وانتهى عام 2012 وابتدأ عام 1434هـ فماذا يمكن أن يقال؟ كل إنسان له زاوية رؤية. وهناك من لا يرى أن شيئا قد حصل. في ألمانيا كنت أراقب رتابة حياة العمال الأتراك لم يكونوا يعيشون الحياة الثقافية، ولماذا خرج المجتمع الألماني من أنقاض حرب كونية ليبني معجزة اقتصادية، هم بثمرتها يتمتعون، ومن وافر فاكهتها يأكلون. العمل الراتب، الطعام، التليفزيون، وشيء من الموسيقى، وربما اجتماع يوم الأحد فهي عطلتهم الأسبوعية، وهكذا فكل عام يعني شيئا لكل إنسان. لفرد كان أصابه بسرطان قاتل. حريق اليورو عند لصوص اليونان، ودخول الدولة الإفلاس. هبوط أمريكا الاقتصادي إلى درجة وضع مريض أمريكي على غلاف مجلة در شبيجل الألمانية مذكرا بنهاية دولة بني عثمان على البوسفور. طيران أربعة طغاة من سطح العالم العربي. هكذا أصبح اسمهم الآن بين معظم العامة وكانوا من قبل هم المبجلون وشموس الواعظين وزينة العابدين ومهجة الصالحين. وهكذا فهي زوايا للرؤية مختلفة. هي كارثة للطرابلسية التي حملت أطنان الذهب، وهي خلود للبوعزيزي ولم يبق منه إلا العظام وهي رميم، وبالنسبة للشعب السوري فالمخاض عسير، والدماء تسيل، والضحايا تسقط، والثكالى تبكي، وأسماء الأسد تصفف شعرها، وضباط الجيش السوري في المدن يقصفون مع قدح خمر وفروج مشوي. إنها زوايا مختلفة للرؤية وكل سيذكر عام 2012 بطريقته. "ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئاً".
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.