كشف تقرير أن ثاني أكسيد الكربون المنبعث من حرق الوقود الأحفوري، لن يُزال من الغلاف الجوي إلا عن طريق المصارف الطبيعية، مثل الغابات والمحيط، في الـ300 إلى 1000 سنة القادمة.
ووجدت دراسة أمريكية، على سبيل المثال، أن التخفيضات العميقة للانبعاثات من قطاع الطاقة، لن تؤدي إلى تبريد المناخ إلا بعد عام 2100.
كما أن تكاليف التخفيف من تغير المناخ، تفوق الفوائد المباشرة للمناخ.
وكشفت إلويز ماريه، الأستاذة المشاركة في الجغرافيا الطبيعية من UCL، وكارن فوهرا، الباحث المساعد في UCL، أن الساسة الذين يسعون إلى الاعتراف بأفعالهم في مؤتمرات تغير المناخ، مثل COP26 في غلاسكو، ليس لديهم دافع كبير لتقديم سياسات تعمل على خفض الانبعاثات بسرعة.
ولكن، هناك فائدة كبيرة وقصيرة المدى لاستئصال الوقود الأحفوري للصحة العالمية.
ويشكل الوقود الأحفوري نفسه الذي ينتج غازات دفيئة تؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة الغلاف الجوي للأرض، أيضا كميات كبيرة من ملوثات الهواء. وتعد الجزيئات الصغيرة التي يمكن أن تخترق عمق الرئتين، أكثر الملوثات خطورة على الصحة.
ولهذه الجسيمات أقطارا لا تزيد عن 2.5 ميكرومتر، لذلك تسمى PM2.5. وتتساقط هذه المواد من الهواء عند هطول الأمطار، لذا فهي تبقى في الغلاف الجوي لفترة أقصر بكثير (بضعة أيام فقط) من ثاني أكسيد الكربون.
وفي دراسة نشرها الباحثون في وقت سابق في عام 2021، بالتعاون مع باحثين في جامعة هارفارد، قدّروا أن التعرض لتلوث الهواء الناتج عن استخدام الوقود الأحفوري على مستوى العالم يتسبب في وفاة واحدة من كل خمس حالات وفاة مبكرة.
وتشير النتائج إلى أنه كان من الممكن تجنب 8.7 مليون حالة وفاة مبكرة للبالغين على الأقل في عام واحد، إذا تخلت البلدان بالفعل عن الوقود الأحفوري. وهذا يعادل عدد سكان لندن الكبرى.
- الفوائد الصحية لإزالة الكربون
يتجاوز تقديرنا للوفيات المبكرة بكثير تقديرات الباحثين الآخرين، حيث استخدم الباحثون نموذجا يحاكي مصادر ومصير تلوث الهواء لحساب وفرته على نطاق أدق بكثير.
ويعطي هذا صورة أكثر دقة لتركيزات تلوث الهواء التي يتنفسها الناس في المناطق الحضرية. ثم استخدموا هذا لتقدير الوفيات الزائدة باستخدام أحدث الدراسات الصحية، والتي وجدت أن تلوث الهواء أكثر فتكا مما كان يُفترض سابقا.
وتشمل الأسباب الأكثر شيوعا للوفاة المبكرة من التعرض لتلوث الهواء، أمراض القلب وسرطان الرئة، لكن الباحثين يبلغون بشكل روتيني عن أمراض أخرى. ونشرت منظمة الصحة العالمية (WHO) مؤخرا إرشادات صحية أكثر صرامة بشأن جودة الهواء مما أوصت به في عام 2005 استنادا إلى أدلة قوية على أن التعرض لتلوث الهواء أسوأ مما كان يتخيله العلماء.
ومن المحتمل أن تكون الدراسة هذه أقل من تقدير الفوائد المحتملة للصحة العامة للتخلي عن الوقود الأحفوري.
وأخذ الباحثون في الحسبان نوعا واحدا فقط من التلوث، PM2.5، والذي ينشأ من حرق الوقود الأحفوري. وتتشكل مجموعة من ملوثات الهواء كمنتجات ثانوية في جميع الخطوات الأخرى لسلسلة توريد الوقود الأحفوري: من العثور على الوقود الأحفوري واستخراجه ومعالجته، إلى تخزينه ونقله.
ويتمثل أحد الأمثلة على ذلك في غاز الفورمالديهايد، الذي ينبعث أثناء تكرير البترول وحرق الغاز الطبيعي. ويتفاعل الفورمالديهايد لتكوين الأوزون في الغلاف الجوي السفلي، حيث يكون ساما ويمكن أن يؤدي إلى تفاقم أعراض الربو.
وركزوا أيضا على البالغين فقط: العلاقة بين تلوث الهواء وسوء الحالة الصحية لدى الأطفال ليست مفهومة تماما، لكن الدراسات حتى الآن أظهرت أن التعرض لتلوث الهواء يعيق النمو ويعوق نمو الدماغ والرئة لدى الأطفال.
تجدر الإشارة إلى أن الفوائد الصحية للانتقال إلى الطاقة النظيفة كبيرة، ويمكن أن تظهر بسرعة. إنها توفر فرصة مغرية للسياسيين لتقديم تحسينات فورية.