مستشفى نابلس الوطني، هذا الصرح الطبي الذي يشهد على تاريخ المدنية العتيقة في العهد العثماني، يقف اليوم حزينا على ما آلت إليه اوضاعه الإدارية والطبية، فالمستشفى يعاني نقصا حادا في الكوادر الادارية والإمكانات الطبية.
شكاوى كثيرة وردت، بعضها جاء من المواطنين وبعضها الآخر من اشخاص يعملون داخل المستشفى ويريدون قرع الجرس للتنبيه على الخطر الذي يتهدد الخدمة الطبية التي يقدمها المستشفى، حيث تدهورت الى حد سيء جدا، فلا امكانات طبية ولا طاقات بشرية، والمستشفى يسير نحو المجهول.
أحد المشكلات التي يعاني منها المستشفى هي غياب بعض الأجهزة الطبية المهمة، والتي تتواجد بسهولة في المستشفيات الخاصة، لكنها ممنوعة من دخول المستشفى الوطني خدمة لمصالح البعض ممن يريدون للمواطن ان يتوجه لمراكزهم الطبية الخاصة للعلاج بدلا من المستشفى الحكومي.
كما ان العارفون ببواطن الامور صرحوا لموقع الشاهد أنه تم اقرار مشروع لتطوير المستشفى لزيادة طاقته الاستعابية لكي يصبح ١١ طابقا يحتوي كافة التخصصات وكافة اللوازم الطبية، وأن تركيا هي الداعم للمشروع من سنين، لكن أحدا لا يعرف مصير المشروع أو الاموال التي تم جلبها من اجله.
ونُشر في وقت سابق تقرير عن شكوى تقدم بها احد المواطنين تتعلق بالخدمة داخل المستشفى الوطني، حيث يتلقى المرضى خدمة سيئة لا ترتقي للمعاملة الآدمية، فضلا عن غياب أي مرجعية إدارية يمكن للمواطنين أن يتوجهوا بالشكوى لها في حال احتاجوا لذلك.
المحامي مهند كببجي يروي بحزن وألم قصة والدته في المستشفى، حيث لم تجد رعاية طبية لائقة، إذ لا يكترث المسئولون في المستشفى لحياة المرضى، وكأنهم يريدون للمواطنين أن ييأسوا من تلقي خدمة جيدة في تلك المستشفيات لكي يتوجهوا مجبرين بعدها للمراكز الصحية والمستشفيات الخاصة التي تعود ملكيتها للأطباء المقصرين في عملهم.
وكتب كببجي منشورا على صفحته قال فيه: "في نابلس يوجد جريمة تقصير وإهمال خطيرة مستمرة، والجميع اما ساكت او غير معني، او معني بتدمير المستشفى العام لمصلحة المستشفيات والمراكز التجارية الخاصة".
مستشفيات خارج الخدمة
المستشفى الوطني في نابلس هو عينة متجددة لما يجده المواطن خلال توجهه لتلقي العلاج في مستشفيات وزارة الصحة، حيث تشترك غالبية هذه المستشفيات في تعاظم شكاوى المواطنين من سوء خدماتها.
فقبل يومين، اختار المواطن عمر مراعبة، بث شكواه عبر منصات التواصل الاجتماعي بحرقة وألم، من أجل استعراض معاناته مع مستشفى قلقيلية او ما يطلق عليه مستشفى درويش نزال، بعد أن فقد الأمل في إنصافه وحل مشكلته.
وقال المواطن مراعبة في تسجيل مصور، إن الاهمال الطبي في مستشفى قلقيلية تسبب في إدخال زوجته وابنه للعناية المركزة، مشيرا الى أنه اشتكى لمدير المستشفى الذي ادعى عدم معرفته ونفي مسؤوليته عن حالة الزوجة والابن الذي ولد حديثا قبل عشرة أيام وأدت عملية الولادة الى دخول الأم والطفل للعناية المركزة منذ ذلك الوقت.