باعت "إسرائيل" برمجتي تجسّس "بيغاسوس" إلى الإمارات لا واحدة كما كان يعتقد، وفق ما كشفت صحيفة "ذي ماركر" الاقتصادية الإسرائيلية اليوم، الأربعاء.
واشترى البرمجة الأولى وليّ عهد أبو ظبي، محمّد بن زايد آل نهيّان، بينما اشترى الثانية رئيس الوزراء الإماراتي وحاكم دبيّ، محمد بن راشد آل مكتوم.
يذكر أن بيع البرمجة منوط بمصادقة من لجنة خاصّة في وزارة الحرب "الإسرائيلية".
وطرحت الصحيفة احتمالين لشراء دولة واحدة بقوّات أمن مشتركة برمجتي تجسّس، الأولى هي "في إطار السياسة الداخلية والخلافات بين الإمارات السبعة المختلفة، طلب كل واحد من رئيسي الإمارتين البارزتين منظومة خاصّة به"، أمّا الاحتمال الثاني، "الذي أضيف إليه إثبات مؤخرًا، هو أن واحدًا على الأقلّ من الحاكمين طلب استخدامها لأسباب شخصيّة، بخلاف شروط استخدام الشركة المنتجة NSO، التي من المفترض أن تحصر استخدامها في ’الحرب على الإرهاب والإجرام القاتل’".
وكشفت صحيفة "ذي غارديان"، في وقت سابق، أن بن راشد استخدم "بيغاسوس" ضدّ زوجته السابقة، الأميرة هيا بنت الحسين، شقيقة الملك الأردني، عبد الله الثاني، وضد هواتف خمسة من مقرّبيها، أثناء المعارك القضائيّة بينهما في بريطانيا على حضانة طفليهما.
وفي تشرين الأوّل/أكتوبر الماضي، ذكرت "رويترز" أنّ شركة NSO أوقفت اتصالاتها مع الإمارات حول استخدام "بيغاسوس" غداة طريقة حاكم دبيّ في استخدامها.
وتدّعي الشركة أنها أوقفت 6 من منظوماتها التي باعتها "نتيجة للاستخدام السيئ"، بقيمة تصل إلى 300 مليون دولار، وفق "رويترز".
وتواجه شركة NSO معارضة واسعة لها في الدول الغربية، خصوصًا في الولايات المتحدة التي أدرجتها على القائمة السوداء التي يحظر التعامل معها.
وفي أعقاب ذلك، توجّهت الشركة إلى رئيس الحكومة "الإسرائيلية"، نفتالي بينيت، ووزراء آخرين بطلب المساعدة في محاولاتها لرفع اسمها من القائمة السوداء.
ونقل الموقع عن مسؤول "إسرائيلي" قرأ رسالة الشركة أن مدير عام الشركة، شاليف حوليو، أن الشركة فوجئت بالقرار الأميركي، وادّعى أن قرار الإدارة الأميركية جاء بعد حملة إعلامية متزامنة "لمنظمات مناهضة لإسرائيل، تريد الإضرار بالشركة الإسرائيلية لأسباب سياسية".
وأضاف حوليو أنّ القرار الأميركي قد يؤدّي إلى تسريح "مئات" العمال الإسرائيليين".
والأسبوع الماضي، قال مسؤولان "إسرائيليان" إن الحكومة "الإسرائيلية" تعتبر تطبيق "بيغاسوس" للتجسس عنصرا حاسما في سياستها الخارجية وتمارس ضغوطا على واشنطن من أجل إزالة الشركة، وكذلك على شركة "كانديرو" الإسرائيلية، من القائمة السوداء للشركات التي تعمل ضد مصالح الأمن القومي الأميركي، وفق ما نقلت عنهما صحيفة "نيويورك تايمز".
وقالت الصحيفة الأميركية إن مكتب رئيس الحكومة ووزارة الحرب "الإسرائيليّين" نفيا استخدام برنامج "بيغاسوس" لاختراق هواتف فلسطينيين يعملون في مؤسسات حقوقية ووزارة الخارجية الفلسطينية.
ونقلت الصحيفة عن متحدثة باسم NSO قولها إن الشركة لن تذكر من استخدم البرنامج وإنها لا تملك حق الوصول إلى معلومات حول من تم استخدام البرنامج ضده.
وقال المسؤولان الإسرائيليان إن "حقيقة أن مثل هذه التقارير أدت إلى حدوث خرق في العلاقات مع الولايات المتحدة أثارت قلق الحكومة الإسرائيلية".