ظهر اسم هذا الرجل بقوة في مسار الأحداث الأخيرة في الأردن وحتى على نطاق الإعلام الدولي دون أن يعرف عنه الشارع الأردني ولا الإعلام أي معلومات خاصة.
الشريف حسن بن زيد يفترض أنه صديق لأبرز المتهمين في محاولة زعزعة الأمن والاستقرار في الأردن وهو رئيس الديوان الملكي الأسبق الدكتور باسم عوض الله.
سأل أحد المذيعين على الهواء مباشرة مستشار الملك السابق لشؤون العشائر والبرلماني المخضرم سعد هايل السرور: من هو الشريف حسن بن زيد؟
كان لافتا أن هذا السؤال توجهه فضائية المملكة تحديدا على المستشار الذي خرج للتو من القصر الملكي.
الجواب كان لافتا أكثر فخبير وبرلماني عريق من وزن السرور قال بالحرف الواحد.. “أسمع بهذا الاسم لأول مرة”.
شوهد ابن زيد عدة مرات طوال العام الماضي برفقة أو في محيط الدكتور عوض الله.
تشير بعض الأوسط السياسية إلى أن الأمير حمزة بن الحسين على صداقة أيضا مع ذلك الشريف الشاب والذي يعتبر من رجال الأعمال متوسطي الحجم ولديه بعض المصالح في المملكة العربية السعودية.
الإشارة كانت قوية في الوسط السياسي والإعلامي إلى أن ابن زيد قد يكون هو سبب في زيارتين قام بهما الأمير حمزة لمقر عزاء أقامه عوض الله قبل أسابيع قليلة لتقبل العزاء بوفاة شقيقه.
لافت جدا للنظر أن الشارع الأردني يسمع باسم الشريف حسن بن زيد لأول مرة في الوقت الذي منحه رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة حجما كبيرا في مسار الأحداث
لافت جدا للنظر أن الشارع الأردني يسمع باسم الشريف حسن بن زيد لأول مرة في الوقت الذي منحه رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة حجما كبيرا في مسار الأحداث خلال الإحاطة التي تقدم بها لأعضاء مجلسي النواب والأعيان.
وفقا لرئيس الحكومة فابن زيد تجول في أوساط بعض العشائر واقترح عملية “مبايعة” للأمير.
الذين استطاعوا التواصل مع الشريف الشاب يستغربون من هذه المعطيات فإمكاناته السياسية والذهنية بسيطة جدا والنخب الكبيرة تسمع به فعلا لأول مرة ولا يتمتع بأي حضور اجتماعي أو بثقل سياسي ولم تتفكك بعد الرواية التي تخص دوره في الفتنة والمؤامرة فيما لم تتضح أيضا بعد طبيعة علاقته بأي شخصيات أو دوائر سعودية.
الفكرة باختصار أن الشريف حسن بن زيد وحسب البيانات الرسمية صديق لكل من الأمير وعوض الله لكن بعض المصادر التي تواصلت مع ابن زيد تشير إلى أنه شخصية هامشية وغير مهمة ولا تملك خبرات أو مواهب كبيرة لكنها تسللت إلى دوائر قريبة من شخصيات مهمة وبطريقة غامضة.
أحد أكثر الأسئلة إلحاحا على مستوى شغف المعلومات في الأردن اليوم هو ذلك المتعلق بتلك الشخصية الغريبة، وبعض العالمين ببواطن الأمور يصفون الشريف ابن زيد بأنه شخص غاضب جدا وكثير الحركة ويظهر في مواقع غريبة ويدير بعض الأعمال في الأردن والسعودية ويحاول الحصول على عطاءات إنشائية.
مرد ذلك الغضب قد يكون له علاقة حسب بعض المطلعين بمسألتين بالمقابل: الأولى أن ابن زيد كان يعبر عن غضبه بعدما فقد شقيقه وهو ضابط أمني راحل الآن نعته الدولة الأردنية كشهيد في حادث شهير في أفغانستان وله علاقة بتنظيم القاعدة ومقتل 7 عناصر من الاستخبارات الأمريكية بمعية الشقيق “الشهيد علي بن زيد”.
المسألة الثانية يبدو أنها مرتبطة بتعبيرات كانت تصدر عن الشريف الغاضب حسن بن زيد لأن جهة نافذة خطفت منه مشروعا كبيرا كان يراهن عليه لتعزيز مصالحه ومكاسبه في الأردن.
تلك معطيات لم تكن ظاهرة حيث أن هذا الشاب غامض ومجهول تماما لكل الأردنيين.
لكن الهوس في البحث عن هويته ودوره وصل إلى تلك المعطيات والمعلومات بعدما لاحظ الجميع بأن اسم ابن زيد ورد في 3 بيانات رسمية أردنية الأول هو بيان رئيس هيئة الأركان اللواء يوسف الحنيطي والثاني المؤتمر الصحافي لوزير الخارجية أيمن الصفدي والثالث إحاطة رئيس الوزراء بشر الخصاونة في البرلمان.
عمليا لا أحد يعرف ما هو دور هذا الرجل والمعلومات أصلا عنه وعن نشاطاته نزيرة وقليلة جدا.
وأغلب التقدير أن التحقيق في النيابة ثم في المحكمة سيكشف التفاصيل حيث توجد قرائن على أن رعونة ابن زيد وطبيعته وتصرفاته هي التي أطاحت عمليا ببعض الأسماء الكبيرة.