يعتبر "سوق الأربعاء" بمحافظة خان يونس جنوب قطاع غزة من أهم وأشهر الأسواق الشعبية في القطاع، ويحظى باهتمام كبير من جميع قطاعات المجتمع، وتكتظ ساحاته بالرواد المختلفين والبائعين المتمرسين والتجار الموزعين. ويحمل السوق اسمه من اليوم الذي يقام فيه، ويعتبر يوماً أسبوعياً مميزاً ومعلماً رائداً، إذ يعقد بالقرب من دوار "أبو حميد" وسط المدينة منذ عشرات السنين. ويبدأ الباعة أو ما يعرف بأصحاب البسطات بعد عشاء الثلاثاء التجهيز لعرض بضاعتهم في أماكن مخصصة لهم بشكل منظم ومرتب، فيما يتوافد آلاف المتسوقين على السوق مع ساعات صباح الأربعاء الأولى. بضائع متنوعة وتتجاوز مساحة السوق _حسب بلدية خان يونس_ لأكثر من 2 كيلو متر، وهو يضم أقساماً متعددة؛ جزء منها مخصص للخضراوات والفواكه وأخر للأسماك والأدوات المنزلية وألعاب الأطفال والملابس والأحذية ويوجد قسم خاص يعرف بالسوق المصري يحوي بضائع مصرية متنوعة تجذب جزءاً غير قليل من مرتادي السوق. ويضم السوق أيضاً أدوات التراث الشعبي القديم مثل الأواني الفخارية والخشبية البسيطة التي تستخدم للزينة والديكور، كذلك باعة الأثاث المنزلي والمكتبي القديم، وباعة منتجات سعف النخيل من سلال وحصير، علاوة على بيع الأشتال النباتية المختلفة. كما يوجد مكان لبيع الطيور بأنواعها، ومكان لبيع الحلويات الشعبية والمكسرات، بالإضافة إلى العديد من المعروضات التراثية القديمة كالعملات المعدنية والطوابع. ويلفت انتباه المتسوقين باعة من كبار السن رجالا ونساء، ويعتبر السوق بمثابة مهرجان أسبوعي للتسوق، وميدان شريف للتنافس في الأسعار لجذب الزبائن. وتعتبر بعض المنتجات التي تعرض في السوق من الصناعات الشعبية التي مازالت قائمة فهي تعكس مهن أهل المحافظة وتدل على وفرة التنوع المعيشي. قلبه معلق بالسوق أحد بائعي الخضروات والفواكه ويدعى أبو حسن شراب يبيع في السوق منذ أكثر من عشرين عاما، قال إنني نادراً ما أنقطع عن القدوم للسوق منذ بدأت العمل فيه، مبيناً أن ذكريات شتى ارتبطت ببسطته التي عكف على الكسب منها خلال العقدين الأخيرين. وذكر الستيني شراب أن البيع في السوق يتراوح بين المد والجزر ففي بعض أيام نبيع كل البضاعة التي نعرضها وفي أيام أخرى فإن المعروض لا يباع وهذا الأمر يتشكل حسب الوضع المعيشي في قطاع غزة. يذكر أن أسعار السلع والمنتجات تناسب جميع الفئات وخصوصاً أصحاب الدخل المنخفض. أسعار منافسه من جهته ذكر التاجر محمد شبير، أن القادمين إلى السوق الشعبي من جميع مناطق المدينة يلاحظون انخفاض الأسعار مقارنة مع الأسواق المماثلة حيث إن أسعار الملابس والمواد التموينية أقل بكثير من قريناتها في المناطق الأخرى. ويكشف بأن عدداً من تجار المحلات يرتادون السوق للتزود بالبضائع بأسعار منخفضة لبيعها في محلاتهم الراقية لجني فرق الأرباح. أما أم محمد كساب بائعة الملابس في الركن المصري فتقول إنها اعتادت على المجيئ إلى السوق للبيع فيه منذ ما يزيد عن عشرين عاماً، وتعتبره من أهم ضروريات حياتها حيث أنها تقتات وعائلتها من وراء البيع في السوق إذ أنها تعيل عائلة مكونه من سبعة أفراد. وأشارت إلى أن سوق الأربعاء من أهم معالم خان يونس القديمة الحديثة حيث قامت البلدية في الآونة الأخيرة بناء سوق داخل سوق الأربعاء ليبقى عامراً بالزبائن طوال أيام الأسبوع، ويعتبر أغلب رواده من محدودي الدخل والمتوسط. وتعد الأسواق الشعبية من أهم المعالم في مدن ومخيمات قطاع غزة وتقام في كل يوم من الأسبوع في مدينة أو مخيم، إلا أن سوق الأربعاء يرتاده آلاف المواطنين من خان يونس وخارجها.