24.45°القدس
24.21°رام الله
23.3°الخليل
21.64°غزة
24.45° القدس
رام الله24.21°
الخليل23.3°
غزة21.64°
الخميس 24 ابريل 2025
4.84جنيه إسترليني
5.14دينار أردني
0.07جنيه مصري
4.13يورو
3.65دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.84
دينار أردني5.14
جنيه مصري0.07
يورو4.13
دولار أمريكي3.65

خبر: بين "باب الشمس" و"مرج الزهور"

العصبية الشديدة التي تعامل بها نتنياهو مع قرية «باب الشمس» تعكس خشيته من التداعيات الكبيرة لهذه الخطوة على فاعلية النضال الوطني الفلسطيني ضد الكيان الصهيوني ومشروعه الإحلالي... وكما يقول الكاتب صالح النعامي، فإن تحدي الاستيطان عبر تكريس حقائق فلسطينية مضادة، هو أعظم صور المقاومة الشعبية، التي تلحق الأذى بالاحتلال...إنها البداية الحقيقية والواعدة للربيع الفلسطيني! المشهد بأسره بدأ وانتهى «فيزيائيا» سريعا، لكن في المدى الواقعي، فالقصة لا يمكن أن تنتهي، يوم الجمعة الماضي بادر شبان من مختلف انحاء فلسطين بانشاء قرية فلسطينية في ما يعرف منطقة اي 1، وتقع الاخيرة على اراض فلسطينية شرق مدينة القدس بين مستوطنة معاليه ادوميم الواقعة على اراضي الضفة الغربية المحتلة وبين القدس، هذه الخطوة بما تحمله من جرأة ومخاطرة، جاءت رداً على القرارات الاسرائيلية بتوسيع الاستيطان في ظل غياب الرد السياسي الفعلي من قبل السلطة من جهة، وابراز لقدرات الشباب المستقل في خلق طرق و اساليب جديدة في المقاومة! اجتمع كثيرون، من الداخل الفلسطيني والشتات، ومن المتضامنين معهم، خلال اليومين الماضيين حول قرية باب الشمس التي استمدت اسمها من رواية الكاتب اللبناني الياس خوري «باب الشمس» الصادرة عام 1998 في الذكرى الخمسين لنكبة فلسطين الكبرى، وهي تتناول تجربة فلسطيني (يونس) التحق بالفدائيين الفلسطينيين في مخيمات اللاجئين بلبنان، وكان يتسلل سراً عبر الحدود للقاء زوجته التي استمرت بالعيش في إحدى قرى الجليل. وبين مؤيد ومتابع و داعم لهذا التحرك تمحور حديث الشباب على شبكات التواصل الاجتماعي حول مدى جرأة الشباب الفلسطيني في تحدي الاحتلال وكسر حاجز الصمت على الاستيطان المتمادي في الاراضي الفلسطينية. ويدل هذا التفاعل الهائل مع خطوات كهذه، الى تعطش الشعب العربي والفلسطيني للمقاومة بشتى اشكالها ويشكل حافزاً للقيادات الداخلية بالتحرك نحو الاندماج مع تطلعات الشباب في الداخل و الشتات! يقول احد الشباب أن قرية باب الشمس اعادت حلم العودة عند فلسطينيي الشتات الى اليقظة من جديد واشعلت في القلوب ثورة استرداد الارض بأيدي الفلسطينيين بعيدا عن سياسات التفاوض والتنازل، بل إن قرية باب الشمس اعادت مصطلح فلسطين من النهر الى البحر، وذكرت الجميع بمخيم العودة الذي أقامه الفلسطينيون المبعدون جنوب لبنان، ذلك المخيم (مرج الزهور!) الذي دفن للأبد سياسة الترنسفير، كما يبدو أن (باب الشمس) شقت طريقا إلى حلم التحرير، بالجهد الذاتي! الكاتب والروائي الياس خوري، أرسل رسالة إلى اهالي القرية وطلب منهم أن يقبلوه مواطناً في هذه القرية. حيث قال عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»: «لن أقول يا ليتني كنت معكم، فأنا معكم. أراكم وأرى كيف صار الحلم على أيديكم حقيقة منغرسة في الأرض. على هذه الأرض ما يستحق الحياة كما كتب محمود درويش، لأنكم عندما بنيتم قريتكم الرائعة أعدتم المعنى إلى المعنى، وصرتم أبناء هذه الأرض وأسيادها، أرى في قريتكم كل وجوه الأحبة الذين غابوا في الطريق إلى أرض موعدنا الفلسطيني. فلسطين هي موعد الغرباء الذين طردوا من أرضهم، ويطردون كل يوم من بيوتهم غرباء وأنتم أبناء الأرض وزيتونها وزيتها، أنتم زيتون فلسطين الذي يضيء بشمس العدل، تبنون قريتكم فيشتعل بكم نور الحرية.. اهالي قرية بيت الشمس تم إجلاؤهم بالقوة، من قبل جنود الاحتلال، رغم قرار محكمتهم بالإبقاء على القرية، فالقانون لا يطبق على الفلسطيني، ولكن بقيت خيام القرية، شاهدا على سكانها، الذين يتربصون لكتابة عودتهم بأقدامهم، التي يدوسون بها على أعدائهم وأعداء البشرية!