قال القيادي في حركة حماس الشيخ حسن يوسف إن المقاومة الفلسطينية لديها ما يبيض الوجوه والسجون، في إشارة إلى أن لديها أسرى من جنود الاحتلال الإسرائيلي يمكن تبادلهم بعدد كبير من الأسرى الفلسطينيين داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي.
وأكد يوسف في حديثه لصحيفة "الوطن" القطرية، أن هناك أحاديث وحوارات بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال بواسطة مصرية وقطرية ودولية أخرى، ونجحت هذه الحوارات في فك ربط قضية الأسرى بالقضايا الأخرى العالقة وخاصة حصار قطاع غزة.
وأضاف: "يبدو أن هناك فجوات كبيرة حتى الآن بما يخص صفقة تبادل الأسرى، لأن الاحتلال يرفض التجاوب مع مطالب المقاومة التي ما زالت ثابتة أن يدفع الاحتلال ثمنا مقابل جنوده الأسرى الذين أسروا وهم يشنون عدوا على الشعب الفلسطيني في غزة".
وأشار يوسف إلى أن الأسرى الذين شارف عدد منهم على 40 عاما داخل السجون يجب أن يروا النور. وإذا لم تستطع المقاومة تنفيذ ما وعدت به ستكون هناك ظلال سيئة على الأسرى بشكل خاص وعلى الشعب الفلسطيني بوجه عام.
وحول هدنة محتملة في غزة، واحتمال سحبها على الضفة والقدس، أجاب القيادي في حماس: إن واقع الضفة الغربية والقدس وحتى الداخل الفلسطيني المحتل ليس بعيدا عن بعضه البعض. موضحاً ان الاحتلال يدير ظهره لكل التفاهمات مع كل الأطراف الفلسطينية.
ولفت إلى أن الشعب الفلسطيني لا ينتظر من الاحتلال شيئا، وهو صامد في أرضه. ولن تكسره نيران الاحتلال الإسرائيلي، رغم عمليات الاستهداف والاعتقال والاستدعاء والاغتيالات التي تتم في الضفة الغربية، والتضييق على أهل القدس والداخل، واستمرار الحصار على غزة.
ووفق يوسف، فإن التقديرات العامة تشير إلى أنه، لم يحصل حتى الآن أي اتفاق، خاصة أن حركة حماس ومنذ فترة طويلة تتحدث عن هدنة بسقف زمني، مقابل رفع الحصار عن غزة ووقف الاعتداء على أهالي الضفة من استيطان وتهويد، وكذلك عن أهالي القدس وخاصة في الشيخ جراح وسلوان بعدم تهجيرهم.
ولكن الاحتلال يماطل ويحاول بعثرة الأوراق، وفشل في ذلك من خلال محاولاته ربط قضية الأسرى لدى المقاومة بملفات الإعمار ورفع الحصار عن غزة، حسب يوسف.
وأكد الشيخ حسن يوسف، أن التهدئة ينبغي أن تكون في غزة والضفة وأن يلتزم الاحتلال بها. وإن لم يقبل فإن الشعب الفلسطيني هو المتجذر في أرضه وأن الاحتلال والمستوطنين هم الطارئون، لأن الفلسطينيين موحدون اليوم في كل أماكن تواجدهم في فلسطين وخارجها، وخلفهم العالم العربي والإسلامي وأحرار العالم.
ولفت إلى أن قدرات الشعب الفلسطيني ليست بقدرات الاحتلال، ولكن القوي لا يبقى قويا والضعيف لا يبقى ضعيفا. وأن معركة سيف القدس الأخيرة استطاعت من خلالها المقاومة الفلسطينية أن تسجل مواقف جديدة على الأرض وتفرضها على الاحتلال.
وأكد أن وقوف الشعب الفلسطيني خلف المقاومة، أوجد متغيرات جديدة على الأرض تعطي الأمل الكبير أن مرحلة التحرير قادمة.
وفيما يتعلق بالشأن الفلسطيني الداخلي، قال يوسف، إن الفلسطينيين في وضع داخلي لا يحسدون عليه، في ظل حالة التمزق بعد وقف إجراء الانتخابات. وتوقف الحوارات الداخلية، وما وصفه بتغول السلطة الفلسطينية فيما يتعلق بالحريات والجوانب الحقوقية بعد اغتيال الناشط نزار بنات.
وقال يوسف إن الاعتقالات السياسية في الضفة الغربية ما زالت مستمرة. وهناك تضييق واضح على المعارضة وخاصة حركة حماس، وهذا يلقي بالظلال السلبية والقاتمة على النسيج الوطني الفلسطيني. ويؤدي إلى مزيد من التشرذم ويحرف البوصلة عن الاحتلال الإسرائيلي.