"من لنا بعدكَ يا محمود" بهذه العبارةِ بدأت "آلاء" بسردِ عباراتٍ من ألمٍ وحروفٍ يعتصرها الحزنُ وجعًا وعذابًا على زوجِها الذي لم يكمل عقده الثالث، الذي استشهد أثناء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في مايو /2021.
شابٌ مكافحٌ ينتزعُ لقمةَ عيشه من بينِ الحجارةِ والعرقِ، يكادُ يوصلُ لقيماتٍ لأطفاله الصغار نسرين ابنة الخمسة أعوامٍ وأركان أربعة أعوامٍ و"تيّم" ابن 13 يومًا، الذي لم يكن يعلمُ أنه سيكون على اسمه بعد استشهاده.
في بيت متهالك زاده القصف تهالكًا ودمارًا لا يوجد به أدنى مقومات الحياة ، بل هو أشبه بالبيتِ تكسوه ألواحٌ حديديةٌ مهترئة، وجدران متصدعة، لا يتجاوز 35 مترًا في أحد أحياء شمال قطاع غزة، التي كان له نصيب الأسد من القصف الإسرائيلي الذي استهدف قطاع غزة، تعيش عائلته المكونة من خمسةِ أفرادٍ، حيث تعرض البيت للقصف والدمار.
سرقوا فرحة العمر
تقول زوجتـه آلاء "25 عامًا" "سرقوا فرحتنا منّا، قتلوا زوجي بدمٍ باردٍ، لم نبتسم ابتسامة واحدة منذ أن ارتقى شهيدًا، لم نهنأ ولو للحظةٍ بعدما عدنا لبيتنا الشبه مهدم، ولم أرَ زوجي بيننا"
وتتابع والعبراتُ على وجنتيها " كنت أتمنى أن أرى زوجي يحتضن ابنه الذي ارتقى أبوه وهو ابن يوم واحدٍ"
أما نسرين الطفلة الجميلة الرقيقة فتبتسم وخلف ابتسامتها الطفولة كم كبيرة من الحسرة والضياع " أشتاق لك بابا.. اليهود قتلوه... "
أما أركان فيشيرُ بيده نحو السّماء "هناك بابا.. في الجنّة".. ولم يعلم أنه فقد أباه إلى الأبد بلا عودةٍ وأنه سيظل يتجرع كأس اليتم مدى الحياة.
تعيش العائلة في ظروف اقتصاديةٍ صعبةٍ للغايةِ، وما زاد الأمر صعوبة، استشهاد الزوج الذي كان يعمل عاملًا يجمع قوتَ يومه بالدم والتعب.
وقصفت قوات الاحتلال الإسرائيلي المنطقة المحيطة بالمنزل بشكل عنيفٍ بالطائرات الحربية، أشعلت المنطقة بأكملها، وحولتها لغبارِ حرب حاقدٍ على كل إنسان فلسطيني.
مناشدة إنسانية
وتناشدُ العائلة أهل الخيرِ بإصلاح بيتها ومساعدتها في ظل الظروف الصعبة، والتي باتت مهددة بفقدان قوتَ يومِها، بعد أن ارتقى المعيل الوحيد لها، فمن يعيد جزءًا من فرحةٍ على شفاه اليتامى والمكلومين..
للتواصل مع العائلة مباشرة
جوال وواتس 00972597778489