26.08°القدس
25.18°رام الله
24.97°الخليل
25.39°غزة
26.08° القدس
رام الله25.18°
الخليل24.97°
غزة25.39°
السبت 18 مايو 2024
4.71جنيه إسترليني
5.23دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.03يورو
3.7دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.71
دينار أردني5.23
جنيه مصري0.08
يورو4.03
دولار أمريكي3.7

خبر: ليس ديمقراطيًّا

محمد البرادعي يدعي في لقاء مسجل معه على قناة (CBC) أن الاستفتاء على الدستور باطل، وأن الدستور نفسه باطل، وأن معارك جديدة ستكون بعد (نعم) للدستور؟! ويقترح العودة إلى دستور 1971م وتعديلاته في 30/3/2011م، ويطالب الشعب بقول (لا) للدستور؟! البرادعي كغيره من أعضاء جبهة الإنقاذ التي تجمعت معًا تحت عنوان جميل هو (الإنقاذ) دون أن تكون لهم أرضية مشتركة تمنح تجمعهم المتناقض فرصة للاستمرار. البرادعي كغيره من هؤلاء يحتكرون الصواب، ويرون ما يقوله غيرهم هو الخطأ وهو الباطل؟ (والله عيب)!! الرئيس محمد مرسي مخطئ، وحزب الحرية والعدالة مخطئ، وجماعة السلفيين مخطئة والجماعة الإسلامية مخطئة، واللجنة التأسيسية للدستور مخطئة، نصف الفقهاء الدستوريين مخطئون، ونصف القضاة مخطئون، ونصف الشعب مخطئ، وكل من يقول نعم مخطئ، ومحمد البرادعي وأمثاله هم على الصواب فقط. مقدم البرنامج الذي أذاع كلمة محمد البرادعي، عقب عليه ، قائلاً : يبدو أن البرادعي استيقظ متأخرًا، فهو كان أحد القادة الذين رفضوا دستور 1971م وتعديلاته، وهاجم الإخوان لأنهم أيدوا التعديلات في 30 مارس 2011م. مقدم البرنامج المحترم من أنصار جبهة الإنقاذ ومن كارهي تجربة محمد مرسي، ولكنه شعر بقلق من اضطراب البرادعي وتناقض تصريحاته بين الأمس واليوم. وأحسب أن أخطر ما جاء في كلام البرادعي ليس ما علق عليه مقدم البرنامج، وإنما هو قول البرادعي بأن الدستور باطل، وأن القول بنعم للدستور باطل حتى ولو قالت نعم الأغلبية وهذا يعني أمرين: الأول أن البرادعي ليس ديمقراطيًا بما فيه الكفاية، وأنه لم يستفد من سنوات عمره الطويلة التي قضاها في بلاد الديمقراطية في أوروبا بعيدًا عن مصر، حيث يعلن صراحة أنه لا يقبل سلطة الشعب، وأنه يرفض إرادة الشعب إذا قالت ما يخالف رأيه، وجاءت بنعم للدستور. وهذا قول وسلوك لا تقبل به الديمقراطية الأوروبية الراسخة. البرادعي (راسب ديمقراطيًا) من خلال تصريحه هو. وأخشى ماأخشاه أن يحتقر شعب مصر لغلبة الأمية عليه كما احتقره علاء الأسواني زميله في جبهة الإنقاذ. والثاني أن تصريحه يحمل تهديدًا مجتمعيًا خطيرًا، فالمعركة ستمتد بعد الاستفتاء على الدستور، لأن الدستور سيبقى عملاً باطلاً حتى لو أيده الشعب، ومن ثمة نقول إن محمد البرادعي يهدد بعدم الاستقرار ويهدد بالفوضى، والانتقال إلى معركة جديدة حول الدستور وحول تجربة الإخوان في الحكم. تحالف البرادعي وعمرو موسى وصباحي تحالف غير نظيف، وتحالف غير ديمقراطي، ويبدو أن الشعب المصري قد اكتشف حقيقة أمرهم، وزيف مزاعمهم، رغم ما أحاط بهم من سحرة الإعلام ومدعي القانون، حيث تشير كل الاستطلاعات إلى تأييد الشعب للدستور، وعلى زيادة شعبية محمد مرسي، الذي حاول البرادعي أن ينزع عنه صفة رجل الدولة الناجح، بعد أن فشل هو وصباحي وموسى في نزع الشرعية عنه، بالإنذار الأخير، والكرت الأحمر، واضطروا ثلاثتهم إلى لحس أقوالهم ومواقفهم وبصقاتهم.