21.11°القدس
20.78°رام الله
19.97°الخليل
21.58°غزة
21.11° القدس
رام الله20.78°
الخليل19.97°
غزة21.58°
الجمعة 26 ابريل 2024
4.76جنيه إسترليني
5.37دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.08يورو
3.8دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.76
دينار أردني5.37
جنيه مصري0.08
يورو4.08
دولار أمريكي3.8

الاحتلال يخطط لإقامة غابة على أنقاض "وادي ياصول" بالقدس

خاص - فلسطين الآن

"مجزرة منازل.. تهجير جماعي.. نكبة جديدة، هذا أقل ما يمكن اطلاقه من أوصاف على ما يخطط له الاحتلال، الذي ينوي هدم 84 منزلاً في وادي ياصول ببلدة سلوان بالقدس المحتلة بحجة البناء دون ترخيص، بغية تحويل المنطقة إلى حديقة، أطلق عليها اسم "غابة السلام".

نتيجة هذا المخطط حال تطبيقه، تهجير أكثر من 600 مقدسي، سعيا إلى تصفية الوجود المقدسي بتكثيف الهجمات الموزعة على كافة الأحياء المقدسية، حيث أن سياسة الاحتلال تعتمد اليوم على تهجير الفلسطينيين عبر فرض الغرامات وعدم استصدار تصاريح بناء وهدم المنازل ثم تهجير أصحابها.

ووادي ياصول هو جزء من بلدة سلوان، الحامية الجنوبية للمسجد الأقصى والبلدة القديمة التي تمتد على مساحة 5 آلاف و650 دونماً، والذي كان يمر من خلاله ضيوف المسجد قديما عبر بوابة شيدت على أحد أطرافه.

ويوضح الباحث في شؤون القدس، فخري أبو دياب، لـ"فلسطين الآن" أن معاناة أهالي الوادي ليست جديدة، بل تعود إلى عام 2004، حيث يخوضون صراعا مع بلدية الاحتلال في القدس في المحاكم المختلفة، في محاولة بائسة للحصول على موافقة على تصاريح تراخيص البناء، تجنبا للهدم.

وقال إن "جزءا من المنازل المهددة بالهدم مسجلة في الطابو التركي، لكن الاحتلال لا يقيم لذلك وزنا، بل يهدف لبناء قرى سياحية على أنقاض الأبنية والممتلكات الفلسطينية، وتكبيدهم غرامات كبيرة بين 70 إلى 120 ألف شيقل كمقابل لعمل الجرافات وتغطية أيام عمل لجنود الاحتلال".

وأشار إلى أن استهداف الحي بدء بعدما أخطرت سلطة الطبيعية بهدمه مقابل بناء بيوت خشبية قديمة بحجة المحافظة على الطبيعة، وبعدها تسلمت جمعية "العاد" الاستيطانية الملف.

وأكد أن "ستة أحياء مقدسية مهددة بالطرد بشكل كامل لإقامة مشاريع استيطانية وإحلال مستوطنين في بطن الهوى ووادي حلو وحي البستان ووادي الربابة وغيرها، يطمح الاحتلال إلى توسعة المستوطنات وإقامة حزام مستوطنات يحيط بالبلدة القديمة بحجة أنها بنيت دون ترخيص".

وأشار أبو ذياب إلى أن المنازل في وادي ياصول بنيت بعد عام 1967، ويدفع أصحابها الضرائب لبلدية الاحتلال، وقال: "لا يجد المقدسيون سوى الاستنكار ويعانون من اجراءات الاحتلال الذي يسعى إلى تغيير ديمغرافي بتقليل الوجود المقدسي وتغيير الهوية لصالح المستوطنين وإحلالهم بأعداد كبيرة جداً وبالسيطرة على الجزء الشرقي للمدينة".

أما أحد سكان الحي وهو أحمد شويكي الذي يقطن مع أسرته المكونة من 15 فردا، ويعيش في بيت واحد مع شقيقه، فقال لـ"فلسطين الآن" إن دولة الاحتلال تسعى لتهجير المقدسيين وتحقيق الهدف الأكبر الذي يضمن تثبيت التفوق الديمغرافي اليهودي، تطبيقا للمقولة "أكثر ما يمكن من اليهود وأقل ما يمكن من العرب". مؤكدا أن الهدم وإن حصل لن يزيده إلا صمودا ولن يثنيه عن محاولة بناء بيت بديل.

وقالت المقدسية منى بربر: "شعارنا في القدس سنبقى في منازلنا مهما حصل، وهذا حق مُقدس لا يقبل النقاش، كل محاكم الدنيا لن تُسقط حق المقدسي في بيته".

وأضافت بربر: "في حال لم يقف معنا أي فرد من الدنيا سيكون أهل القدس يداً واحدة وصفاً واحدا، وكل مقدسي سيصاب ويهدم منزله إذا أصيب شقيقه".

وكانت بلدية الاحتلال طالبت، اليوم الخميس، بهدم عشرات المنازل في الحي، وذلك خلال جلسة استئناف تم تقديمها من أجل النظر في قرار رفض طلبات تمديد هدم 58 منزلاً من منازل الحي، البالغ عددها 84 منزلاً.

وقال المحامي زياد قعوار إنه تم الطلب من المحكمة المركزية أن تقوم بتمديد أوامر الهدم الصادرة بحق منازل الحي؛ حتى يتسنى للسكان تنظيم الحي وتحويله إلى منطقة سكنية.

ولفت قعوار إلى ان بلدية الاحتلال ادّعت أن "هؤلاء الأهالي مجرمين ولا يحق لهم التمديد"، وطالبوا بالهدم الفوري للحي.

وأوضح قعوار أن بلدية الاحتلال ادعت خلال الجلسة أن الهدم سيحدث على مراحل، حيث سيتم هدم عدد معين من المنازل في كل أسبوع، فيما أجابت محكمة الاحتلال المركزية أنها ستقوم بدراسة الملف.

وتابع أن "الاحتلال يريد تدمير الحي بأكمله لصالح إقامة ما يسمى "غابة السلام"، وهي حديقة للمستوطنين يريد أن يشيدها على ركام وأنقاض وجودنا"، متسائلا: "كيف لهذا الاحتلال أن يدمر ويهدم باسم السلام؟!".

20190430_ruins_of_burqan_home2.jpg 20190430_ruins_of_burqan_home1.jpg 258988595_614584782910958_1334943664439538858_n.jpg 258503858_232072402356516_3369256462745308598_n.jpg
المصدر: فلسطين الآن