استغل أوساسونا غياب النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو نجم ريال مدريد بسبب الإيقاف وانتزع نقطة من مباراته أمام الفريق الملكي حيث تعادل معه سلبيا اليوم السبت في استاد "رينو دي نافارا" بمدينة بامبلونا ضمن منافسات المرحلة التاسعة عشرة من الدوري الأسباني لكرة القدم. قدم ريال مدريد أداء متواضعا وأخفق في إمتاع جماهيره بالفرص التهديفية الخطيرة وهز شباك المنافس وإنما أفلت من تلقي هزيمة مهينة أمام أوساسونا الذي أبدى حماسا هجوميا هائلا ورغبة قوية في تفجير مفاجأة أمام النادي الملكي. واصل الريال نزيف النقاط في الدوري وحصد نقطة واحدة من مباراة اليوم ليرفع رصيده إلى 37 نقطة في المركز الثالث بفارق 18 نقطة خلف غريمه التقليدي برشلونة المتصدر حال فوزه على مالاجا الذي يلاقيه اليوم. أما أوساسونا فقد رفع رصيده إلى 15 نقطة ليغادر قاع جدول الدوري ويحتل المركز التاسع عشر قبل الأخير. أخفق الأرجنتيني جونزالو هيجوين في تعويض غياب رونالدو ولم يقدم المهارات الهجومية المطلوبة ودفع البرتغالي جوزيه مورينيو المدير الفني للريال بالنجم ريكاردو كاكا بدلا منه في الشوط الثاني ، لكن الأخير حصل على إنذارين وطرد بعد دقائق قليلة من مشاركته. كانت مباراة اليوم بمثابة اختبار لريال مدريد في ظل غياب هدافه رونالدو ، وبعد البداية الجيدة للفريق في عام 2013 حيث تغلب على ريال سوسييداد 4-3 في الدوري وعلى سيلتا فيجو 4/صفر يوم الأربعاء الماضي في إياب دور الستة عشر بكأس ملك أسبانيا لينتزع بطاقة التأهل لدور الثمانية. خاض ريال مدريد مباراة اليوم وهو يعاني من أزمة حقيقية في الدفاع حيث عوقب سيرخيو راموس بالإيقاف خمس مباريات بسبب توجيه إهانات للحكم الذي أشهر له البطاقة الحمراء وطرده خلال مباراة سيلتا فيجو ، ليفتقد الريال بذلك جهود راموس في مباراة اليوم ومباراتيه أمام بلنسية وخيتافي في الدوري وكذلك مباراتيه أمام بلنسية في جولتي الذهاب والإياب بدور الثمانية لكأس الملك. وما ضاعف أزمة الريال في الدفاع هو غياب بيبي الذي خضع لحراجة في الكاحل ويغيب عن الملاعب لنحو شهر ، ورغم عودة لاعب الظهير الأيسر البرازيلي مارسيلو بعد فترة غياب طويلة بسبب الإصابة فضل مورينيو عدم المجازفة بإشراكه في مباراة اليوم. ولم يحقق ريال مدريد بذلك سوى انتصار واحد في آخر ست مباريات خاضها خارج أرضه في كل المسابقات ، مقابل تعادلين واحد وثلاث هزائم. خاض مورينيو المباراة بطريقة 4-2-3-1 ودفع باللاعب تشابي ألونسو في خط الوسط إلى جانب لوكا مودريتش وسامي خضيرة ، رغم الشكوك التي حامت حول مشاركة ألونسو بسبب مشكلة في الرقبة. وحل هيجوين مكان النجم رونالدو في هجوم الفريق ولعب أمام خوسيه كاييخون وأنخيل دي ماريا ، علما بأنها المشاركة الأولى لهيجوين في التشكيل الأساسي منذ أوائل نوفمبر. وعاد فابيو كوينتراو إلى التشكيل الأساسي بعد التعافي من إصابة في الفخذ ليلعب في الدفاع إلى جانب رافاييل فاراني وأربيلوا وألبيول. بينما خاض خوسيه لويس منديليبار المدير الفني لأوساسونا المباراة بطريقة 4-2-3-1 ، مفتقدا جهود كل من راوول لو وروبرتو توريس وحارس المرمى آسيير ريسجو بسبب الإصابات ، بينما عاد المدافع أليخاندرو أريباس من الإيقاف وشارك ضمن التشكيل الأساسي. لم تستمر فترة جس النبض طويلا وسريعا ما ظهر التفوق الهجومي للريال كما أبدى هيجوين رغبة حقيقية في تعويض غياب رونالدو وتلقى عددا من التمريرات من الجانبين لكن مدافعي أوساسونا فرضوا رقابة لصيقة عليه. لكن أوساسونا صاحب خط الهجوم الذي يعد الأضعف بين أندية الدوري الأسباني ، حيث لم يسجل سوى 14 هدفا خلال 18 مباراة ، لم يكتف بالتأمين الدفاعي وإنما بدأ تبادل المحاولات الهجومية الجادة مع منافسه معتمدا بشكل كبير على الهجمات المرتدة والكرات العالية. وأجبر أوساسونا ضيفه على التراجع لتأمين الجانب الدفاعي لفترة ثم انحصرت مجريات اللعب لدقائق في وسط الملعب قبل أن يتبادل الطرفان شن الهجمات. في الدقيقة 25 تقدم أندريس فيرنانديز حارس مرمى أوساسونا إلى حدود منطقة الجزاء للإطاحة بكرة ، لكن هيجوين لحق بها وراوغ الحارس ثم مرر عرضية باتجاه كاييخون المتمركز أمام المرمى لكن أريباس تدخل في الوقت المناسب وأنقذ فريقه من هدف محقق. ورد أوساسونا بفرصة في الدقيقة 27 حيث تلقى ألفارو سيخودو الكرة على حدود منطقة الجزاء وسدد كرة زاحفة مستغلا غياب الرقابة الدفاعية عنه ، لكنها مرت بجوار القائم. كان تأثر الريال بغياب راموس وبيبي واضحا حيث احتاج الفريق إلى التكتل الدفاعي بشكل كبير من أجل إبعاء الخطر عن مرماه وهو ما أبعد تركيز بعض اللاعبين عن الجانب الهجومي. بعدها كثف الريال ضغطه سعيا للتقدم خلال الشوط الأول ولعب كاييخون ومودريتش دورا بارزا في الجانب الهجومي ، في حين أخفق سامي خضيرة وكذلك النجم هيجوين في تهديد المرمى. وجاءت أخطر فرص الريال في الثواني الأخيرة حيث مرر لوكا مودريتش طولية رائعة إلى إلى كاييخون الذي سيطر على الكرة بمهارة ثم مرر في اتجاه المرمى إلى فابيو كوينتراو ، لكن الأخير لم يستغلها لينتهي الشوط الأول بالتعادل السلبي. في الشوط الثاني ، استمر الحماس الهجومي لأوساسونا طامحا في تفجير مفاجأة أمام الريال في حين وجد الفريق الملكي صعوبة في الوصول إلى شباك منافسه خاصة في ظل وجود حالة من عدم التفاهم بين خطي الوسط والهجوم. لم يقدم هيجوين جديدا في الشوط الثاني وأراد مورينيو بتجديد دماء الهجوم حيث أجرى تبديلين دفعة واحدة في الدقيقة 58 وأشرك كريم بنزيمة مكان أنخيل دي ماريا وكاكا مكان هيجوين ، وقد حصل كاكا على إنذار بعد أقل من دقيقتين بسبب الخشونة. وظهرت حالة من الارتباك الدفاعي في صفوف أوساسونا عقب نزول كاكا وبنزيمة لكن الريال أخفق في استغلال الفرصة وظل الانسجام غائبا بين لاعبيه في شن الهجمات وتطبيق الجمل التكتيكية. وفي الدقيقة 67 أجرى مورينيو تبديله الثالث ودفع بالنجم الألماني مسعود أوزيل بدلا من لوكا مودريتش. واصل أوساسونا اعتماده على الكرات العالية لكن لاعبيه افتقدوا المهارة في اللمسات الأخيرة وأهدروا العديد من الفرص التي كادت أن تسفر عن هزيمة ثقيلة للريال. وتضاعفت محنة ريال مدريد في الدقيقة 76 عندما طرد كاكا لحصوله على الإنذار الثاني. بعدها واصل الفريقان تبادل المحاولات الهجومية الجادة لكنها لم تسفر عن جديد في الدقائق المتبقية لتنتهي المباراة بالتعادل السلبي.