كشف محمد بنات ابن عم الناشط السياسي الراحل نزار بنات أن الأخير كان يعلم بقرار اغتياله من قبل أجهزة السلطة، وأنه قرر الانتقال للعيش في المنطقة الجنوبية للخليل كي لا يقتل أمام أطفاله في بيته الذي خرج منه.
وقال محمد بنات مساء اليوم الاثنين: "ما أدمى قلبي اليوم في المحكمة، القاضي يسألني: بصفتك كنت مرافقاً دائما للشهيد نزار، لماذا ترك بيته وانتقل ليعيش في المنطقة الجنوبية في الخليل ؟".
فأجاب محمد: "حكالي إنه بعرف بقرار اغتياله، وحكالي "انا طلعت من الدار عشان ما يقتلوني قدام أولادي".
المنطقة الجنوبية
وكان أحد القضاة في نيابة السلطة بمدينة رام الله وصف يوم أمس الأحد، المنطقة الجنوبية للخليل بأنها ملاذ الهاربين، وذلك في إطار جلسة محاكمة قتلة الناشط السياسي نزار بنات صباح أمس الأحد.
الوصف أثار استفزاز الحضور في قاعة المحكمة، الأمر الذي دفع بأحد الشهود ويدعى إسماعيل بنات للرد عليه بالقول: "إن المنطقة الجنوبية هي المكان المقدس الذي يحتوي على الحرم الابراهيمي ومسجد خالد بن الوليد، وهذه المنطقة من رحمها خرج آلاف الأسرى والشهداء، ولا أحد يزاود عليها".
وقد أثبت عم نزار خلال شهادته أمام المحكمة أن نزار لم يكن يعلم بوجود مذكرة بحقه للمثول أمام أجهزة السلطة، قبل اغتياله، مشيراً إلى أن نزار لجأ لبيت عمه في المنطقة الجنوبية جاء للحماية بعد تهديد حياته في أعقاب إطلاق النار على منزله.
وحول المماطلة في محاكمة قتلة نزار بنات، قال المحامي غاندي الربعي: "إن قتلة نزار الـ 14 عند سؤالهم عن الشخص الذي أعطاهم الأمر لتنفيذ الجريمة يصمتون أمام القضاة".
وتوقع الربعي أن يتم إصدار الحكم النهائي من قبل المحكمة في قضية نزار بنات نهاية العام الجاري أو بداية العام المقبل على أبعد تقدير.
تقديم الشهود
وأعلنت عائلة الناشط الراحل نزار بنات تقديم شهودها في جريمة اغتيال ابنها، أمام المحكمة صباح أمس الأحد، وذلك برفقة محامي العائلة غاندي الربعي.
وقالت العائلة في بيان لها: "انسجاماً مع مبدأ أن الشهيد نزار بنات هو ابن الشعب العربي الفلسطيني ونزولاً عند رغبة شعبنا العظيم فإن العائلة تقرر تقديم جميع ما لديها من شهود وعددهم 4 وهم (إسماعيل محمد عطية بنات وعمار مجدي محمد بنات ومحمد مجدي محمد بنات وحسين مجدي محمد بنات) لتقديم شهادتهم أمام المحكمة".
وحملت عائلة بنات النظام في رام الله المسؤولية الكاملة عن حياة وسلامة أبنائها، كما وتوجهت العائلة إلى المجتمع الدولي وكافة المؤسسات الحقوقية المحلية والدولية للعمل بأقصى جهد وطاقة لديهم من أجل حماية شهود العائلة وتسهيل وصولهم وتقديم شهادتهم دون ضغط أو إكراه أو أي معيقات.
متهم جديد
وكانت عائلة بنات كشفت عن اسم جديد من المتورطين في جريمة اغتيال الناشط والمعارض نزار بنات، وذلك خلال جلسة المحاكمة التي جرت يوم الأحد الماضي.
وكتب غسان بنات شقيق نزار على صفحته على فيسبوك، منشورا كشف فيه تفاصيل تورط مدير العليات في جهاز الامن الوقائي العقيد محمد سويطي، مشيرا الى أن المذكور بعث للعائلة رسائل عبر أطراف وسيطة ينفي فيها اشتراكه في الجريمة.
وكتب غسان: "ظهور كلب اثر جديد، كان لافتا للانتباه ظهور مدير عمليات الوقائي بمظهر المراهق المرتبك حيث أدلى بشهاده مرتبكه متناقضة سخيفة لا تفيد بشيء، كان مظهره وطريقته في الكلام في ادنى درجات الانحطاط بلا اخلاق وبلا شرف عسكري وبلا شرف وطني تافها منحطا وضيعا سخيفا يصلح لدور كومبارس في افلام كرتونية".
تفاصيل جديدة
وكان غاندي الربعي محامي عائلة بنات، كشف تفاصيل جديدة حول ما جرى في جلسة المحكمة الخاصة بمحاسبة المتورطين في جريمة اغتيال الناشط نزار بنات.
وقال الربعي في منشور له على صفحته في "فيسوك"، الأحد الماضي، إنه كان من المفترض سماع 5 شهود هم مدير جهاز الأمن الوقائي في الخليل ومدير العمليات في الجهاز وضابط العمليات في الجهاز والضابط المسؤول عن الكاميرات وطبيب الجهاز، حيث تم تقديم اربعة شهود ولم يحضر شاهد واحد وهو مدير الجهاز في الخليل.
وأوضح أن نتائج أقوال الشهود، كانت بالقول إن نزار قاوم المجموعة وسماع الشاهد بذلك من قبل اشخاص لا يتذكرهم جاء منافيا للوقائع التي ذكرها هو (الشاهد)، والوقائع التي ابرزتها النيابة بموجب محاضر رسمية من شرطة الأدلة الجنائية. ثم عاد الشاهد واكد الرواية ان العناصر دخلوا البيت من النافذة دون مذكرة تفتيش، ودون ان يحملوا معهم مذكرة الإحضار، ومن ثم توجهوا للباب وفتحوه، اي ان الوقائع التي ذكرها تنفي وجود مقاومة. كذلك اكد لا وجود تعليمات بالعنف او الضرب للمجموعة".