13.34°القدس
13.1°رام الله
12.19°الخليل
17.73°غزة
13.34° القدس
رام الله13.1°
الخليل12.19°
غزة17.73°
الجمعة 25 ابريل 2025
4.83جنيه إسترليني
5.11دينار أردني
0.07جنيه مصري
4.13يورو
3.63دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.83
دينار أردني5.11
جنيه مصري0.07
يورو4.13
دولار أمريكي3.63

خبر: حديث ما بعد المهرجان !!

الحمد لله .. مر اليوم على غزة بسلام .. لكن ليس بكل السلام , فالسلام لم يكن حاضراً بشكل كامل بين الشتات الفتحاوي الذي تجمع في أرض السرايا في محاولة أظنها فشلت في إظهار حركة فتح في مظهر يختلف عن الصورة النمطية لفعاليات الحركة التي كانت قبل الانقسام وحتى بعده سواء في الضفة المحتلة أو قطاع غزة . فالأرقام الصادرة من وزارة الصحة التي استنفرت عناصرها وطواقمها تقول أن أكثر من (55) إصابة قد وصلت إلى المستشفيات جراء حالة التجاذب والخلافات التي تطورت لتصبح عراكاً بالعصي والآلات الحادة في ساحة المهرجان الفتحاوي وهناك صور كثيرة تداولتها مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام لبعض هذه الاشتباكات . وما إلغاء حركة فتح لكل فقرات مهرجانها إلا دليل واضح على فشل الحركة في تنظيم مهرجانها وتوحيد صفوفها ولو لمدة ساعتين من الوقت للظهور بمظهر يعبر عن حجم هذه الحركة وتاريخها الطويل مع القضية الفلسطينية سلماً وحرباً كما يقولون . فحالة التجاذب التي سبقت المهرجان بين أجنحة فتح العسكرية حول تأمين أرض المهرجان ، وحالة التجاذب والمناكفة التي شهدتها أرض السرايا قبل عقد المهرجان بأيام بين فتح الرسمية التي يتزعمها عباس وبين أنصار محمد دحلان القيادي الهارب من غزة والمفصول من حركة فتح كانت مؤشراً على ما سيحدث في يوم المهرجان . خلاصة القول أن حركة فتح خيّبت ظن كثير من محبيها وبعض المتفائلين من خصومها الذين كانوا يتصورون أن حركة فتح قادرة على لملمة شعتها ولو بصورة مؤقتة للظهور بمظهر الحركة الكبيرة المتماسكة الموحدة خلف قيادة موحدة تحمل رؤية واضحة وسيطرة على كل مفاصل التنظيم الفتحاوي لكن هذا لم يكن . فالخلافات الفتحاوية كبيرة والتناقضات بين قياداتها التي يمتلك كل واحد منها مجموعة من الأنصار واسعة وتشمل جوانب متعددة ، هذا عدا عن المسار السياسي غير المتفق عليه داخل أروقة فتح والذي يسيطر عليه عباس ومجموعة قليلة من فتح تلتف حوله والذي ينبذ المقاومة في حين أن طيفاً واسعاً من الجماهير التي خرجت في فعاليات الانطلاقة في غزة دعت لضرب تل الربيع المحتلة . اختصاراً فقد بات من الواضح أن حركة فتح غير قادرة على ترتيب بيتها الداخلي وترتيب صفوف عناصرها والسيطرة عليها , وقيادتها لجماهيرها التي لا ينكر أحد أنها كبيرة نحو مشروع سياسي أو رؤية سياسية موحدة , رغم ما بذلته من ترقيع إعلامي للتغطية على ذلك . وعليه فمن الواجب على فتح أن تترك ساحة القيادة للمشروع الوطني لمن يمتلكون رؤية سياسية واضحة ، ومشروعاً وطنياً نابعاً من الجماهير التي خرجت عقب انتهاء العدوان الأخير على غزة مزهوة بانتصار المقاومة وتهتف لها بكل ما أوتيت من قوة . وعليها إن أرادت أن تعود لمجدها وتشارك في صنع قراراته أن تعترف بكل جرأة أنها بحاجة لحالة إصلاحية صعبة تستلزم علاجاً جراحياً في أطرها التنظيمية القيادية لا أن تخدع نفسها وجماهيرها بالحديث عن أعداد وهمية لعدد الجماهير وتصدراً لكل مواقع اتخاذ القرار مقصية كل الفصائل التي أثبتت أنها أهل لقيادة المشروع الوطني الفلسطيني نحو التحرير عبر المقاومة والصمود والتمسك بالثوابت الوطنية الفلسطينية .. ختاماً كل الشكر للحكومة الفلسطينية بقيادة رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية وللأجهزة الأمنيةالمخلصة التي وفرت الأجواء لعقد المهرجان الفتحاوي ويسرت له كل سبل النجاح الذي لم يكتمل بفعل الشتات الفتحاوي ..