لم تستطع الأسير المحرر نسيبة جرادات (30 عاما) من بلدة زبوبا في مدينة جنيين أن تخفي كم المشاعر الهائل الذي تحمله لرفيقات دربها الأسيرات المعتقلات في سجون الإحتلال بعد سبعة شهور عجاف أمضتها في زنازين القهر. جرادات وهي أم لطفلين، همّا: آلاء -11 عام- وبراء -10 أعوام- ولدت في عمّان، لكنها تزوجت في جنين، وأرادت في الوقت ذاته إكمال دراستها الجامعية في الجامعة الأردنية تخصص (معلم صف)، فكانت تحضر للضفة بين حين وآخر، حتى تخرجت وحصلت على البكالوريوس. تضيف "حضرت للضفة في 3/2/2012، وبقيت في جنين شهران، ثم رجعت إلى الأردن لإكمال إجراءات التخرج، وما أن أنهيت أموري، حتى عدت من جديد للضفة يوم 20/6/2012، وهو تاريخ الاعتقال". وتكمل "تفاجأت وأنا على جسر الليمبي بجنود الاحتلال يهاجمونني بطريقة بشعة للغاية، اقتادوني إلى غرفة وحققوا معي ساعتين متتاليات، وسألوني عن سبب تكرار المجيء والذهاب إلى الضفة والأردن أكثر من مرة خلال فترة قصيرة، فشرحت لهم الأسباب، إلا أنهم لم يقتنعوا، واقتادوني بعد تعصيب يدي وعيني ووضعوني في الجيب العسكري". وتتابع "وصلت إلى مركز تحقيق الجلمة، وهناك وضعوني في زنزانة لمدة شهر كامل، مع تحقيق وتعذيب نفسي مميت، لدفعي للاعتراف، وتوجيه تهم لي لا أساس لها من الصحة، ومن ثم تم تحويلي إلى سجن "هشارون". "وخلال فترة اعتقالي لم أرى أولادي، الأمر الذي تسبب لي بمعاناة أخرى من نوع آخر، فكنت دائمة القلق عليهم، وكنت أتمنى رؤيتهم ولو لدقائق معدودة، علها تخفف عني ألم البعد وألم الأسر"، كما قالت. وبعد خمسة شهور من اعتقالها صدر حكم ضدها بالسجن سبعة أشهر، والتهمة مساعدة منظمات جهادية. [title]ظروف سيئة[/title] وحول ظروف السجن والاعتقال، قالت نسيبة لـ مركز "أحرار" لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان: في السجن المعاناة الحقيقية، التي يكتب عن كل منها قصة، وفي السجن المرار والقهر الذي لن يشعر به إلا من ذاقه، فهناك الأسيرات المريضات اللواتي لا يقدم لهن العلاج، وهن بوضع صحي سيء، أمثال الأسيرة لينا الجربوني، هناك الرطوبة والمجاري المفتوحة، وانعدام النظافة، وامتلاء الغرف بالفئران". وأشارت نسيبة في حديثها لموضوع مهم وخطير، وهو وجود الأسيرات الجنائيات مع الأسيرات الأمنيات، الأمر الذي يشكل إزعاجاً للأسيرات الأمنيات، بسبب وضع الجنائيات، وسلوكياتهن المنحرفة، والألفاظ النابية التي تستخدمها. كما تطرقت للتفتيش الذي يمارس عند خروج كل أسيرة للمحكمة، مشيرة إلى أن هذا النوع من التفتيش يسيء للأسيرات ومشاعرهن ويتسبب بالإيذاء النفسي، الذي يخدش كرامتهن. وأضافت "التنقل عبر "البوسطة" أثناء الذهاب إلى المحكمة يشكل لنا معاناة كبيرة، فلا يوجد مكان فيها للجلوس، مع أن الرحلة تستمر لساعات طويلة، رغم أن المحكمة لا تصل مدتها إلى أكثر من ربع ساعة، ومع ذلك تكون رحلة الذهاب والإياب إلى المحكمة عبر تلك البوسطات رحلة محفوفة بالألم والعذاب.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.