قال ضابط إسرائيلي سابق في جهاز الاستخبارات العسكرية "أمان"، إن "الساحة الفلسطينية تشهد أولى بوادر إضعاف حكم رئيس السلطة، محمود عباس بعد تأجيل الانتخابات.
وأضاف يوني بن مناحيم، الباحث بمركز القدس للشؤون العامة والدولة، بمقاله على موقع "زمن إسرائيل" "أن حركة فتح على وشك الانشقاق الداخلي، ومروان البرغوثي (قيادي بارز في فتح) يتحدى قيادة عباس، وإعلان مسؤولين كبارا فيها أن تأجيل الانتخابات، يعني عمليًا إلغاءها، يمثل علامة على بداية نهاية حكم عباس ابن الـ85 عاما".
وشدد على أن "الجيش الإسرائيلي يخشى من تفكك نظام عباس، وأن تتصاعد معركة خلافته، وتتحول لمعارك شوارع بين الميليشيات التي شكلها كبار قادتها في السنوات الأخيرة بأماكن مختلفة من الضفة الغربية، وهي مجهزة بالسلاح، ولذلك فإن إسرائيل قلقة لأنها لا تعرف أين ستنتهي الأمور، ومن سيتولى قيادة الحركة بعد خروج عباس من المسرح السياسي".
ونقل بن مناحيم عن مسؤول إسرائيلي قوله أن "عباس يعلم أن إسرائيل بجانبه، وكذلك الرئيس جو بايدن والاتحاد الأوروبي ومصر والأردن، وجميعهم عارضوا الانتخابات".
وأشار إلى أن "مسؤولي فتح يعتقدون أن احتفاظ عباس بهذه السلطة والصلاحيات منذ 15 سنة متتالية رغم الإخفاقات السياسية، هو قلقه على مستقبله، ومستقبل الإمبراطورية الاقتصادية الضخمة التي بناها لابنيه، وخشية الانتقام من أسرته".
وأكد أن "المخاوف تحيط بالمؤسسة العسكرية لأن التطورات الميدانية لا تخضع لسيطرة عباس، مع بوادر أولى على بداية تفكك فتح، واتفاقيات بين خصميه مروان البرغوثي ومحمد دحلان للشروع باتخاذ خطوات عملية لكسر سيطرته الكاملة على الحركة، بعد أن أسس مثل سلفه ياسر عرفات دكتاتورية متسلطة، وطرد العديد من الشخصيات البارزة كدحلان وناصر القدوة وزياد أبو زياد، لكنه لم يجرؤ على العبث مع البرغوثي".
وأشار بن مناحيم أن "مواجهة عباس في الانتخابات التي كانت متوقعة أضعفته وجماعته، وأجبرته على إعلان التأجيل خوفا من هزيمة مشينة، بعد أن زودته إسرائيل بحبل نجاة بعدم الموافقة على إجراء الانتخابات في القدس، وسارع للتمسك بهذا العذر لتأجيل الانتخابات، والآن يهدد البرغوثي بالاستقالة من فتح، وإقامة تيار سياسي للتنافس مع عباس، كما فعل دحلان بعد طرده من الحركة في 2011، وأسس تياره".
وأشار أنه "من المتوقع أن تشتد معركة الخلافة في السلطة الفلسطينية، وتتطور إلى إطلاق نار في الميدان، والمحور قريب من عباس يضم حسين الشيخ وماجد فرج وعزام الأحمد، المصممين على قمع حديدي لأي محاولة لمواجهة قيادة عباس، ويسيطر هذا المحور على قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية والمجهزة بآلاف الأسلحة، لكن البرغوثي ودحلان لديهما بؤرا وميليشيات في الضفة الغربية، وكذلك آلاف الأسلحة".
وختم بالقول أن "كرسي عباس بدأ يتأرجح، ورغم أن إسرائيل تدعمه، لكن ليس هناك ما يضمن أنها ستتمكن من إنقاذه من الغرق".