18.34°القدس
18.1°رام الله
17.19°الخليل
16.88°غزة
18.34° القدس
رام الله18.1°
الخليل17.19°
غزة16.88°
الخميس 24 ابريل 2025
4.84جنيه إسترليني
5.14دينار أردني
0.07جنيه مصري
4.13يورو
3.65دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.84
دينار أردني5.14
جنيه مصري0.07
يورو4.13
دولار أمريكي3.65

خبر: فتح عباس والرصاصة الأولى !!

بينما أنا في طريقي عائد من عملي في وقت متأخر من المساء , صعد السيارة شخصان ينتميان لحركة فتح ، وبدأ الاثنان يتحدثان عن المساحة (الشاسعة) لأرض السرايا التي سيقام عليها الاحتفال الفتحاوي في ذكرى انطلاقة الحركة الثامنة والأربعين وكأنها أرض لا نعرفها ولا نعرف لها حدوداً حتى ظننت أن الساحة التي يتحدثون عنها ليست إلا أكبر ساحة في العالم ومقرها العاصمة الصينية أو الهندية . وبصراحة فقد شعرت أن الأمر مقصود وأنهم يريدون إيصال رسالة لكل من يتواجد في السيارة بأن أرض السرايا التي سمحت الحكومة الفلسطينية لحركة فتح إقامة احتفالها عليها أكبر بمرات عديدة من أرض الكتيبة الخضراء التي أقامت حماس مهرجان انطلاقتها الخامسة والعشرين عليها وحشدت خلاله وحسب وسائل إعلام فتحاوية ومستقلة وعالمية ما يربو على نصف مليون مشارك . ليس هذا موضوعنا بقدر ما استفزني الحديث الفتحاوي المتكرر عن المقاومة وعن شرعية الرئيس أبو مازن كقائد لهذه الحركة (حركة التحرر والتحرير) وهو الذي يرفض في الليل والنهار في السر والعلن ومن فوق الطاولة ومن تحتها المقاومة وما قرّب إليها من قول وعمل, وما تصريحاته الأخيرة بتسليم مفاتيح المقاطعة لنتنياهو في حال فشلت المسيرة العبثية التي يحاول إحياءها بعد موات إلا دليل على عقلية هذا الرجل الذي يفتخر أنه لم يحمل مسدساً في حياته . صورة السلاح "الكلاشينكوف" الموجود في شعار انطلاقة الحركة تثير كثيراً من علامات الاستفهام، وكيف أن حركة يقودها أبو مازن ويقول ما يقول بشأن المقاومة وتضع مثل هذه الصورة في شعار مهرجان انطلاقتها هكذا قلت لهم وطلبت التفسير .. بدأ الاثنان بالتلعثم تارة والحديث تارة عن البرجماتية التي يتمتع بها أبو مازن وأنه ليس رجلاً عسكرياً فهو سياسي محنك ، وأن فتح متمسكة بالمقاومة وأنها هي الرصاصة الأولى هنا كان لابد لي من تدخل , فعلى ما يبدو أن الجماعة لا يعلمون عن الطبخة شيئاً . وأقول إن السياسي الذي لا يستند إلى القوة ضعيف وآيل للسقوط وليس له أي قدرة على الوقوف ومواجهة الآخرين, هذا في حال السلم فما بالنا بحالتنا الفلسطينية والاحتلال يقضم الأرض ويهود المقدسات ويعتقل خيرة الشباب ويقتل الأبرياء هنا وهناك فأبو مازن جعل من نفسه لعبة في يد الاحتلال يتقاذفها قادته متى شاؤوا وكيفما شاؤوا . أما بالنسبة للمقاومة فالحرب عليها واضحة في المناطق التي تقع تحت سيطرة عباس الذي صرًح قبل أيام لصحيفة هآرتس أنه منع ولم يسمح لأحد القيام بأية أعمال(عنف) سواء كان من حماس أو غيرها وأنه لن يسمح لها بفعل ذلك في المستقبل . فبالله عليكم أيها الفتحاويون الشرفاء فسروا لي هذا التناقض العجيب شعار انطلاقتكم فيه صورة السلاح وقائدكم وأجهزته الأمنية تصادر السلاح من يد الحمساوي وغير الحمساوي في الضفة التي ينهش جسدها الاحتلال ويعتدي على أراضيها المغتصبون ليل نهار !!! كيف لكم أن تخرجوا وتهتفوا للمقاومة وفي ذات الوقت تهتفوا للرجل الذي يفتخر أنه لم يكن مقاوماً في يوم من الأيام .. كيف لكم أن تهتفوا باسم زعيم يفتخر بمحاربته للمقاومة وإحباط عملياتها وانتم تنادون بالمقاومة وترفعون صورة السلاح في ذات الوقت ؟؟! كيف لكم أن تؤكدوا على شرعية رجل أعطى شرعية للاحتلال الإسرائيلي على أرض فلسطين ؟؟!! وكيف لكم أن تقولوا فلسطين وطننا وفي ذات الوقت تهتفون للرجل الذي قال إنه من صفد ولن يعود إليها ؟!! لقد عرفتم أيها الفتحاويون الشرفاء وخلال معركة الشعب الفلسطيني الأخيرة مع الاحتلال أن المقاومة وحدها هي التي تحرر الأرض وهي التي توحد الشعب وهي الكفيلة وحدها بإتمام المصالحة بين أبناء هذا الشعب الذي اعتصم بحبل الله وسار تحت راية المقاومة المتوحدة المتراصة في الميدان . أدعوكم أن تهتفوا للمقاومة في مهرجانكم يوم الجمعة في غزة .. وتهتفوا ضد مشاريع التسوية والعبث بالقضية الفلسطينية ، وألا تخرجوا من أرض السرايا بعد انتهاء مهرجانكم إلا وقد عزمتم النية على العودة إلى أيام الطلقة الأولى والرصاصة الأولى وإلى الخط الذي ارتضاه شعبكم للوصول إلى أهدافه وتحرير أرضه . لتجبروا قياداتكم على الرحيل عن قيادة سفينة حركتكم إن لم يتراجعوا عن مسيرتهم السياسية العبثية القائمة على وأد المقاومة وإعطاء الشرعية للوجود الصهيوني على أرضنا. ففلسطين لنا كلها وإن ارتضينا بحل جزئي بإقامة دولة على حدود 1967 فهذا لا يعني أننا قد تنازلنا عن باقي فلسطين للصهاينة كما أراد أبو مازن حين قال في الأمم المتحدة أنه لا يريد أن ينزع الشرعية عن إسرائيل ولكنه يريد العيش معها جنباً إلى جنب . أيها الفتحاويون إن عدم قدرتنا على تحرير كل أرضنا اليوم لا يعني بأي حال من الأحوال أنه باستطاعتنا التنازل عنها لعدونا للأبد ، فلا يجوز لنا أن نحرم الأجيال القادمة من شرف تحريرها وتطهيرها من دنس المعتدين .. كل عام وشرفاء فتح بألف خير .. كل عام ومقاوموها بكل خير والخزي والعار لمن باع وفرط وتنازل .