خبر: قيادة حماس على أعتاب 2013م...مهام و مخاطر..!!
31 ديسمبر 2012 . الساعة 04:10 م بتوقيت القدس
والعالم على عتبة الدخول في عام جديد عام 2013م بكل ما سيحمله للبشرية من آمال وآلام، من تقدم أو تأخر، من حروب أو سلام، من علوم أو اكتشافات، من تحقيق أمنيات وولادة أخرى، من ولوج مستقبل يلفه الغموض أو الدلف نحو نور في نهاية نفق مستقبل كل منا أفرادا أو جماعات، أحزابا أو دول، يحق لنا أن نستقرئ الأحداث عمن نحب، محيطه وأحواله متوقعين مستقبله يحثنا الأمل وتحذونا البشريات. وهنا نتحدث في آخر أيام هذا العام عن رأس حربة المقاومة في فلسطين، هذه الحركة التي ها هي تطوي آخر صفحة من كتاب هذا العام بانتصار مجلجل في سماء أمجاد شعبنا المجاهد والمرابط، وبإقبال محمود على المصافحة والمصالحة ولم شمل صفنا فتسهل احتفال فتح بانطلاقتها وتعفوا عمّن أجرم من أبناء فتح وتسمح للفارين منهم بالعودة وتتقدم بخطوات واسعة تجاه المسامحة وجلاء الصدور الغاضبة. ها هي حماس تصل الليل بالنهار كي تصنع أقداماً من أسنة البنادق ورؤوس الصواريخ لتنهض المقاومة في الضفة المحتلة وتأخذ دورها المحتوم في خوض معركة التحرير التي تبدأ من هناك وتنتهي في باحات الأقصى إن شاء الله. ها هي حماس وعلى أعتاب عام جديد تعمل على استكمال انتخاباتها الداخلية الدورية والعادية لدورة السنوات الأربع القادمة، لاختيار قائد جديد أو التجديد لقائد مجلل بالانتصار والفخار، في خضم أيام حبلى بالأحداث الجسام، سواء على صعيد المحيط العربي المدجج بالربيع العربي كما بقلاقل المخاطر والفتن. أو على الصعيد الإقليمي المرشح لإفراز صدامات عسكرية بناء على الإصطفافات التي ولدها الربيع العربي، أو على الصعيد الصهيوني الذي كلما تعاظم وانتفش ريشه قلمتها المقاومة رغم الضعف الذي يعتري أعداؤه الكبار المفترضين مثل مصر وسوريا. هذه الأحداث الجسام وعلى أعتاب العام الجديد تتطلب قيادة قوية لحماس المقاومة قادرة على تحمل تبعات ومخاطر الأحداث القادمة وما يستلزمه ذلك من اتخاذ قرارات صعبة وحساسة ومتوازنة لكنها في ذات الوقت حاسمة. لا شك أن الانتخابات الداخلية لحركة حماس أفرزت قيادة قوية وكانت على قدر المرحلة خصوصا بعد خروجها منتصرة من جولة حجارة السجيل، ونأمل أن تواصل هذه القيادة هذا الاقتدار لتكون على قدر التحدي لما هو آت .. وعلى قيادة حماس في العام الجديد الإجابة عملياً على العديد من التساؤلات وعلى أكثر من صعيد ومستوى .. [title]أولاً/ على صعيد التنظيم الداخلي: [/title] وهو التحدي الأول الذي سيبقى يواجه القيادة الجديدة لجهة: o أولاً مواصلة تعزيز وحدة الصف وتعظيم صفوف التنظيم عبر زيادة القدرة على الاستيعاب الكمي والكيفي والنوعي بمزيد من التجويد والإتقان. o وثانياً تكثيف محاولات تنمية وتطوير قدرات التنظيم وأبنائه قادة وكوادر وأفراد. o وثالثاً التوسع في تنمية الموارد الاقتصادية للتنظيم لسد الاحتياجات المتزايدة لتعاظمه المتزايد وحاجاته المتعاظمة. o ورابعاً مواصلة مشوار تعظيم وتوسع جناحها العسكري ورفده بأجيال جديدة من الكفاءات العلمية والعملية وتجديد دماء قادة ألويته وكتائبه وفصائله وما دونها والتخلص من حالات التكلس التي تشهدها بعض هذه المواقع القيادية، ورفع قدرة جناحها العسكري على استيعاب والقدرة على استخدام أسلحة أكثر تطورا وحداثة لمواجهة التفوق النوعي للعدو الصهيوني. والعمل على التزود بمختلف أنواع الأسلحة الحديثة القادرة على الوصول إلى كل بقعة في فلسطين المحتلة تحسبا لأي أعمال عدوانية جديدة أو تصرفات صهيونية جنونية قد تسبق الطوفان الذي سيغرق هذا الكيان ويزيله من الوجود... o وخامساً رفع كفاءة التنظيم بشكل كلي ومؤسسي من حيث القدرة على نظم القدرات المتنوعة التي تزخر بها صفوف أبناء التنظيم ضمن خطة أكثر قوة وقدرة وشمولا وضمن تشكيلات وتجمعات إبداعية وغير تقليدية وصولا إلى جعل الثقافة والوعي الديني والسياسي والوطني التي يتمتع بها أبناء التنظيم ثقافة عامة لكافة شرائح المجتمع، وغيرها من التحديات. كما لجهة استثمار كل هذه الطاقات وهذا التنوع العلمي والثقافي لأبناء التنظيم عبر سياسة أكثر انفتاحا في بناء المؤسسات بشكل هرمي أكثر انضباطا ومهنية، وتوزيع المهام والمسؤوليات وجعل المشاركة في المسؤولية وحمل الأعباء استراتيجية اكثر منها اجتهادا أو مزاجية. o وسادساً رفع قيمة النزاهة والشفافية وطهارة اليد ونزاهة الأداء عبر منح مزيد من الصلاحيات للمؤسسات الرقابية لجعلها أكثر قدرة وأهلية على المحاسبة والمكاشفة وتجويد الأداء والقضاء على التسيب والترهل في مؤسسات الحركة إن وجد. [title]ثانياً/ على الصعيد الفلسطيني: [/title] وتواجه قيادة حماس في هذا المجال: o أولاً اختبار إتمام فصول المصالحة الداخلية وتحقيق الحلم الفلسطيني بالتوحد في ميدان المقاومة لهذا الاحتلال الذي يتنكر لكل شيء حتى لعباس وسلطته وكل ما بينهما من اتفاقات. o وثانياً مواجهة التبعات الخطيرة والمصيرية لإعلان عباس الإفلاس السياسي وفشل كل خياراته التفاوضية في رسالته التي وجهها إلى نتنياهو والتي هدد فيها بإعادة المسؤولية للاحتلال الصهيوني عن الضفة المحتلة بكل ما يحمله كل ذلك من مخاطر ومسؤوليات عن الشعب والوطن أولا ولسد الفراغ الذي سيولده غياب السلطة كمظلة سياسية شرعية ثانيا. o وثالثاً العمل على توحيد مختلف فصائل العمل الوطني والإسلامي على القواسم المشتركة لأهداف الشعب الفلسطيني تخفيفا لحدة مظاهر الانقسام وجمعا للصفوف في وجه العدو ومخططاته، الأمر الذي يستلزم من حماس العمل على بناء تعاقد اجتماعي جديد مختلف عن العقد الاجتماعي الذي بلي واثبت فشله منذ إقامة م.ت.ف حتى الآن، بما في ذلك إعادة النظر في أساليب وأشكال فرز النخب الحاكمة أو المسيرة لشؤون شعبنا الفلسطيني في ظل الاحتلال والحصار. o ورابعاً العمل على تصويب الأداء لحكومة غزة لجهة التخلص من كل أشكال العبء الإداري والمالي على الحكومة وضبط دوائر خدمات الجمهور في كافة الوزارات لجعلها أكثر كفاءة ونزاهة وقدرة على الانجاز وخدمة الناس وتحقيق الوعود والبرامج والخطط الحكومية . o وخامساً مواصلة مشوار الوفاء لجماهير شعبنا عبر استكمال العمل على توحيد مختلف أجنحة فصائل المقاومة تحت مظلة واحدة جامعة ذات إستراتيجية واضحة وتكتيكات متناغمة قادرة على التصدي لمخططات العدو برد العدوان وتوجيه الضربات المؤلمة له وتحقيق آمال شعبنا بالحرية والتحرر من الأغلال، الأمر الذي يتطلب جهدا مضاعفا لإحياء وتفعيل المقاومة في الضفة والقدس المحتلة كجبهة حقيقية لمواجهة الاحتلال. o وسادساً العمل على اعتماد سياسة أكثر براغماتية وانفتاحية على الكل الفلسطيني فصائل وأحزاب وشعب فلسطيني في الداخل والخارج وخاصة في المنافي والشتات "على أساس خيارات فلسطينية وطنية متجددة عمادها البرنامج الوطني الائتلافي الحقيقي والسعي لإشراك الجميع في قيادة العمل الوطني الفلسطيني، وكسر حالات الهيمنة والتفرد لأي لون سياسي لصالح برنامج الإجماع الوطني" لجهة توحيد كافة طاقات شعبنا في سبيل تحقيق أهدافه وغاياته بالحرية والعودة والاستقلال. [title]ثالثاً/ على الصعيد العربي:[/title] والتحديات على هذا الصعيد تأتي في بعدها الاستراتيجي بكل ما تحمله من ايجابيات وسلبيات. فعلى صعيد دول الربيع العربي والتي أيدتها حماس بقوة بعد نجاح الربيع فيها بإزاحة أنظمتها الاستبدادية لصالح أنظمة أخرى تميل في غالبها إلى الاتجاه الإسلامي، فالآمال المعقودة على هذا الربيع العربي تحمل في باطنها جملة من المخاطر ليس أقلها : - أن تعمل القوى الاستعمارية على إبقاء هذه الدول وعلى رأسها مصر في حالة من الضعف والانكفاء على همها الداخلي بما تزرعه من فتن وخلافات سواء سياسية أو أزمات اقتصادية أو حتى فلتان أمني..الخ ووضع ليبيا عنا ليس ببعيد فرغم أنها ليست دولة مواجهة وتعتبر من دول الأطراف فهي مهددة بالتقسيم عبر إعلان بعض الأقاليم الاستقلال ضمن نظام فدرالي الأمر الذي يعززه انتشار السلاح وبشكل كبير مع مختلف القبائل. والأمر ينطبق على تونس ولكن بشكل مختلف فالدولة ضعيفة سياسيا نظرا للصراع الخفي بين الإسلاميين والموروث العلماني واليساري الطويل، ونظرا لمحدودية موارد الدولة ما يضعف تأثيرها السياسي. أما اليمن والتي ما زالت ورغم الثورة فيها تعتبر محمية خليجية أو بالأحرى سعودية وتغيير النظام فيها معقد وتأثيراته على القضية الفلسطينية ستبقى في المدى المنظور ضعيفة. الأمر الذي يفرض على عاتق قيادة حركة حماس الجديدة تحديات كبيرة لجهة بذل مزيد من الجهود لمضاعفة تجنيد التأييد والدعم والإسناد الحكومي والشعبي وصولا إلى النجاح في تجييش الأمة باتجاه القضية الفلسطينية وتوحيد بوصلة جميع الأحرار عربيا وعالميا باتجاه القدس مدينة السلام. [title]رابعاً/على الصعيد الصهيوني:[/title] وهو أخطر الصعد وأعقدها، والتحدي هنا على شقين، الشق الأول يتعلق بتوفير القدرة على رد العدوان وإفشال المخططات والسيناريوهات للاستفراد بالفلسطينيين وقضيتنا العادلة. والشق الثاني يتعلق بتعظيم زخم أجواء المناصرة والتأييد التي تحظى بها القضية والشعب الفلسطيني في مختلف المحافل وبين شعوب ودول العالم، وزيادة العزلة التي بات يعانيها كيان العدو. وذلك من خلال زيادة الجهود لنزع الشرعية عن هذا الكيان المفضية إلى إضعاف مكانته السياسية والحد من قدرته ككيان ومن قدرة قادته على التحرك بحرية في مختلف أنحاء العالم ومحافل صنع القرار فيه، وذلك من خلال تثبيت صورة كيان العدو ككيان يتبع سياسة الفصل العنصري، والتركيز بشكل موسع قانونيا على جرائم الحرب التي يرتكبها كيان العدو والتوسع في وصفها بأنها جرائم ضد الإنسانية، كي يصبح كيان العدو عبارة عن كيان منبوذ، وهو ما يفضي إلى عزلته المطلقة في مجالات الدبلوماسية والاقتصاد والثقافة والأكاديمية والفن وغيرها، ولا يكون ذلك إلا بتخطيط ومأسسة هذا التحرك عبر المحافل القانونية والدولية . الأمر الذي سيحد لا محالة من قدرة جيش العدو على التمادي بعدوانه على أي من الجبهات. كما يمكن لحركة حماس ومن خلفها كل قوى المقاومة العالم العمل على الإستقواء بأجواء الربيع العربي من جانب، وانهيار ما يسمى بمسيرة السلام العربية تجاه العدو من جانب آخر، ومن جانب ثالث ضعف الولايات المتحدة الشديد وتراجع نفوذها في العالم لجهة فرض مزيد من العزلة ونزع الشرعية عن الكيان للوصول بالعالم إلى القناعة بضرورة زوال هذا الكيان السرطاني لأنه بات يشكل عبئا كبيرا وتهديدا لمصالح الغرب، هذا عدا عن الجانب السياسي والفكري والثقافي. عام يمضي وعام يقبل والأعمال لا تنتهي ولا تنقضي، والقضية الفلسطينية بحاجة لمزيد من الجهود والتجويد، وشعبنا بحاجة أكثر من أي وقت مضى لتوحيد الجهود كافة تحت مظلة جامعة تأخذ بيديه نحو النصر والتمكين.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.