تحدث الأستاذ الدكتور محمود يوسف، المحاضر في كلية الإعلام بجامعة القاهرة عن أهم الإنجازات التي حققتها المقاومة الفلسطينية في صدها للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وفي هبتها لنصرة المدينة المقدسة.
وشدد الدكتور يوسف خلال منشور له على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، بعد إعلان التوصل إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة، على أن الحقوق لا تمون وإن مضى على ضياعها عدة قرون، وأن الحق يحتاج إلى قوة تحميه وتدافع عن، :"ليس من الضروري أن تكون متكافئا في القوة مع عدوك! الأهم وجود روح المقاومة! فلا يكفي امتلاك القوة ! دون توفر إرادة علي استخدامها! ثم تجسيد هذه الإرادة علي أرض الواقع!".
واعتبر الأكاديمي المصري أن رأي الشعوب (الرأي العام) أقوى الأسلحة في مواجهة الاحتلال، مشيرا إلى أن انتزاع الحقوق يحتاج إلى تضحيات في سبيلها.
وأضاف الدكتور يوسف :"العالم العربي الرسمي ضعيف متخاذل، ويصل تخاذله إلى حد الخيانة والهوان، العالم العربي يملك من أسباب القوة الكثير، لكنها معطلة بفعل فاعل، ونتائج غزة ورسائلها موجهة إلى الأعداء وإلي حكام العرب وإلي الشعوب".
واعتبر أن أمريكا الرسمية هي صانعة الإرهاب الإسرائيلي وداعمة له، قائلا :"لا يمكن لأمريكا أن تكون وسيطا نزيها! ولا يجب أن يتوقع منها الفلسطينيون أي خير! مخادعة منافقة لا تحترم عهودا! وتبنيها لحقوق الإنسان زائف! وتحركها في هذه الأزمة دافعه إنقاذ الاحتلال الإسرائيلي! هي تحترم من يعرف قيمة نفسه! ويوظف أدواته! ويملك القوة ويمارسها!".
وتابع الدكتور يوسف :"زادت ملامح الصورة الذهنية لـ "إسرائيل" ومسئوليها وجيشها قبحا وبشاعة ودموية! وقد تشهد الأيام المقبلة زوال نتنياهو واختفائه من المشهد!، نتائج غزة ستترك تأثيرات بالغة على ملامح الصراع العربي الإسرائيلي! لن يبقي صراعا يتحكم في تقريره صناع قرار رسمي! بل سيكون للشعوب دور فيه! والإعلام أحد أهم أدواته! ومرشح لمزيد من الأدوار!".
ونوه الأكاديمي المصري :"يجب استثمار ما حدث والبناء عليه! بحيث نتجه إلي إنهاء الاحتلال وليس الركون إلى العبارات المهدئة علي غرار وقف العنف! مواقع التواصل الاجتماعي أحد أهم ساحات المواجهة! وظاهرة "أفيخاي" وأشباهه تحتاج إلي آليات مواجهة!".
وثمن جهود القيادة المصرية في وقف العدوان على غزة، :"مصر الرسمية والشعبية لها تواجدها الفاعل في الجسد العربي وتستطيع أن تفعل الكثير! الرأي العام المصري يترقب ظهور تعامل من نوع جديد لأزمة سد النهضة! علي ضوء نتائج غزة! وطبيعة الدور المصري في متابعة أحداثها وصولا لوقف إطلاق النار".
وشدد الدكتور يوسف على أن المقدسات والثوابت بؤرة يمكن أن تكون نقطة اشتعال في أي وقت! ويجب على الاحتلال تجنب المساس بها.
وأكد على أن التطبيع لا يدل على توجه الشعوب :"لا ينبغي علي "إسرائيل" أن تعول علي اتجاه بعض الدول العربية نحو التطبيع كمؤشر علي نسيان الحقوق وابتلاع الأرض وبقاء الاحتلال، الظلم والقهر والكبت والاستبداد والفساد هناك مؤشرات قوية علي ضعف رعاتها وقرب زوالهم! علي ضوء زيادة الوعي وتراكم الضغوط التي قد تؤدي إلى الانفجار".
ونوه إلى أن رئيس السلطة محمود عباس وجماعته ليسوا أهلا لتجسيد آمال وطموحات وتطلعات الشعب الفلسطيني، قائلا :"ابحثوا عن وجوه جديدة، تجدد الخطاب، وتستوعب التجارب، وتعي الدروس، القدس عربية وعاصمة دولة فلسطين، المسجد الأقصى عقيدة ودين".