21.34°القدس
20.66°رام الله
19.97°الخليل
22.1°غزة
21.34° القدس
رام الله20.66°
الخليل19.97°
غزة22.1°
الأحد 19 مايو 2024
4.69جنيه إسترليني
5.23دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.04يورو
3.7دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.69
دينار أردني5.23
جنيه مصري0.08
يورو4.04
دولار أمريكي3.7

خبر: مسرحية نادى القضاة!

يبدو أن المستشار أحمد الزند يكتشف في نفسه كل أسبوع موهبة جديدة، فبعد موهبة الخطابة التي حولته إلى ميكروفون متحرك يصدر خطبة عصماء كل يومين تقريبًا، وهى أشبه بخطب العقيد القذافي تمتد أحيانًا لعدة ساعات متوالية، وهى ظاهرة ليس لها شبيه في تاريخ القضاء وناديه، اكتشف بعدها أنه زعيم سياسي يهدد ويتوعد هنا وهناك وأنه لن يسمح بكذا ويحذر فلانًا وينذر علانًا ويقود مسيرة لمحاصرة دار القضاء العالي لتكرار محاولة حبس النائب العام في مكتبه التي قام بها بلطجية قبل أسبوعين وأثارت استهجان الرأي العام، وأخيرًا اكتشف الزند موهبة التمثيل، فبعد أن قذفه متظاهر بطوبة أصابته بخدش احتاج إلى نقطة ميكروكروم وخمسة سنتيمتر بلاستر طبى في خده، وقف بين الخلق يعلن أنه بخير طالما مصر بخير، وأن العدوان عليه هو عدوان على الوطن، وأن العدوان عليه لن يجعله يتراجع عن نضاله وموقفه، ولولا أنه لم يحفظ خطبة عبد الناصر في حادثة المنشية لأعاد قراءتها على مريديه: فليقتلوني فقد وضعت فيكم العزة، فليقتلوني فقد غرست فيكم الكرامة!! وصدح الزعيم أحمد الزند قائلاً: لن يثنينا الاعتداء عن التصدي لمحاولات اختطاف الوطن، مرحبا بالشهادة في سبيل الوطن، ولكن الذى لم يدركه المستشار أحمد الزند أن المبالغة في التمثيل تفقد "المسرحية" تأثيرها وتجعلها أقرب لأعمال الهواة التي تفتقر إلى خبرة التمثيل المحكم. عانى المستشار الزند أول أمس من حالة توتر شديدة بعد ما فشلت محاولاته حصار النائب العام في مكتبه، وبعد أن تصدى له المئات من المحامين والقضاة وأحرجوه هو ورجاله واضطروه إلى أن يعود إلى النادي من جديد مكسور الجناح، كما كانت موافقة الشعب المصري على الدستور الجديد، وبفارق كبير، صاعقة أفقدته توازنه، بعد أن حاول أن يفشل هذا الاستفتاء بكل ما أمكنه من الحيل والألاعيب والضغوط، بتحريض القضاة على الانسحاب ورفض الإشراف، وباصطناع لجنة مراقبة خاصة به لإشاعة القلق والادعاءات الكاذبة حول الاستفتاء، الأمر الذى استدعى من اللجنة القضائية العليا للانتخابات أن توبخه لكى يسكت، وتعمده إرسال قضاة من رجاله لكى يحدثوا مشاجرات وتوترات في بعض اللجان الانتخابية بدعوى التفتيش على رؤساء اللجان، فشلت كل محاولاته لوقف الاستفتاء ومنع الشعب من قول كلمته، وفجأة، بعد ساعات قليلة من الحدث الكبير، وجدنا هذه المسرحية التي حدثت أمام نادى القضاة ليلاً، واختطاف ثلاثة شبان تظاهروا أمام النادي بشكل سلمى والاعتداء عليهم وتصويرهم كإرهابيين وأنهم أتوا من فلسطين، لم يقولوا من حركة حماس بالضبط! وأنهم ضبطوا معهم قوائم بأسماء قضاة وشخصيات عامة لتصفيتهم ـ شوف ازاى ـ كما قامت النيابة التي هي الخصم في هذه المسرحية بالتحقيق فيها، ووجهت للشبان الثلاثة تهم البلطجة وقررت حبسهم، رغم أنهم لم يفعلوا ربع ما فعله بعض رجال النيابة من بلطجة حقيقية أمام مكتب النائب العام، تهمة البلطجة وجهت لهم لأنهم تظاهروا سلميًا أمام نادى القضاة، بينما الذين تم ضبطهم بعد مقتل عشرة متظاهرين وإصابة أكثر من مائتين بطلقات نارية عند الاتحادية أخلت النيابة سبيلهم في اليوم التالي مباشرة وجعلوا من المحامي العام الذى فعل ذلك بطلاً يستحق جائزة! والطريف أن نادى القضاة محاصر طوال يوم الواقعة بسيارات الشرطة الكبيرة والصغيرة ومن كل المقاسات، وقد بدأت الفضائح تتوالى، عندما شهد شهود عيان أن إطلاق النار كان من داخل نادى القضاة أي أن وكلاء النيابة هم الذين أطلقوا النار على المتظاهرين، وأن أحد الثلاثة المقبوض عليهم نجل عقيد بجهاز الشرطة، وفشل من قبضوا على الشبان الثلاثة في أن "يلبسوهم" طبنجة أو حتى موس حلاقة. مسرحية متدنية في إخراجها، وتكشف عن حالة هوس حقيقي ومحاولة لاصطناع بطولات زائفة بعد الهزيمة التاريخية التي ألحقها الشعب المصري بجناح أحمد الزند في نادى القضاة، وأتصور أننا قد نطالع في الفترة المقبلة مسرحيات شبيهة بتلك من خلال بعض النشطاء والقيادات السياسية والنقابية والإعلامية.