بعد مرور ستة أشهر على هبة فلسطينيي الداخل المحتل التي ترافقت مع العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والمواجهات التي شهدتها القدس المحتلة والمسجد الأقصى، يتأهب الاحتلال لإمكانية اندلاع مواجهة متجددة، قد تكون أكثر اتساعا، وأكبر انخراطا من قبل مختلف قطاعات الفلسطينيين هناك.
وتزداد هذه المخاوف الإسرائيلية مع ارتفاع معدلات التوتر بين اليهود والعرب في المدن الفلسطينية المحتلة عام 1948، وزيادة تدخلات أجهزة الأمن والشرطة وحرس الحدود في حياتهم، والتضييق على حرياتهم، بما في ذلك تنامي الاعتقالات والاستدعاءات الأمنية، وتصنيفهم بأنهم أعداء حقيقيون لدولة الاحتلال.
صحيفة معاريف، كشفت أن "هذه الأجواء المتوترة دفعت أجهزة أمن الاحتلال، للمرة الأولى، للتدرب برفقة الشرطة وخدمات الإنقاذ على سيناريوهات أعمال العنف التي سينفذها فلسطينيو 48، وما تشمله من إغلاق الطرق الرئيسية، واندلاع جملة من الأحداث غير العادية في أوساطهم".
وأضافت الصحيفة أن "تمرين الجبهة الداخلية سيشمل لأول مرة، انخراط المنظومة الأمنية والشرطة وخدمات الإنقاذ، لمواجهة سيناريوهات عنيفة غير عادية في المدن المعنية داخل الوسط العربي، وتجري بالتوازي مع سيناريو الحرب المتوقعة كجزء من دروس معركة سيف القدس، حيث إن السيناريو المتوقع هو اندلاع حرب متعددة الساحات تجمع بين المواجهة العسكرية مع غزة، وحوادث العنف المدنية داخل فلسطين 48، بما فيها إغلاق الشرايين المرورية".
يذكر أنه تم افتتاح مركز قيادة جديد في قيادة الجبهة الداخلية الإسرائيلية، وجلس ممثلو جميع هيئات الطوارئ والإنقاذ، ولأول مرة ستعمل جميعها عن إدارة الاتصال والتنسيق مع الوزارات الحكومية المختلفة، لمواجهة أي تطورات أمنية غير متوقعة داخل المدن العربية في فلسطين 48.
ولا ينفي الإسرائيليون فرضية أن تعود مجددا أحداث الاشتباكات العربية اليهودية التي شهدها شهر أيار/مايو الماضي، وتركزت في مدينتي اللد والرملة، وقد تأخذ في أوضاع قادمة اتساعا متزايدا نحو مدن أخرى، في ضوء تنامي الإجراءات الأمنية الإسرائيلية خلال الشهور الأخيرة من جهة، وزيادة الدعوات الإسرائيلية لإعداد تصنيف جديد لفلسطينيي 48، باعتبارهم أعداء حقيقيين للدولة، واتهامهم بالتواصل مع قوى المقاومة الفلسطينية.
من أجل ذلك، يتحسب الإسرائيليون لسيناريو يتمثل بوصول الجانبين إلى حالة من المواجهة المفتوحة، مع وصول مستوى الضغط الإسرائيلي على فلسطينيي 48 إلى نقطة الغليان، واندلاع هبة شعبية أو انتفاضة جماهيرية واسعة النطاق، تعيد الصراع إلى بداياته الأولى منذ أكثر من سبعين عاما، وهو ما يعني فشل مخططات الأسرلة والتهويد والصهينة التي مورست عليهم، وإخفاق الجهود الصهيونية الكبيرة من غسيل الدماغ الذي واجهوه من قبل المؤسسات الإسرائيلية الحاكمة.