بدأ العام الدراسي في أغلب الدول العربية، ومعه يبدأ الحديث من جديد عن العنف الذي يتعرض له الأطفال سواء في المدارس أو في المنازل، رغم التحذيرات الكثيرة من خطورة هذا على مستقبل الأطفال، على المستوى العلمي والنفسي، بل وخطورته على حياة الطفل أيضا.
بحسب آخر الإحصائيات الصادرة عن الأمم المتحدة واليونسكو، هناك طفل من بين كل طفلين في العالم، يتعرض للعنف البدني أو الجنسي أو النفسي.
وتضمن التقرير الذي أصدرته منظمة الصحة العالمية واليونسكو واليونيسف والممثلة الخاصة للأمين العام المعنية بالعنف ضد الأطفال والشراكة العالمية من أجل إنهاء العنف ضد الأطفال، أنواع الجرائم التي يتعرض لها الأطفال دون سن الثامنة عشرة.
أرقام عن ضحايا العنف
وجاء في التقرير الذي حمل عنوان "التقرير العالمي عن وضع الوقاية من العنف ضد الأطفال 2020"، أن أعداد الأطفال الذين سقطوا ضحية جرائم قتل وصل في عام 2017 إلى 40150 طفلا.
وفي نوفمبر الماضي، قالت الأمم المتحدة إن الأطفال يتعرضون للتنمر والعنف في المدرسة في جميع أنحاء العالم، وأشارت إلى أن واحدا من بين كل ثلاثة طلاب يتعرضون لهذا النوع من العنف مرة واحدة على الأقل شهريا، وأن واحدا من كل 10 يكون ضحية للتنمر الإلكتروني.
وتؤكد منظمة الصحة العالمية أن ممارسة العنف ضد الأطفال، هو أي شكل من أشكال العنف ضد الأشخاص الذين هم دون سن 18 عاما، ولا فرق في ذلك بين أن كان مرتكب العنف أحد الأبوين أو غيرهما من مقدمي الرعاية أو الأقران.
وتشير الصحة العالمية إلى أن التقديرات تشير إلى أنه في عام 2018 وصل عدد الأطفال الذين تعرضوا لعنف على الصعيد العالمي، تشير إلى مليار طفل في المرحلة العمرية 2-17 عاماً.
ولفتت إلى أن هذا العدد شمل أنواعا مختلفة من العنف من بينها عنف بدني أو جنسي أو وجداني أو عانوا من الإهمال.
أشكال العنف ضد الطلاب
تحدد منظمة الصحة العالمية أشكال العنف ضد الأطفال في مجموعة من الأشكال، ومنها:
- سوء المعاملة، ويشمل هذا النوع من عنف بدني ونفسي، ويمكن أن يحدث داخل المنزل من أحد الوالدين أو كليهما وكذلك يمكن أن يحدث في المدارس أو دور الأيتام.
- عنف نفسي، ويشمل هذا النوع من العنف التوبيخ والسخرية والترهيب والتهديد والتمييز والنبذ وغيرها من أشكال العنف غير الجسدية لكن يكون تأثيرها خطيرا على الأطفال.
- التسلط وهو أي سلوك عدواني من جانب طفل أو مجموعة من الأطفال تجاه الطفل الضحية، ويشمل عنفا جسديا أو نفسيا أو اجتماعيا، وغالبا ما يحدث هذا النوع من العنف في المدارس والأماكن التي يتجمع فيها الأطفال عادة، وأكدت المنظمة أن التسلط الإلكتروني يقع ضمن هذا النوع من العنف.
-عنف الشريك أو العنف المنزلي، يحدث هذا في الغالب في أوساط المراهقين، ويمكن أن يتضمن عنف بدني وجنسي.
مخاطر استعمال العنف ضد الأطفال
رغم أن هناك من يرى أنه يستخدم العنف ضد الأطفال بهدف تقويمهم أو تحسين مستواهم التعليمي وهو المبرر الذي يسوقه الأباء والمدرسين في العادة لأسباب ممارستهم العنف ضد الأطفال إلا أن الحقيقة أثبتت عكس ذلك.
مديرة إعلام اليونيسف لـ"سبوتنيك": هذه أسباب العنف ضد الأطفال وسبل حلها
وبحسب موقع "يونسيف" في تقرير صدر عام 2017، هناك 720 مليونا من الأطفال البالغين سن الدراسة يعيشون في بلدان لا تحظر العقاب البدني كليا، فيما أشارت اليونسكو إلى أن العقاب البدني لا يزال مسموح به في مدارس 67 دولة.
ولا يتوقف تأثير العنف ضد الأطفال في بعض المشاكل النفسية، رغم خطورتها، إلا أنها تصل إلى وفاة الطفل، أو ضياع مستقبله بشكل كامل، ورصدت الصحة العالمية مجموعة مخاطر استعمال العنف ضد الأطفال ومن بينها:
- وفاة الطفل، مشيرة إلى أن هذا قد يحدث دون قصد، بالإضافة إلى الوفاة التي قد تحدث نتيجة المشاجرات بين الطلاب وخاصة المراهقين منهم والذين يستخدمون الأسلحة البيضاء وأحيانا النارية أيضا.
- ضعف النمو العقلي وتأثر الجهاز العصبي، يعد هذا من بين مخاطر التعرض لعنف ما في مرحلة عمرية مبكرة، يكون له تأثيرات سلبية كبيرة على مستوى التحصيل الدراسي للطفل والنمو الإدراكي له وبالتالي الإنجاز المهني.
حيث يؤدي العنف إلى ضرر كبير في أجزاء من الجهاز العصبي للطفل، ويمتد ذلك إلى أضرار في الغدد الصماء والدورة الدموية والنسيج العضلي الهيكلي، وكذلك تضرر الأجهزة التناسلية للطفل والمناعية والتنفسية أيضا.
- في الغالب يتجه الأطفال الذين يتعرضون لحد أشكال العنف إلى التكيّف السلبي معه واتباع سلوكيات تنطوي على مخاطر صحية، حيث يتبع الأطفال المعنفون للعنف والأعمال العدائية الأخرى والتدخين والمخدرات وإساءة استعمال الكحول.
وأيضا ترتفع لديهم معدلات الاكتئاب والقلق والانتحار والمشاكل الصحية النفسية الأخرى.
- يؤدي العنف ضد الأطفال على الأرجح إلى تسرب الأطفال من المدارس، وهو ما يكون له تأثير كبير على إيجاد فرص عمل لهذا الطفل عندما يكبر.