تسعى دولة الاحتلال إلى استغلال أزمة الكهرباء في قطاع غزة، لتصعيد العدوان الذي تشنه على القطاع المحاصر، في محاولة لتدمير أكبر قدر ممكن من القدرات العسكرية لفصائل المقاومة الفلسطينية، في ظل التوقعات بنفاد وشيك لخزانات الوقود التي تزود محطات توليد الطاقة في غزة واستهداف مصادر الطاقة الشمسية.
ولفت المحلل العسكري في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، أليكس فيشمان، إلى أن "إسرائيل معنية في بقاء غزة في الظلام " لشن غارات عنيفة ومكثفة تدمر خلالها القدرات العسكرية لحركة حماس، وحذر من تصعيد فصائل المقاومة في قطاع غزة من عملياتها العسكرية للحؤول دون ذلك.
وأشار فيشمان اليوم الجمعة، إلى هدنة متوقعة حتى منتصف الأسبوع المقبل، وقال إنه "على إسرائيل أن تقرر منذ اليوم ما إذا كانت ستوقف القتال بحلول منتصف الأسبوع المقبل".
واعتبر فيشمان أن إسرائيل ستتعرض إلى "معضلة إستراتيجية"، في ظل التصاعد المتوقع للضغوطات الدولية، للسماح بإدخال الوقود لتشغيل محطة توليد الكهرباء في قطاع غزة؛ مشيرا إلى أن قرار إسرائيلي بمواصلة العدوان على غزة "لن يترك لها مفرا من السماح بنقل الوقود إلى محطة توليد الطاقة في غزة".
وتسبب القصف الإسرائيلي العنيف، بقطع التيار الكهربائي عن مناطق واسعة في قطاع غزة، كما دمرت الغارات الإسرائيلية معظم أنظمة الطاقة الشمسية التي تزود القطاع بـ30 ميغاواط. وبحسب فيشمان فإنه "خزانات الوقود في محطة توليد الطاقة في غزة شارفت على الانتهاء، وسيواجه القطاع الظلام "خلال يوم أو يومين".
وقال إن ذلك سيتسبب بانهيار نظام الصرف الصحي ويعطل أنظمة ضخ المياه، كما سينفد مخزون وقود المولدات في الأحياء مع بداية الأسبوع؛ وأشار فيشمان إلى أن "الوقود المصري - إذا سمح له بالوصل إلى غزة - رديء الجودة، إذ يرفض سكان قطاع غزة استخدامه لأنه يتسبب بتدمر المولدات".
ورجّح فيشمان أن ترفض المؤسسة الأمنية الإسرائيلية السماح بتزود القطاع بالوقود، مدعيا أنه بالنسبة لإسرائيل فإن "مسألة توصيل القطاع بالكهرباء ليست قضية إنسانية فحسب، بل قضية إستراتيجية، إذ يخصص جزء كبير من الكهرباء إلى المؤسسة العسكرية التابعة لحركة حماس"، مشيرا إلى تراجع مدة توفر التيار الكهربائي إلى أربع ساعات فقط في اليوم.
وذكر فيشمان إن حركة حماس قد تواجه المعضلة ذاتها منذ بداية الأسبوع المقبل، وقال: "سيكون على حماس الاختيار، تخصيص بقايا الطاقة المتوفرة لصالح المعركة التي تخوضها أو لصالح أجهزة التنفس الاصطناعي وغرف العمليات في مستشفيات القطاع المقتظة بجرحى" العدوان الإسرائيلي"، معتبرا أن "حماس قد تواجه ضغوطا داخلية لتخصيص بقايا الطاقة المتوفرة لصالح النظام الصحي، حيث أن نسبة كبيرة من المصابين هم من نشطائها".
ورأى فيشمان أن أزمة الكهراباء قد تدفع قيادة حركة "حماس" إلى تعجل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، معتبرا أن "ذلك سيدفع الحركة إلى تصعيد عملياتها يومي الجمعة والسبت، لتحقيق إنجاز عسكري كبير، قد يؤثر على الرأي العام في إسرائيل ويسرع بوقف إطلاق النار".
وأشار إلى "مراهنة" إسرائيلية على أن تتسبب الكارثة الإنسانية التي يتعرض لها المواطنون الغزيون في ضغوطات شديدة على حركة حماس قد تدفعها إلى تعجل التوصل إلى تهدئة.