعيفة ومتواضعة لا ترتقى إلى الآليات والقدرات لدى القوات الأميركية.

وأضاف: “ظاهريا وضعت أميركا خيار المنفى أمام صدام. لكنّها في الحقيقة كانت تُريد الاصطدام به لأنها كانت على دراية تامّة بضعف قدرات الجيش العراقي “المصاب بالإحباط واليأس”.

وأكمل: “فضلا عن عدم الحرفية والمهنية في إدارة المعارك من قبل صدام. وهذا ما جعل المعنويات العسكريّة والمدنيّة والتعبويّة العامّة في تدن ملحوظ”.

واستدرك: “لتتجه نحو الانهيار التدريجي وبوتيرة مسرعة مع بدء الحرب رغم ادعاء صدام القدرة على مواجهة أميركا”.

نظام حديدي

وفي السياق، قال السياسي العراقي، مثال الألوسي، إن صدام نجح في بناء نظام حديدي خليط من المدرسة الروسية الكوبية الصينية.

ورآى ان  من أبرز أسس تلك المدرسة عدم الثقة بالمواطن والبطش ليس بالمعارض فقط بل بالمخالف كذلك.

وأكمل: “إلى جانب أن استعانته بالمدرسة المخابراتية الألمانية الشرقية لتدريب رجاله بالأجهزة الأمنية والمخابراتية جعلت هناك استحالة للإطاحة به وإسقاط نظامه من داخل العراق. وهذا ما دفع أميركا إلى شنّ الحرب عليه”.

ووصف الألوسي، محاولة تغيير نظام صدام بأنها أشبه ما كانت بـ “المجازفة” التي لا يقترب منها أحد، مما جعل واشنطن أمام خيار واحد وهو الإطاحة بصدام من خلال حرب عسكرية.

وأضاف أن صدام كان مع خيار الحرب لاعتقاده بأن أميركا لن تقْدم على ذلك أبداً.

غير أن الخبير العسكري ربيع الجواري يرى أن صدام رفض خيار النفي لأنه كان يعرف جيدا أن المحاكم الدولية ستلاحقه في منفاه وتأتي به “لجرائمه التي نفذها بحقّ شعبه أولاً بالإضافة لغزوه الكويت ثانيا”.

وأكد أن صدام لم يفكّر بالشعب بقدر ما فكرّ بنفسه من خلال قراره الذهاب إلى الحرب التي خلّفت دماراً شاملاً للبلد.

وكالات