منذ أن وطِئت أقدام الاحتلال الصهيوني أرض فلسطين، وفي محاولة منه للسيطرة على شعبنا وإخضاعه بشتى السبل غير المشروعة، افتتح المحتل السجون والمعتقلات التي لا تتوافق مع أبسط قواعد حقوق الإنسان، منها السري ومنها المعلن، ليزج بمئات الآلاف من رجال ونساء وشباب وأطفال فلسطين في ظروف اعتقالية أقل ما يقال عنها إنها عنصرية تسعى إلى طمس شخصية المعتقل، وإخضاعه لشتى ألوان العذاب منذ وقوعه بين أيدي جنود الاحتلال وضباط مخابراته، مثل التعذيب الجسدي الذي لا يخرج منه المعتقل إلا بمرض مزمن، أو عاهة دائمة، عدا عن العزل الانفرادي وأصناف العذاب النفسي الذي يترك آثاره السيئة على المعتقل ما بقي له من الحياة.
إن قضية الأسرى في سجون الاحتلال هي بحق من أخطر قضايا الصراع بيننا وبين المحتل، التي يجب على كل حركة أو تنظيم مقاوم السعي بشتى السبل لإيجاد حل يستطيع من خلاله إنهاء معاناة خمسة آلاف أسير، منهم النساء والأطفال والمرضى والمسنون يختطفهم المحتل في محاولات رخيصة لابتزازهم وإخضاعهم لإرادته.
وأستهجن هنا فعل قناة العربية التي تحدثت بلسان عبري لتُبرِّئ المحتل مما لحق بالمحرر منصور الشحاتيت في محاولة مكشوفة تتماهى مع الدعاية الصهيونية الرخيصة.
إن قضية الأسرى في سجون الاحتلال الصهيوني لا يمكن أن يتم تناولها كردات فعل على بعض الانتهاكات التي تصل إلى وسائل إعلامنا، أو هبات موسمية كيوم الأسير الفلسطيني بعد أيام قليلة، إنما تتطلب من جميع الفعاليات والفصائل وأبناء شعبنا في الداخل والخارج أن يتم تشكيل هيئات ولجان ومنظمات تسعى إلى تفعيل قضية الأسرى وجعلها القضية الحاضرة أمام جميع المنظمات والمؤسسات العالمية، ويتم حملها مع أي مسئول فلسطيني يغادر أو يستقبل أيا من الوفود أو المسئولين أو الشخصيات العربية أو الأجنبية، في محاولة لجعلها قضية رأي عام عالمي نستطيع من خلالها أن نخفف العذاب عن أسرانا داخل سجونهم، ونسعى بشتى السبل لتبييض السجون حتى آخر أسير يعاني.