28.3°القدس
28.48°رام الله
31.08°الخليل
31.62°غزة
28.3° القدس
رام الله28.48°
الخليل31.08°
غزة31.62°
الأربعاء 31 يوليو 2024
4.8جنيه إسترليني
5.28دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.05يورو
3.74دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.8
دينار أردني5.28
جنيه مصري0.08
يورو4.05
دولار أمريكي3.74

خبر: خادم السلطان لا خادم الباذنجان

يحكى أن أحد السلاطين كان جائعاً جداً فطلب أي أكلة جاهزة على الفور ولم يكن هناك سوى صحن من الباذنجان فتناوله السلطان بشهية وقال : - حقاً الباذنجان طعامٌ لذيذٌ وشهي. فقام أحد أفراد الحاشية وصار يمدح الباذنجان ويعدد مناقبه وفوائده وكاد أن يقول فيه شعراً , وبعد أن شبع السلطان أحس بالانتفاخ فقال مزعوجاً : - الباذنجان شيءٌ مزعج وينفخ البطن. وهنا قام نفس الشخص وصار يذم الباذنجان ويتحدث بإسهاب عن مضاره ومساوئه , استغرب السلطان وخاطب الرجل قائلاً : - حيرتني يارجل ساعة تمدح الباذنجان وساعة تذمه فهل أنت معه أو ضده ؟ وهنا قام الرجل وقال ببساطة: - "أطال الله عمر مولانا السلطان أنا خادمك أنت ويهمني رضاك أنت ولست خادم الباذنجان ولا يعني لي أي شيئاً". عندما نسمع عن المواقف السياسية لبعض الشخصيات والأحزاب تجاه بعض القضايا التي تواجه الأمة لا يسعنا إلا أن نستذكر موقف صاحبنا في القصة فهم يغيرون مواقفهم وتوجهاتهم بكل مرونة يحسدهم عليها أي لاعب جمباز في العالم من مؤيد إلى معارض ومن مرحب إلى مندد فتجد دولةً وأحزاباً ترحب بتحركات في بلد ما وتؤيدها دون تحفظ وتخصص التلفزيونات لدعمها وتتحدث عن مشروعية من يقوم بها إلا أنها وفي نفس الوقت تصف التحركات الشعبية في بلد آخر على أنها مؤامرة صهيونية وأن كل المشاركين بها هم عملاء صهاينة يجب قتلهم والفتك بهم بدون رحمة . والأنكى من مواقف الحكومات هي مواقف بعض الشخصيات الدينية والثقافية والسياسية التي تنهج نفس المنهج الغريب تجاه الأحداث التي تمر بالعالم العربي مستلهمة نفس مواقف تلك الدولة ومرددة نفس ما يقوله زعمائها دون أي تحفظ على التناقض الواضح في المقاربة بين نفس ما يحدث في دول أخرى وبين هذه الحالة بالذات فيكون المتظاهرين في بلد ثواراً أحراراً يتمتعون بكل المشروعية بينما يكون المتظاهرين في بلد آخر مندسين ومتآمرين وعملاء . إن الشعوب أوعى من أن ينطلي عليها هذا الخداع الذي تمارسه تلك الدولة ومهما حاولوا ابتكار تسميات لما يحصل من واقع على الأرض فلن يغير شيئاً من الحقائق الملموسة . أتمنى أن يعود الجميع إلى رشدهم ويتركوا الباذنجان والسلطان ويكونوا خدماً لكلمة الحق التي وحدها قادرة على أن تحميهم من عار الدخول في التاريخ بصفتهم كذّابين ومدلسين يغيرون الحقائق على ما تقتضيه مصالحهم ومنافعهم الدنيوية.