وصف نائب محافظ جنين، كمال أبو الرب ما جرى في جنازة القيادي في حركة حماس، وصفي قبها، بأنه "مؤشر خطير"، في إشارة إلى مشاركة عدد من مسلحي المقاومة في الجنازة التي شهدت مشاركة شعبية حاشدة في جنين قبل أيام.
وقال أبو الرب إن ما حدث "هو مؤشر خطير على كل أساس أن كل الفصائل والشباب التي لها علاقة وليس لها علاقة حضرت إلى جنين، ونعلم أنهم حشدوا من كل الضفة ، لكن هذا الزخم ترفع رايتك وسلاحك بغض النظر عن شو شفنا، شفنا ناس من فتح وفصائل منظمة التحرير وحماس، حتى المجتمع المدني صار يمقت هذه الظاهرة"، حسب وصفه.
وحول الأحداث التي جرت في مخيم جنين الليلة الماضية، زعم في تصريح لبرنامج إذاعي، أن دورية للأجهزة الأمنية رصدت أحد المطلوبين وحاولت اعتقاله، لكن الأطفال والفتية رشقوا العناصر الأمنية بالحجارة، ثم تطور الأمر إلى إطلاق نار، فردت أجهزة السلطة بإطلاق قنابل الغاز، وأصيب 4 من المواطنين بالاختناق، وأصيب آخر.
وقال إن ما يجري في جنين والمخيم ليس حملة بل "عمل أمني مستمر"، حسب وصفه، وقال إن "تغيير مدراء الأجهزة الأمنية في المحافظة، قبل أيام، جاء لفرض السيطرة على حالات الفلتان التي تزداد، النسبة الكبيرة من أهالي مخيم جنين غير راضيين عن تصرفات أبنائهم".
وتابع: "تغيير قادة الأجهزة في المحافظة جاء لتراكمات عديدة، في أكثر من حدث توجهت قوة لاعتقال مطلوب سواء عسكري أو مدني أو لفصيل، تخرج مجموعة ملثمة لإلقاء بيان ضد السلطة، وفي عدة حالات أطلقوا النار تجاه مقر المقاطعة في المدينة".
وشهد مخيم جنين الليلة الماضية، اندلاع مواجهات واسعة عقب اقتحام وحدات من أجهزة السلطة مخيم جنين، حيث أصيب شاب واعتقل آخر.
وذكرت مصادر محلية أن عناصر الأجهزة الأمنية انتشروا في محيط المخيم بلباس مدني قبل أن يتطور الوضع إلى مواجهات واشتباكات مسلحة بين مسلحين من المخيم وقوى الأمن التي حضرت بأعداد كبيرة، بينما ذكرت بعض المصادر أن الاقتحام كان يهدف لاعتقال أحد عناصر حماس ويدعى سامي الرخ.
وبحسب مواطنين فقد رشق عشرات الشبان أيضا دوريات الأمن بالحجارة والتي أطلقت القنابل المسيلة للدموع.
وأفاد شهود عيان أن أجهزة السلطة حاصرت منزل شامي الشامي النائب بالمجلس التشريعي والقيادي في تيار محمد دحلان.
وشهدت جنين ومخيمها عدة حوادث امنية تمثلت في اشتباكات مسلحة بين المسلحين وتلك الأجهزة، حيث يأتي هذا الحادث تكرارا لحوادث مماثلة خلال الايام الماضية وسط توتر كبير تعيشه المدينة والمخيم بسبب قام أجهزة السلطة بشن حملة اعتقالات واسعة ضد النشطاء والمطاردين.
جنازة قبها
وكانت القناة 12 العبرية، كشفت عن أن جنازة وزير الأسرى السابق والقيادي في حركة حماس وصفي قبها في جنين، قبل أيام أغضب رئيس السلطة وزعيم حركة فتح محمود عباس.
وأوضحت القناة أن ما حدث في الجنازة أذهل عباس وجهاز الأمن الإسرائيلي وذلك بعد ظهور مسلحين ملثمين من حركة حماس في الجنازة دون خوف من السلطة أو جيش الاحتلال، ناهيك عن الحشود الضخمة من عناصر حماس التي شاركت في الجنازة.
وأشارت إلى أن ما جرى دفع عباس لإعفاء قادة بعض الأجهزة الأمنية من مناصبهم ونقل آخرين من أماكنهم، فيما كشفت مصادر خاصة لموقع الشاهد أن قرار رئيس السلطة محمود عباس بإجراء حملة تنقلات وإعفاءات لقادة الأجهزة الأمنية في جنين، جاء بطلب من الاحتلال على خلفية "ضعف القبضة الأمنية في المحافظة وتنامي المظاهر المسلحة".
وأشارت المصادر الى أن الاحتلال يخشى من تنامي المقاومة المسلحة في جنين بشكل كبير.
تغيير بعد تقييم إسرائيلي
وأوضحت أن قرار الاعفاء والتدوير لقادة الأجهزة الأمنية كان جزءاً من تقييم الاحتلال لتنامي المقاومة المسلحة في المدينة والمخيم وتصدي المقاومين للاحتلال خلال اقتحاماته المتكررة ما يؤكد تراجع قبضة أجهزة السلطة ويهدد بانتشار المقاومين لباقي المحافظات.
ووفق المصادر فإن قرار عباس سيشمل قادة الأجهزة الأمنية في المحافظة وهم: مدير الأمن الوقائي العميد مجاهد علاونة، ومدير جهاز المخابرات العامة العميد محمد عبد ربه "أبو نضال"، وقائد جهاز الأمن الوطني، العقيد ركن باسم رشيد، ومدير جهاز الاستخبارات العسكرية العقيد طالب صلاحات، بينما سيبقي على قائد الشرطة العميد عزام جبارة في منصبه.
وذكرت المصادر أن هذا القرار جاء بعد مشاورات مكثفة عقدتها دوائر الأمن العليا في السلطة مع نظيرتها الاسرائيلية.
وخلصت المشاورات لقرار تغيير قادة الأجهزة واستبدالهم بآخرين من خارج المحافظة لضمان تنفيذهم الدور المنوط بأجهزة السلطة الأمنية "التنسيق الامني وقمع المقاومة" دون خوف من أي حسابات تنظيمية أو عائلية.
تحذير للسلطة
هذا وحذر مقاومون في مخيم جنين السلطة من المساس بالمطارين للاحتلال وسلاحهم، مشددين على أن سلاح ذلك المطارين موجه للاحتلال وقواته فقط.
المقاومون الذين عقدوا مؤتمراً صحفياً بداية الشهر الجاري، في مخيم جنين طالبوا أجهزة السلطة والمحافظة بالإفراج عن المطاردين المعتقلين وفي مقدمتهم محمد الجعبري المعتقل منذ 6 أشهر.
وشدد المقاومون على أن الاتهامات التي وجهت للمطارد الجعبري بإطلاق النار على مقر المقاطعة في جنين باطلة ولا أساس لها من الصحة.
وفي سياق متصل، قالت مصادر إسرائيلية إن "ظهور مسلحين من كتائب القسام في جنازة قبها أثار غضب إسرائيل والسلطة الفلسطينية".
وزعمت القناة "12" العبرية، أن "ما أثار غضب الإسرائيليين وعباس هو تجمع حشود من المسلحين الملثمين التابعين لكتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، وقد ساروا في شوارع جنين دون أي خوف من السلطة الفلسطينية".