22.79°القدس
22.55°رام الله
21.64°الخليل
26.87°غزة
22.79° القدس
رام الله22.55°
الخليل21.64°
غزة26.87°
السبت 05 يوليو 2025
4.57جنيه إسترليني
4.72دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.94يورو
3.34دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.57
دينار أردني4.72
جنيه مصري0.07
يورو3.94
دولار أمريكي3.34

خبر: محلل: حماس التقطت راية المقاومة التي سقطت

قال البروفيسور جورج جقمان أستاذ الفلسفة السياسة في جامعة بيرزيت إن "المهمة الأساسية التي اطلعت بها حركة المقاومة الإسلامية "حماس" هي استمرار المشروع الوطني لتحرير الأرض الفلسطينية بعد دخول منظمة التحرير مراحل المساومات السياسية التي لم تأتي بنتيجة". وفي حديث لـ[color=red]"فلسطين الآن"[/color]، أضاف جقمان "يمكن القول إن حماس التقطت راية المقاومة التي سقطت من يد المنظمة بالإنابة عن الشعب الفلسطيني ككل، مع التنويه أن برنامج حماس السياسي مر منذ ولادتها أيضا بمراحل مختلفة، لكنها حافظت على شموليته وفق الظروف المحيطة، وكان هذا في قمة الذكاء". وتابع "هذا أمر أمكن ملاحظته بما يتعلق بحماس أسوة بحركات سياسية أخرى، فعلى سبيل المثال -لا الحصر- يوجد فارق في الموقف السياسي العملي لدى حماس عند انشائها مقارنة مع موقفها في الأعوام الأخيرة. وإذا نظرت إلى ميثاقها، هو كما قالت حماس نفسها "كُتب في غمرة الصراع"، فليس برنامجا سياسيا واقعيا. وأشار إلى أن "موقف حماس واضح وصريح أنها تقبل بحل الدولتين على حدود 67 -على الأقل- كحل مرحلي، دون أن تعترف بإسرائيل وليس مطلوب منها أن تعترف، فهي عندما اعترفت بمنظمة التحرير لم تطلب من كافة الاحزاب الإسرائيلية الاعتراف بها". ولفت إلى أن حماس "وظفت فشل الخيار السياسي لصالحها، ولو كان هناك نجاح سياسي مقبول، لاختلف الأمر، وأعتقد أن حماس كانت ستتصرف بشكل مختلف أيضا... فشل المشروع السياسي للسلطة وبروز برنامج المقاومة مرة أخرى كخيار وحيد أمام الشعب الفلسطيني، شكل قاعدة متينة ارتكزت عليها حماس شعبيا وسياسيا، ظهر هذا بشكل جلي خلال الانتخابات المحلية عامي 2004 و2005 والتشريعية أوائل 2006، فحصدت موقعا متقدما، وتفويضا شعبيا عزز من قوتها ودورها على مختلف الصعد". [color=red][b][title]تجاوز الانقسام[/title][/b][/color] ويشدد د. جقمان أن "الشعب الفلسطيني من ناحية المبدأ ضد الانقسام الحاصل. أسبابه داخلية وخارجية، إضافة لما يُعرف بــ"شروط الرباعية"، وهي بالأصل شروط إسرائيلية جرى تسويقها أمريكيا وأوروبيا، هدفت لخنق حماس ونزع الشرعية عنها... هذه الشروط أهم أسباب الانقسام لأنها عززت الفريق الذي لم يقبل مبدأ "تداول السلطة"، كما لا يمكننا تجاوز دور التحالفات ومصادر القوى العربية والإسلامية لدى كلا الطرفين. ويتابع "الفُرقة دون أدنى شك أثرت على المجموع الفلسطيني، وعلى نخبته السياسية، وحماس ركن أساسي في الحياة الفلسطينية برمتها، ففي الوقت الذي اعتبرت فيه أن سيطرتها على غزة جاء لحماية الشرعية التي حازتها شعبيا، أصيبت الحياة السياسية بشلل تام، فأقال الرئيس حكومة الوحدة الوطنية (حكومة 11) وتعطل المجلس التشريعي، وعاش الشعب فوضى عارمة طالت كافة مناحي الحياة". وأضاف "العوامل التي ذكرتها سالفا جعل للوحدة الوطنية وللمصالحة أكثر من تعريف، البعض يرى أنها تحصل بتشكيل حكومة متفق عليها، وآخرون يعتبرون الانتخابات مدخلا لها.. لكنني شخصيا أستبعدها في المنظور القريب... ما جرى توقيعه في القاهرة مثلا يتحدث عن دمج الأجهزة الأمنية في الضفة وغزة، فكيف يمكن ذلك بوجود الاحتلال الإسرائيلي؟ من يضمن أن إسرائيل لن تقوم باعتقال عناصر حماس المدمجين في تلك الأجهزة، فهي تعتقل نواب المجلس التشريعي، فكيف برجال أمن تنسبهم لحماس!!". [color=red][b][title]بين غزة والضفة[/title][/b][/color] ويشير د. جقمان إلى ظروف حماس في الضفة الغربية وقطاع غزة، قائلا "يوجد فارق كبير بين غزة والضفة، فالجميع يعلم أن حماس في الضفة مستهدفة بشكل كبير من الاحتلال والسلطة، مثال ذلك الاعتقال السياسي، وهي في موقف لا تحسد عليه سياسيا وميدانيا وما عزوفها عن المشاركة في الانتخابات المحلية لا خير دليل على ذلك، فلا ضمانة لمرشحيها وحتى من سينتخبها بعدم الملاحقة على يد السلطة والاحتلال". أما في غزة فالوضع مختلف، فرغم أن القطاع ما زال تحت الاحتلال والحصار، وهناك فقدان للسيادة على المعابر وفي الجو والبحر، لكن حماس أسست واقعا سياسيا يشكل لها مصدر قوة، رغم المقاطعة من معظم الأنظمة العربية للأسف والغربية التي لا تستطيع تجاوز الحصار السياسي الذي فرضته أمريكا نيابة عن الاحتلال. ميدانيا، سلطة حماس وفرت جوا من الأمن والأمان الشخصي الذي كان مفقودا إلى درجة كبيرة قبل ذلك لأسباب يعرفها الجميع.. أقول أن الوضع هناك ليس مثاليا، إلا أن توفير الأمن مهم، لتبقى المشكلة الأخطر وهي الحصار الإسرائيلي بهدف تجويع وتركيع الشعب الفلسطيني لدفعه للانتفاض في وجه السلطة الحاكمة. [color=red][b][title]نصائح لحماس[/title][/b][/color] ويختم جقمان قوله، بتأكيده أنه "ليس مطلوبا من حماس أن تعترف بإسرائيل وموقفها في ذلك دقيق تماما. بل عليها أن تبقى مستعدة للدفاع عن نفسها وشعبها أمام أي عدوان إسرائيلي محتمل كما جرى في غزة مؤخرا، وهذا بدرجة ما تم وهو مستمر، وحتى لو لم تكن ندا لإسرائيل رابع أكبر جيش في العالم، لكن توفير قوة ردع في هذه المسألة أمر مهم، وهو متوفر نوعا ما أيضا". ويضيف "النصيحة الثانية هي أن تقدم نموذج في الحكم يصلح للعامة، وبالتالي على سياستها الداخلية والاجتماعية أن تأخذ بعين الاعتبار كافة المنظومات المعمول بها وتحديدا ما يتعلق بتعزيز حقوق الإنسان، فخلاف ذلك سيخلق بؤر كبيرة من عدم الرضى الداخلي، ويعيقها على إكمال مشروعها الوطني.. إن القيم الدينية المتسامحة والسمحة الوسطية أفضل أن تسود دون الغلو والتشدد، وعلى حماس أن تقدم نموذج حكم صالح في السياق الاجتماعي، بحيث تكسب الرأي العام الداخلي والخارجي".