رغم مرور ما يقترب من عامين منذ اكتشاف أول إصابة بفيروس كورونا، فإن المرض الذي اجتاح العالم لم يدل بكافة أسراره بعد، حيث يكتشف العلماء حتى الآن أعراضا جديدة مرتبطة به.
وأحدث هذه الأعراض كان تورم واحمرار في أصابع القدم عادة، وأحيانا أقل في أصابع اليد، في ظاهرة أطلق عليها الباحثون اسم "إصبع قدم كورونا".
وحسب دراسة نشرتها المجلة البريطانية للأمراض الجلدية، يعتقد العلماء أن هذا العرض "أحد الآثار الجانبية لتحول الجسم إلى وضعية الهجوم لمحاربة الفيروس".
ويمكن أن يظهر "إصبع قدم كورونا" لدى أي مصاب بالفيروس، لكنه أكثر شيوعا عند الأطفال والمراهقين، وفقا لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي).
وفي بعض الأحيان، يسبب العرض ألما وحكة في الأصابع، مع ظهور بثور وتورم عند لمسها.
ولاحظ الباحثون أن بعض المصابين بـ"إصبع قدم كورونا" يعانون نتوءات بارزة مؤلمة أو مناطق من الجلد الخشن في القدمين، فيما يمكن أن يظهر الصديد أيضا.
وبينما يظهر العرض لدى بعض مرضى كورونا لأسابيع، فإنه قد يمتد لأشهر لدى البعض الآخر، وفق المجلة البريطانية للأمراض الجلدية.
كما لاحظوا أن معظم من يتعرضون لـ"إصبع قدم كورونا"، لا تظهر لديهم أي من أعراض "كوفيد 19" التقليدية، مثل السعال والحمى وفقدان حاستي الشم والتذوق.
وتشير نتائج الدراسة المستندة إلى اختبارات الدم والجلد، إلى أن "سببين مصدرهما الجهاز المناعي قد يكون لهما دور في ظهور هذا العرض"، كلاهما يتضمن آليات يستخدمها الجسم لمحاربة فيروس كورونا.
أول السببين بروتين مضاد للفيروسات، والآخر نوع من الأجسام المضادة التي تهاجم خلايا وأنسجة المريض لا الفيروس عن طريق الخطأ.
وقال طبيب الأمراض الجلدية البريطاني المتخصص في القدمين إيفان بريستو، إن العرض يظهر بالنسبة لمعظم المرضى مثل تورم الأصابع المعتاد الذي قد يصاحب نوبات البرد، لدى من يعانون مشاكل في الدورة الدموية، وعادة ما يختفي من تلقاء نفسه.
لكن، حسبما قال بريستو لـ"بي بي سي"، فـ"قد يحتاج البعض إلى العلاج بالدهانات والأدوية الأخرى".
وأضاف: "تأكيد السبب في إصبع قدم كورونا سيساعد على تطوير علاجات جديدة للتعامل مع هذا العرض بشكل أكثر فعالية".
من جهة أخرى، قالت استشارية الأمراض الجلدية المتحدثة باسم مؤسسة الجلد البريطانية فيرونيك باتاي، إن "إصبع قدم كورونا شوهد كثيرا خلال المرحلة المبكرة من الوباء، لكنه بات أقل شيوعا في موجة دلتا الحالية".
و"قد يرجع ذلك إلى زيادة عدد المطعمين ضد المرض، أو حصول البعض على مناعة ذاتية نتيجة إصابة سابقا بكورونا".
واعتبرت باتاي أنه "بعد انتشار التطعيم، أصبحت الحالات المتقدمة من إصبع قدم كورونا أكثر ندرة"، مضيفة: "مشاكل الجلد المرتبطة بالمرض يمكن أن تظهر لفترة طويلة بعد الإصابة الحادة، وفي الأشخاص الذين ليس لديهم أعراض أخرى، لذلك قد لا يتم ربطها بالفيروس".