باتت أمراض الشتاء أمراً محتوماً تتنظره كل الأمهات، لتحمي أطفالها منها، لذا فإن قليلي المناعة، قد يكونون سيئي الحظ، من هذه الحماية، فأغلب الأطفال يلتقطون هذه الفيروسات، التي يعتبرها الكثيرون أنها فيروس واحد، وله علاج واحد، لكن الأمر يختلف، وهناك أنواع متعددة من هذه الفيروسات، تطلعنا عليها د. مروى يحفوفي، اختصاصية طب الأطفال في مستشفى كليمنصو الطبي في دبي.
الإنفلونزا
الإنفلونزا هي عدوى فيروسية تهاجم الجهاز التنفسي، الأنف والحلق والرئتين. الأطفال دون عمر الـ ٥ سنوات أكثر عرضة لمضاعفات الإنفلونزا وعادة ما تكون الإصابة لديهم شديدة. في بداية الأمر، قد تبدو الإنفلونزا مشابهة للزكام، مع سيلان في الأنف وعطاس والتهاب في الحلق. ولكن الزكام يحدث ببطء، في حين أن الإنفلونزا تحدث فجأة. ورغم أن الزكام قد يكون مزعجاً، فإن الإزعاج المصاحب للإنفلونزا أسوأ بكثير. وتتضمن العلامات والأعراض الشائعة للإنفلونزا حُمّى، آلام العضلات، قشعريرة، صداع، سعال جاف ومستمر وضيق في النفَس.
رغم أن نسبة فعالية مَطعوم الإنفلونزا السنوي ليست 100%، فإنه يبقى أفضل وسيلة دفاعية ضد الإنفلونزا.
الفيروس المخلوي التنفسي RSV
يسبب الفيروس المخلوي التنفسي التهابات في الرئتين والمجرى التنفسي. وهو شائعٌ للغاية إلى حدِّ أن معظم الأطفال يكونون قد أُصِيبوا به قبل بلوغهم العامين. يمكن أن يسبب الفيروس المخلوي التنفسي عدوى شديدة لدى بعض الأشخاص، بما فيهم الأطفال بعمر السنة فما دون، خاصة من ولدوا قبل أوانهم، إضافة للأطفال المصابين بمرض القلب والرئة، وأي طفل يعاني من ضعف جهاز المناعة. يمكن أن تنتقل عدوى الفيروس المخلوي التنفسي إلى المجرى التنفسي السفلي، مسببةً التهاب الرئة أو القصبات، وهي الممرات الهوائية الصغيرة المؤدية إلى الرئة. قد تشمل العلامات والأعراض الحُمّى، السعال الشديد، الأزيز — وهو صوت حاد يُسمع عادةً خلال الزفير، التنفس السريع أو صعوبة التنفس ونقص بمستوى الاكسجين بالدم. يتعافى معظم الأطفال خلال أسبوع إلى أسبوعين، لكن قد تتكرر ظاهرة الأزيز لدى البعض. بعض الأطفال قد يصابون بعَدوى حادة أو مهددة للحياة تستدعي البقاء في المستشفى.
كوفيد- 19
يمكن أن يصاب الأطفال من جميع الأعمار بمرض فيروس كورونا (كوفيد 19). لكن أعراض معظم الأطفال المصابين لا تكون عادة بنفس حدة أعراض البالغين، وقد لا تَظهر على بعضهم أي أعراض على الإطلاق. الأطفال المصابين بحالات صحية أخرى، مثل السُمنة والسكري والربو، قد يكونون أكثر عرضة للمرض الشديد في حال العدوى بكوفيد 19. كذلك الأطفال المصابون بأمراض القلب الخلقية أو الحالات الوراثية أو الحالات التي تؤثر على الجهاز العصبي قد يكونون أيضًا أكثر عرضة للإصابة بحالة مَرَضية خطيرة في حال العدوى بكوفيد 19.
متلازمة التهاب الأجهزة المتعددة لدى الأطفال (MIS-C)
هي حالة نادرة لكن خطيرة يحدث خلالها التهاب شديد في بعض أجزاء الجسم، مثل القلب أو الرئة أو الأوعية الدموية أو الكلى أو الجهاز الهضمي أو الدماغ أو الجلد أو العينين. تشير الأدلة إلى أن العديد من هؤلاء الأطفال كانوا مصابين في الماضي بكوفيد 19، وذلك بناء على حصولهم على نتائج إيجابية لدى اختبار الأجسام المضادة، الأمر الذي يشير إلى أن متلازمة التهاب الأجهزة المتعددة لدى الأطفال (MIS-C) ناتجة عن ردة فعل مناعية شديدة مرتبطة بكوفيد 19. تشمل العلامات والأعراض الشائعة لمتلازمة التهاب الأجهزة المتعددة لدى الأطفال حمى تستمر 24 ساعة أو أكثر، قيء، إسهال، ألم المعدة، طفح الجلدي، سرعة تنفس، احمرار العين، احمرار أو تورم الشفتين واللسان، شعور بتعب غير عادي، احمرار أو تورم اليدين أو القدمين. إذا ظهرت على الطفل أي من تلك العلامات التحذيرية الطارئة، أو أصابه مرض شديد بعلامات وأعراض أخرى، يجب أخذ الطفل إلى أقرب مركز طوارئ.
مرض اليد والقدم والفم
أمراض اليد والقدم والفم هي عدوى فيروسية معدية شائعة بين الأطفال الصغار، تسبب قروحاً في الفم وحكة في اليدين والقدمين. فيروس كوكساكي هو السبب الأكثر شيوعًا لأمراض اليد والقدم والفم. هي عدوى شائعة لدى الأطفال في فصلي الصيف والخريف. تسبب تقرحات داخل الفم أو حوله، وطفح جلدي أو بثور على أيديهم أو أقدامهم أو أرجلهم أو أردافهم، حيث يمكن أن تكون مؤلمة لكنها ليست خطيرة. لا يوجد علاج محدد لمرض اليد والقدم والفم. يمكن لغسيل اليدين بشكل متكرر وتجنب الاقتراب من الأشخاص المصابين بأمراض اليد والقدم والفم المساعدة في خفض خطر إصابة الطفل.
ادينوفيروس
الفيروسات الغدية او ادينوفيروس هي مجموعة من الفيروسات التي تسبب أنواعاً مختلفة من العدوى. غالباً ما تسبب الفيروسات الغدية عند الأطفال التهابات في الجهاز التنفسي، ولكنها تسبب أيضاً التهابات في الجهاز الهضمي. وهي أيضاً سبب شائع لالتهاب العيون (العين الوردية). تكون التهابات الجهاز التنفسي أكثر شيوعًا في أواخر الشتاء والربيع وأوائل الصيف. لكن يمكن أن تحدث هذه العدوى في أي وقت على مدار العام. العلاج داعم بشكل أساسي عبر الاكثار من السوائل ومعالجة العوارض على اختلافها.
طرق لتعزيز مناعة طفلك
1 - قدمي المزيد من الفاكهة والخضروات لطفلك، الغذاء الصحي غني بالفيتامينات والمعادن التي تساعد خلايا المناعة على العمل بشكلٍ أفضل.
2 - زيادة وقت النوم، الحصول على قدر كاف من الراحة أمر أساسي لصحة الأطفال وقدرتهم على مكافحة الجراثيم.
3 - أرضعي طفلك. الرضاعة الطبيعية تنمي جهاز المناعة عند الرضع وتمنحهم مضادات حيوية ضد الجراثيم.
4 - ممارسة الرياضة، حفزي طفلك على ممارسة الرياضة فهي تساهم أيضاً بشكل كبير في تقوية مناعة الطفل، ممارسة الرياضة سوًيا تزيد الروابط العائلية وتحفز الجميع.
5 - غسل الأيدي. يعتبر من أفضل أساليب منع انتقال الجراثيم. تأكدي من غسل الأيدي بشكل متكرر خاصةً قبل وبعد الأكل.
6 - تجنبي التدخين السلبي، فوجود الطفل في بيئة مدخنة يضعف جهازه المناعي ويزيد العرضة للالتهابات ومشاكل الحساسية والربو. كما أنه يزيد من حدة العوارض الناتجة عن التهابات بسيطة.
7 - لا تعطي دواء بدون استشارة الطبيب. في معظم الحالات المرضية لدى الأطفال العلاج الأفضل هو الوقت. استخدام الأدوية في غير محلها قد يشكّل خطراً على طفلك.