موقع "ستراتفور للاستخبارات الدولية" الذي يديره البروفيسور فريدمان، المحاضر في أكاديمية الدفاع الوطني الأميركية، يؤكد في تحليله الاستخباراتي بعد عدوان الثمانية أيام الذي أسمته "المقاومة الفلسطينية" "حجارة السجيل" بأن قيادات الشعب الفلسطيني تخضع لتغيير كبير وأنها تذهب مع مرور الزمن واختبار الحياة باتجاه تكريس شعبية "حركة حماس" لتكون في المقدمة في الوقت الذي يتآكل فيه وبشكل مستمر التأييد لمنافستها "حركة فتح"!! ويضيف "الموقع" المذكور أن المدى الاستراتيجي والعمق الشعبي للتيار الإسلامي داخل وخارج فلسطين يصبح أكثر تجذراً وزخماً في ظل الثورات العربية وتنامي قوى الثورة عند الشعوب التي جَرَّبت حَدَّ الإدمان برامج الحركات القومية واليسارية وما بينهما من ليبرالية "ووطنية" فلم تحصد غير الخيبة والهزائم بل والتبعية للنظام الرسمي العربي للهيمنة الغربية للاستعمارات البريطانية والأميركية وغيرهما من دول الاستكبار العالمي. وكانت مقدمة ذلك وصول رئيس الوزراء المصري إلى غزة وسط وفد وزاري رفيع لم تشهده غزة أو فلسطين وهي تحت نار الصواريخ الارتجاجية والفراغية والعنقودية والجرثومية والفسفور الأبيض والدايم، وكلها محرمة دولياً لغارات الطائرات الأميركية ومدفعية الميدان الثقيلة بعيدة المدى والبحرية والطائرات السمتية والاستطلاعية. وهي زيارة دعم وتعزيز لصمود شعب فلسطين في دفاعه عن وجوده ولاستعادة حقوقه. الرئيس المصري، ابن مصر الجديدة، مصر المعز لدين الله الفاطمي، وسليل حركة الإخوان المسلمين وكفاح يمتد لأربع وثمانين عاماً مجيداً في وجه الملكية المنحلة وأنظمة الاستبداد والالحاق. د. محمد مرسي يقول للرئيس الأميركي باراك أوباما بأن الدماء الفلسطينية هي الدماء المصرية وأن مصر العظيمة والكبيرة لن تسمح باستمرار هذا النزيف أيّاً كان الثمن. الوفود التونسية والليبية والمغربية والجزائرية والموريتانية والأردنية والعراقية والسورية والسودانية واللبنانية والخليجية، وفود من الكل العربي والإسلامي، بل ومن الأحرار في أوروبا وأميركا شمالاً وجنوباً ومن أفريقيا. برنامج المقاومة، برنامج الأغلبية الوطنية الذي انتصر في فلسطين عام 2006، جاء لتدشين هذا الصراط المستقيم لتتويج مسار الثورات العربية التي انفجرت تِباعاً في وجه جلادي شعوب أُمتنا العربية والإسلامية، ولم تزل تمتد فصولاً لتجتاح ما تبقى منهم وفي القلب من كل هذا نرى جلياً مشروع تحرير فلسطين موازياً للهموم الداخلية للشعوب العربية الشقيقة. إن ضمانة أيّ مصالحة فلسطينية جدّية قادمة هي في قراءة تاريخ الشعوب التي قدمت دماء الأعز من بنيها عربوناً وقرباناً لانتصاراتها المجيدة. وفي هذا المقام أوجه نداء صادقاً في أنْ تعود "حركة فتح" إلى جذورها وإلى غابر تاريخها المُشَرِّف "حركة تحرير وطني فلسطينية"، الحركة التي أعادت الألق والمعنى لاسم فلسطين قضية عادلة لشعب مظلوم فيصبح مركزاً للكون. ولا أعتقد أن هناك كثيرين سيختلفون مع ما أذهب إليه، في أن "حركة فتح" قد اختطفها حِفنة من المنتفعين الذين يأنفون التضحية ويمتهنون تاريخ الحركة الحافل بالشهداء، ويأخذونها إلى تفاوض عقيم وغطاء لاستيطان وتهويد لا يُبقي ولا يذر من أرض وأبناء الوطن العربي الغالي فلسطين! هذا النفر الضّال يُحَوّلُ حركة بقامة "فتح" التي خبرها الشعب في ميدان الكفاح، إلى ظاهرة صوتية خرساء تتعاون مع العدو وتُحقِّقُ الأمان للمستوطنين وتمنح الزمن طليقاً لتسارع بناء الآلاف المؤلفة للوحدات السكنية غير الشرعية لأكثر من عقدين وحتى الآن؟! عبقرية الإفلاس البغيضة تصل إلى الحد الذي يُفاخِرُ فيه بعضهم بالتنازل عن أكثر من 80% من فلسطين. أَيَملكُ كائنٌ من كان بيع بئر السبع ومنعي وربعي من العودة إليها؟! هل فوّضَ واحدٌ منّا، رئيساً أو فرّاشاً بالتنازل عن حيفا أو عكا أو حتى صفد؟! وهل يُعطى دستور أي دولة على وجه الأرض الحق للرئيس بالتلاعب بثوابت البلاد وفي مقدمتها إقليم هذه الدولة؟! وهل منصوص على ذلك في قانوننا الأساس والتعديلات التي أُجريت عليه عامي 2003-2005؟! وكذلك، أين يرد هذا في مشروع دستور دولة فلسطين، وأنا عضو في لجنة الصياغة؟! ثم، هل يحق لفصيلٍ أيّاً كان، حتى لو حاز الأغلبية أن يتصرف بمستقبل شعب في أرض وطنه؟! وكيف إذا كان مُمثِّلاً لأقلية كحركة "فتح"؟! أسئلةٌ كثيرةٌ، لدينا جميعاً، وإجابتها واضحة لنا جميعاً أيضاً!! الفشل المُزمن الذي يُرافق محاولات استعادة الوحدة، عائد إلى أن هناك برنامجا يؤكد على الثوابت الوطنية ويعتمد برنامجاً يناضل ويقدم كل عزيز وغالٍ لاستعادتها، وبرنامج آخر صنع الانقلاب على خيار الشعب وبرنامجه فَدَشّنَ الانقسام الذي نُعاني منه، يفاوض العدو والنتائج صفر، وينسق مع الاحتلال في سابقة لم يشهدها التاريخ. ما يجري اليوم من إرهاصات نحو الوحدة، ناجم عن قرار الشعب بِفَرضها على المكابرين، أما مَن لا يرى ذلك، فإن هناك مشكلة في عقله!! الحقيقة واضحة، جليّة، ولكن فقط لمن يريد الوصول إليها؟؟؟ تقول الصُحف "الإسرائيلية" إن كتائب جديدة ظهرت، وتبدأ حراكها في الضفة الفلسطينية المحتلة وهي: "كتائب الوحدة الوطنية - الانتفاضة الثالثة"، وأن مكوّنات هذه الكتائب تتشكل من "حركة حماس"، "حركة فتح"، "الجهاد الإسلامي" و "الجبهة الشعبية". أَدّعي اليوم، أن الشعب كله مع هذه "الكتائب" التي تقول إنها قد بدأت فصلاً جديداً لانتفاضة الشعب الذي بات على ثقة بأن اللغة الوحيدة التي يفهمها العدو هي وحدة الشعب حول برنامج مقاومته وبكل أشكال النضال المسلحة والسلمية حتى دحره عن كل ذرة تراب من أرض فلسطين ومن النهر إلى البحر. الشعب الفلسطيني يعلم يقيناً أن التفاوض مشروع إسرائيلي/ أميركي بامتياز، وأن التنسيق الأمني سابقة لا يستفيد منها غير الاحتلال وكل أدوات التعاون معه على حِساب حقوق الشعب وثوابته المقدسة. إعصار الانتفاضة الشعبية سيزلزل الاحتلال وركائزه المتآمرة، وهي تمتد كل يوم من الخليل إلى نابلس إلى طولكرم وجنين ورام الله وقلقيلية وبيت لحم وفي كل المدن والقرى المحتلة في ضفة المقاومة، ضفة القسام وفي كل فلسطين المحتلة وهي تعيش اليوم الدعم العربي والإسلامي وكل أحرار العالم.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.