26.09°القدس
25.64°رام الله
24.97°الخليل
24.57°غزة
26.09° القدس
رام الله25.64°
الخليل24.97°
غزة24.57°
الأحد 26 مايو 2024
4.63جنيه إسترليني
5.16دينار أردني
0.08جنيه مصري
3.97يورو
3.66دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.63
دينار أردني5.16
جنيه مصري0.08
يورو3.97
دولار أمريكي3.66

خبر: الصهاينة لا يعبدون الأحزاب

لا قداسة للأحزاب في دولة الصهاينة، ولا قيمة لأي تنظيم سياسي مهما علت سمعته، ومهما كانت انجازاته التاريخية، الأهم لدى الصهاينة مصلحة الدولة التي يأكل الحزب من خبزها، ويعيش قادة التنظيم في كنفها، لذلك، لا عقد زواج أبدي بين الحزب وبين الجمهور، ولا ولاء مطلق للحزب الذي يعمل الشخص في إطاره، بحيث يمكن التخلص من الحزب إذا اختلفت رؤية الشخص السياسية عن رؤية الحزب أو التنظيم. قبل اعتزاله الحياة السياسية انشق "إيهود باراك" عن حزب العمل الإسرائيلي، وهو في قمة الهرم، وشكل حزباً جديداً تحت اسم "عتسمئوت"، لقد حاكى مؤسس دولة الصهاينة "ديفيد بن غريون" الذي انشق عن حزبه الذي قاد العمل السياسي للعصابات اليهودية في أحرج الأوقات، ليشكل حزباً جديداً تحت اسم "رافي"، وقد انشق "شارون" عن حزب الليكود وهو في قمة الهرم، ليشكل حزب "كاديما" وكذا تفعل "ليفني" هذه الأيام، وهي تتخلى عن حزب "كاديما" بعد فشلها في الانتخابات الداخلية، لتشكل حزباً سياسياً جديداً، يضم زعيم حزب العمل السابق "عمير بيرس" وطالما كان الولاء للدولة هو الأهم، فقد صار المنتمي لأي حزب صهيوني لا يرى في نفسه الممثل الشرعي والوحيد لمصالح اليهود، لقد استبدلوا التفرد بالمشاركة، حتى صار تبديل الأحزاب لدى الصهاينة أقرب إلى تبديل الملابس الضيقة، ولا غضاضة لديهم في ذلك، لإدراكهم أن سنة الحياة هي التغيير، وأن التغيير حراك حزبي يناقض الجمود، وأن الجمود هو الانكفاء على الحزب التاريخي المعبود، وتقديس قادته. في دولة الصهاينة يتنافسون على خدمة الوطن، ومثلما رفعوا الشخص إلى درجة رئيس وزراء، فإنهم يبعدونه عن الرئاسة بلا تردد، إذا كان بقاؤه على الكرسي يضر بمصلحة الوطن، والصهاينة يحترمون الرأي الآخر، ولا يحاربون المنافس السياسي، ولا يرون فيه عدواً. أما في فلسطين فإنهم يتنافسون على خدمة الحزب، حتى صار الانتماء للحزب أو التنظيم أكثر أهمية من فلسطين، وصار التقرب إلى رئيس التنظيم أكثر أهمية من الوفاء للوطن، وصار الاعتراض على مواقف التنظيم السياسية خيانة، وصار الرأي الآخر تجديفاً، فالتنظيم لا يأتيه الباطل أبداً، والقيادة قديرة في كل زمان ومكان. لدى الصهاينة تنخسف الأرض بالرئيس إذا تقاعس عن خدمة المواطن، وإذا فرط بحبة من ترابه، فالرئيس الصهيوني خادم ذليل لمصالح الوطن والمواطن. أما في فلسطين؛ فإن الأرض تنخسف بالمواطن إذا تقاعس عن خدمة الرئيس، أو تجرأ على انتقاده، ولا يصير المواطن صالحاً إلا إذا مجد الرئيس، وهتف بحياته سراً وعلانية، لأن التربية الحزبية في فلسطين قد اختزلت الوطن في شخص الرئيس.