وسط موجات ارتفاع واستثمار متنام عالميا في العملات الرقمية، يأتي تحذير محافظ بنك إنجلترا، أندرو بيلي، إلى الذين يستثمرون أموالهم في هذه العملات، قائلا إنهم "معرضون لخطر الإفلاس، وفقا لموقع "سي إن بي سي".
وقال بيلي، في مؤتمر صحفي، لدى سؤاله عن رأيه بشأن ارتفاع قيمة تلك النقود الإلكترونية: "هذه العملات ليست لها قيمة جوهرية، هذا لا يعني القول بأن الناس لا يعطون قيمة لها، لأنها يمكن أن تكون لها قيمة خارجية، لكن ليست لها أية قيمة في ذاتها".
وتابع بحزم: "دعوني أقول لكم بصراحة شديدة مرة أخرى.. إذا أقدمتم على شراء هذه العملات فقط، فيجب أن تكونوا على استعداد لخسارة كل أموالكم".
وارتفعت عملة البيتكوين بأكثر من 90% حتى الآن منذ بداية العام الجاري، ويرجع ذلك جزئيًا إلى الاهتمام المتزايد من المستثمرين المؤسسين والمشترين من الشركات مثل "تسلا" الأمريكية للسيارات الكهربائية التي اشترت عملات بتكوين بقيمة 1.5 مليار دولار لترتفع قيمة مقتنياتها إلى ما يقرب من 2.5 مليار دولار.
ولطالما كان بيلي، الذي كان الرئيس التنفيذي السابق لهيئة مراقبة السلوكيات المالية (FCA)، من المتشككين في قيمة العملات المشفرة، ففي العام 2017، كان قد حذر أيضا قائلا: "إذا كنت ترغب في الاستثمار في عملة بتكوين، فاستعد لخسارة كل أموالك".
بالمقابل، يرى مؤيدو عملة بتكوين أنها مخزن للقيمة شبيه بالذهب بسبب ندرة المعروض، إذ يمكن تعدين 21 مليون عملة بيتكوين فقط، وبالتالي يمكن أن تكون بمثابة وسيلة تحوط ضد التضخم، وذلك في وقت تقدم فيه البنوك المركزية في جميع أنحاء العالم على طباعة المزيد من الأموال للتخفيف من تبعات فيروس كورونا على اقتصادات الدول.
ومع ذلك، يرى المشككون أن عملة بتكوين هي فقاعة سوق تنتظر الانفجار، وفي هذا الصدد يقول مايكل هارتنيت، كبير استراتيجيي الاستثمار في "بنك أوف أميركا سيكيوريتيز "، إن ارتفاع البيتكوين يبدو وكأنه "أم كل الفقاعات".
وفي غضون ذلك، حققت العملات الرقمية البديلة مكاسب أكبر من عملة البتكوين، فقد حققت عملة "إيثر"، عوائد بأكثر من 360% منذ بداية العام، في حين أن عملة "دوغ كوين" قد قفزت بنسبة هائلة بلغت 12,500%.
ووصف ديفيد كيمبرلي، المحلل في تطبيق الاستثمار البريطاني فريتريد، ارتفاع عملة "دوغ كوين" بأنه "مثال كلاسيكي على نظرية الخداع" في إشارة إلى ممارسة بيع الأصول ذات القيمة المبالغ فيها للمستثمرين الذين هم على استعداد لدفع سعر أعلى.
وفي سياق متصل، تدرس البنوك المركزية ما إذا كانت ستصدر عملاتها الرقمية الخاصة، ففي الشهر الماضي، أطلق بنك إنكلترا فريق عمل مشتركًا مع وزارة الخزانة بهدف استكشاف العملات الرقمية للبنك المركزي.
وقال البنك في بيان إن مثل هذه العملة ستكون موجودة إلى جانب النقد والودائع المصرفية بدلاً من استبدالها.
في السياق، احتفى المستثمرون في العملات الرقمية، بالقفزة التي حققتها عملة دوغ كوين المشفرة. والتي ارتفعت مؤخرا من حوالي 0.05 دولار في منتصف مارس إلى 0.40 دولار في منتصف نيسان/ أبريل.
ويصف ريان نيجري، تجربته بـ"المسلية"، قائلا لموقع الحرة إنه بدأ تداول الدوغ كوين، عندما كان سعرها يبلغ 0.05 دولار وإنه لا يزال يستثمر فيها.
وحرص نيجري على أن تشمل تغريدة الاحتفاء بارتفاع الدوغ كوين اسمين دعما هذه العملة، هما قطب التكنولوجيا الملياردير إيلون ماسك الذي توقع أن تتصدر دوغ كوين العملات الرقمية مستقبلا، ورجل الأعمال والملياردير الأمريكي مارك كوبان مالك فريق مافريكس لكرة السلة الذي أصبح فريقه يستخدم هذه العملة في تعاملاته المالية.
يقول بلال رحال، مدير مجموعة رحال للوساطة المالية، إنه منذ بداية العام الحالي حققت جميع العملات الرقمية صعودا قويا، وكان من بين أشهر هذه العملات هي الدوغ كوين التي صعدت قرابة الـ900%، في أقل من شهر.
وأرجع رحال "أهم أسباب صعود الدوغ كوين إلى دعم إيلون ماسك وغيره من المشاهير" عبر تغريدات.
لكنه يرى في ذلك "مشكلة"، مشيرا إلى "اندفاع أشخاص عديمي الخبرة بعالم العملات الرقمية لشراء العملات بناءً على التغريدات".
ويشدد رحال على ضرورة التركيز على ما وصفه بـ"العامل الأهم"، وهو مشروع العملة الرقمية ومميزاتها، قائلا: "العديد من العملات الرقمية أفضل وأهم من الدوغ كوين للاستثمار والاستخدام"،معربا عن مخاوفه من أن تتحول دوغ كوين إلى فقاعة.