أفرج الاحتلال الإسرائيلي، الخميس 8 نيسان 2021، عن الأسير منصور الشحاتيت من بلدة دورا من مدينة الخليل بالضفة المحتلة بعد قضاء محكوميته البالغة 17 عاماً، وهو أحد ضحايا الإهمال الطبي في سجون الاحتلال.
والمحرر الشحاتيت اعتقل منذ تاريخ 11/3/2004، وصدر بحقه حكما بالسجن لمدة 17 عاما، بتهمة طعن أحد المستوطنين في مدينة بئر السبع المحتلة، وحين اعتقاله لم يكن يعاني من أي أمراض، حيث تعرض خلال التحقيق إلى جولات تعذيب قاسية وضرب شديد، الأمر الذي أدى إلى إصابته باضطراب وعدم انتظام دقات القلب.
وخضع الشحاتيت إلى عزل انفرادي لفترات طويلة مما أدى إلى إصابته بضيق في التنفس، وحالة من فقدان الذاكرة، وأهمل الاحتلال حالته الصحية ولم يقدم كامل الرعاية الصحية اللازمة له ما انعكس سلباً على حالته النفسية.
غموضٌ ورويات تضاربت حول سبب فقدان الذاكرة والوضع الصحي لدى الأسير المحرر منصور الشحاتيت، اتهاماتٌ طالت رئيس حركة حماس بغزة، يحيى السنوار على لسان قناة العربية "المملوكة سعودياً" والتي قالت إن اعتداء أسرى حماس على الأسير المحرر منصور الشحاتيت هو ما أدى لتدهور حالة الأسير شحاتيت، وهو ما فّندته عدة جهات فلسطينية، مساء اليوم الجمعة، 9 نيسان 2021.
العائلة تنفي
ونفى شقيق الأسير المحرر منصور، جهاد الشحاتيت أن يكون خلاف شقيقه مع قائد حركة حماس، يحيى السنوار هو سبب حالة منصور النفسية، مؤكدًا أن العربية لم تتواصل مع عائلتهم ولم تزرهم في منزلهم، وتحاول تلفيق الأكاذيب وخلق بلبلة في الساحة الفلسطينية، فيما أن الاحتلال هو من يتحمل المسؤولية بشكلٍ كامل.
وأكد شقيق الأسير المحرر منصور أن أخيه لا يعاني من فقدانٍ كاملٍ للذاكرة كما تداولت بعض وسائل الإعلام، وأنه خلال الأيام القادمة سيخضع لمرحلةٍ علاجٍ طبية ليعود إلى حالته الطبيعية قدر الإمكان.
أسرى حماس يردون
وقالت الهيئة القيادية العليا لأسرى حماس في تصريحات صحفية، إن ما نشرته القناة عار على الصحة ومحاولة لتشويه صورة الحركة والقيادي فيها يحيى السنوار، مضيفة: "الحادثة مجتزأة من سياقها و الأسير الشحاتيت لم يتعرض للتعذيب من قبل الأسرى".
وتابعت: "الأسير الشحاتيت مرة بحالة نفسية وصحية صعبة بفعل الأسر والتعذيب الذي تعرض له من قبل الاحتلال، وكان يتمتع بكل حقوقه كأسير يتبع الحركة حتى لحظة تحرره"، مشيرة إلى أن الواقعة التي تتحدث عنها القناة تم فبركتها لخدمة المادة الإعلامية المنشورة
وأتمت الهيئة في تصريحاتها: "الأسير الشحاتيت هو من اعتدى بشكل مفاجئ على يحيى السنوار بعد أن نقل من العزل الانفرادي إلى الأقسام، والسنوار منع الأسرى من إيذائه أو رد الاعتداء عليه ولم يحدث أي تطور بعد هذا الموقف".
وشددت الهيئة القيادية العليا لأسرى حماس على أن قناة العربية حاولت من خلال الفيديو المنشور توظيفه لأغراض انتخابية في ظل الاقتراب من موعد الانتخابات التشريعية ومحاولة تشويه الحركة والسنوار.
واستكملت الهيئة: "لو أن القناة معنية بقضية الأسرى فهناك أسيرين في سجون الاحتلال يعانون من ظروف نفسية مشابهة لحالة الشحاتيت مثل ربيع أبو نواس ومحمد جبران الذي أمضى 10 سنوات في العزل ويمر بوضع نفسي صعب ويرفض العودة للأقسام".
الأسرى خارج إطار الاتهام
إدارة سجون الاحتلال عزلت الأسير منصور لأشهرٍ وسنوات في زنزانة لا تزيد مساحتها أربعة أمتار، تعرض خلالها للضرب عدة مرات من قبل سجاني وقوات القمع في السجون، مرت أيامٌ وهو مكبلٌ في سريره دون حركة - انتهاكاتٌ توالت بحق الأسير المحرر شحاتيت تمثلت بنقله مرارًا بين السجون في النقب ونفحة وباقي السجون، كان سبب ذلك كله، الاحتلال وليس تنظيم حماس الذي عاش عندهم منصور مدة 17 عامًا كما يؤكد أمجد النجار الناطق باسم نادي الأسير الفلسطيني.
ونفى مدير نادي الأسير أمجد النجار صدور أي تصريح يتهم فيه نادي الأسير، تنظيم حماس أو أي تنظيم فلسطيني داخل السجون بالاعتداء على الأسير المحرر منصور، مبينًا أن قوات القمع هي التي تعتدي على الأسرى وأن الحالة الفلسطينية الراهنة بحاجة لوحدة وطنية.
حماس توضح
بدوره، اعتبر القيادي في حركة حماس عبد الرحمن شديد أحد الشاهدين على الواقعة أن ما جرى هي محاولة من وسائل إعلامٍ وصفها بـ "الصفراء" لتشويه القضية من خلال تصريحات بلا مصادر موثوقة وتتعمد الإساءة للأسير المحرر منصور وللشعب الفلسطيني.
وأوضح شديد، أن الأسير المحرر منصور مناضل وطني تعتز حركة حماس فيه وأنه عاش عند الحركة حاصلًا على حقوقه كافة مبينًا أن تنظيم حماس خاض تصعيدًا مع إدارة السجون لإخراجه من العزل الانفرادي وأن الحادثة شهدها عشرات الأسرى ولم تكن كما يتداولها البعض".
الاحتلال المسؤول
من جانبه، قال نادي الأسير الفلسطيني في تصريحات صحفية إن حالة الأسير الشحاتيت يتحمل مسؤوليتها الاحتلال الذي عزله أكثر من 10 سنوات.
وشدد النادي، أن الاحتلال يهمل الأسرى المرضى ويعذبهم بالعزل الانفرادي، وهناك الكثير من الأسرى يعانون مثل الأسير شحاتيت.