28.28°القدس
29.58°رام الله
28.86°الخليل
30.24°غزة
28.28° القدس
رام الله29.58°
الخليل28.86°
غزة30.24°
الأربعاء 03 يوليو 2024
4.78جنيه إسترليني
5.32دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.05يورو
3.77دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.78
دينار أردني5.32
جنيه مصري0.08
يورو4.05
دولار أمريكي3.77

صوت المعركة وصاحب الكلمة الأخيرة..

تقرير: أبرز ما ميّز إطلالات "المُلثم" خلال معركة "سيف القدس"

إسلام قنيطة - فلسطين الآن

ظُهوره يفرح الملايين، وتصريحاته تبثُّ الأمل في نفوس الغزيين وترفع من عزيمة المقاومين، يزّف البشريات، ويُفند رواية الاحتلال، وينذر ويتوعد بالمزيد.

كلماته منتقاة، وإيماءاته ذات دلالة، ولا يخرج إلا لنبأ عظيم؛ فيثلج الصدور ويترك لقادة الاحتلال ما بين السطور.. بنبرة حادة، وحضور هادئ متزن، ينقل أحداث المعركة على شكل "خطاب"، ويروي لنا تفاصيل الحكاية بثقة واقتدار.

"أبو عبيدة"، أو كما يلقبه الكثيرون بـ"المُلثم"، لفت الأنظار منذ الظهور الأول له كناطق عسكري باسم كتائب القسّام، إلى أن أصبح رمزًا للمقاومة بصوته الرنّان، وكوفيته الحمراء، وعصبته الخضراء.

"العصف المأكول"

ولعل الظهور اللافت والأشهر له كان خلال العدوان الإسرائيلي على غزة صيف 2014، عندما خرج في خطابه الشهير في اليوم الرابع عشر للعدوان مُعلنًا أن "الجندي ’شاؤول أرون’ صاحب الرقم 6092065 هو أسير لدى كتائب القسام"، ليبقى هذا الإعلان خالدًا في قلوب وعقول الفلسطينيين، وبارقة أمل لدى الأسرى في سجون الاحتلال بالإفراج القريب.

"سيف القدس"

وفي معركة "سيف القدس" لم يغب "المُلثم" عن المشهد طيلة أيام المعركة الأحد عشر، وظل يواكب الأحداث ويضع الجمهور الفلسطيني والعربي بمجرياتها الحقيقية، بعيدًا عن رواية الاحتلال الذي مارس عبرها سياسة التضليل، من خلال ماكنته الإعلامية الخاضعة لأوامر الرقابة العسكرية؛ في محاولة للتقليل من نجاحات المقاومة التي حققتها على الأرض.

وفي خطابه المتلفز رابع أيام المعركة (أول أيام العيد) لم يكتفِ أبو عبيدة بالتأكيد على أن ضرب "تل أبيب" بات أسهل من "شربة ماء"؛ ليردّ على تلميحات الاحتلال بالدخول البري لغزة، قائلاً: "وأجلبوا بخيلكم ورجلكم.. برًا، وبحرًا، وجوًا؛ فقد أعددنا لكم أصنافًا من الموت..."، في رسالة تحد قوية للاحتلال الذي حشد قطعه العسكرية على تخوم قطاع غزة، عكست مدى جهوزية واستعداد المقاومة للتصدي لهجمات الاحتلال على كافة الصُعد.

تغريدات المُلثم

ولم يقتصر أبو عبيدة على الظهور التقليدي لإيصال رسائل المقاومة وإنجازاتها؛ بل عمد بجانب ذلك إلى استخدام وسائل وأساليب أخرى؛ حيث كان لافتًا استخدامه لتطبيق المراسلات الفورية روسي المنشأ (تلغرام) بعيدًا عن قيود "فيس بوك"، و"تويتر"، اللذان يحاربان الرواية الفلسطينية لصالح الاحتلال الإسرائيلي، ووظّف قناته لإطلاق العديد من التصريحات.

ولعل استخدام الناطق العسكري لقناته عبر "تلغرام" إلى جانب القناة الرسمية للقسّام عبر التطبيق ذاته، هدف إلى الوصول إلى أكبر عدد ممكن من الجمهور الفلسطيني والعربي حول العالم بصورة فورية، وإبقائهم في صورة الميدان وضربات المقاومة لحظةً بلحظة.

"على رجل واحدة"

كما وظّف أبو عبيدة قناته ليمارس عملًا نفسيًا تجاه الاحتلال وجمهوره، كجزءٍ من الحرب النفسية المضادة التي يقوم بها الإعلام العسكري للقسّام، وذلك عندما طالب سكان "تل أبيب" بأن يقفوا على "رجل واحدة" وينتظروا "الرد المزلزل"، بعد قصف الاحتلال لأحد الأبراج المدنية في مدينة غزة.

ليعود مغردًا مرة أخرى في تصريحٍ مزج فيه بين التهديد الجّاد من جهة، والسخرية والاستهزاء بالخصم من جهة أخرى، قائلًا: "بأمر من قائد هيئة الأركان أبو خالد محمد الضيف يُرفع حظر التجول عن تل أبيب ومحيطها لمدة ساعتين من الساعة العاشرة وحتى الساعة الثانية عشرة ليلاً، وبعد ذلك يعودوا للوقوف على رجلٍ واحدة".

وكان لهذين التصريحين أثرًا كبيرًا لدى سكان "تل أبيب" الذين انتابهم الخوف والذعر من رد القسّام المحتوم، في حين سبّبا حرجًا لقادة الاحتلال الذين أصبحوا مادة للسخرية على منصات التواصل الاجتماعي.

الإعلان اللحظي والخروج المباشر

كما كان لافتًا اعتماد الناطق باسم القسّام على أسلوب "الإعلان اللحظي" باستخدام الفعل المضارع (الآن كتائب القسام ’توجّه’ ضربة صاروخية تجاه مدينة تل أبيب، القدس، أسدود..) على عكس ما جرت عليه العادة سابقًا حيث كان الإعلان يتم بعد تنفيذ الضربة الصاروخية سواء بتوزيع البلاغات العسكرية على وسائل الإعلام أو من خلال النشر عبر الموقع الرسمي، وفي كلا الحالتين كان الأمر يستغرق وقتًا أكبر.

وهذا الأسلوب الجديد عكس مدى التنسيق الكبير، وسهولة التواصل، والدقة المتناهية بين العاملين في ميدان المعركة والقائمين على الإعلام العسكري، كما عكس مدى التخطيط والإعداد المسبق.

لكن ما ميّز تصريحاته في هذه المعركة هو خروجه ولأول مرة على الهواء مباشرة ليدلي بتصريحات هامة ومقتضبة، كان أبرزها الإعلان عن قصف القسّام لمطار رامون جنوب فلسطين المحتلة بصاروخ "عياش 250"، بأمر من القائد العام محمد الضيف.

الكلمة الأخيرة

كما كان للناطق العسكري الكلمة الأخيرة في هذه المعركة، وذلك عندما خرج في تصريح -بُث على الهواء مباشرة أيضًا- متوعدًا الاحتلال بالضربة الصاروخية الأضخم من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب، واضعًا قيادة الاحتلال أمام "الاختبار" في الدقائق الأخيرة.

ولعلّ تأكيده بأن كتائب القسّام أعدّت هذه الضربة مسبقًا لتفاجئ الاحتلال في حال استمر في العدوان، وأن قرار تنفيذها "باق على الطاولة" وجرى تعليقه استجابة لجهود الوسطاء، أجبر الاحتلال على التراجع عن ضرب عدد من المنازل والمنشآت المدنية قُبيل بدء سريان وقف إطلاق النار.

وبذلك نجحت المقاومة في تفويت الفرصة على الاحتلال بارتكاب المزيد من الجرائم بحق المدنيين، وأكدت أنها صاحبة الكلمة الأخيرة واليد العليا في هذه المعركة. كما أظهر هذا التصريح حكمة وثبات قيادة هيئة الأركان، وقدرتها على إدارة المعركة لآخر نفس، بعزيمة واقتدار.

وفي أعقاب انتهاء معركة سيف القدس وفي ظل ما حققته المقاومة من إنجازات يبقى السؤال المطروح، هل سيلقي "المُلثم" خطاب "التحرير" في باحات المسجد الأقصى، قريبًا؟؟ الكثيرون يتوقون لأجل ذلك.

 

المصدر: فلسطين الآن